ستتذكرني يوما .. وتبكي

> «الأيام» إيضاح قاسم جبران /مدينة الشعب - عدن

> عندما تقاطع خط أفكاره وتشتت احلامه هنا وهناك،عندما حاول استجماع شجاعته وعدم الانهيار لكن... سرعان ما بعثر باوراقه ورمى بقلمه في سله المهملات وانهار عند كلمة اعتذار.

الحاجب: محكمة

القاضي: الاسم والوظيفه؟

أدعا قلم ووظيفتي هي الكتابة

القاضي:انت متهم بالتمرد على صديقك.

القلم:انا لم اتمرد ولكن خرجت من جدار صمتي الذي حاول صديقي ان يمنعني من التعبير عنه.

القاضي: انت متهم بانك لن تخط الكلمات.

القلم:-سيدي القاضي انا لم ولن اتوقف عن الكتابة طالما ان هناك روح تحرك الاحرف والكلمات، طالما انه لازالت دماء تسال من اجل إظهار الحقيقة المسلوبة، سيدي القاضي انا قلم تحركني يد، لطالما خطت احرفي ببراعة واكتب لقلب وروح يحويهما الكثير من المشاعر والاحاسيس الصامتة.

القاضي:اذا لما يشكوك صديقك؟

القلم:- سيدي القاضي انا قلم دون تاريخ سجل الحقيقة واظهر المظلوم من الظالم، انا قلم خط النثر والشعر، خط الالم والقهر، خط الذل والعزة، خط الفقر والغنى، خط عن الدموع والجرح.

وعندما امرني صديقي ان اخط اعتذارا رفضت فضربني وشتمني بعد ان استنزف دمي، وأهزل جسدي.. سيدي القاضي هأنا اقف امام عدالتكم ليس لطلب الرحمة، بل لتشقوا طريق عدالتكم ولتظهروا الحقيقة ولتذيبوا الباطل في هذه القضية.

القاضي: الحكم بعد المداولة.. رفعت الجلسة

بعد دقائق .. الحاجب:- محكمة

القاضي: لقد قررت المحكمة في قضية القلم وصديقه أن القلم مذنب، وعليه ستتم معاقبته بحرمانه من خط الحروف والكلمات طيلة حياته، ألديك شيء آخر تود قوله؟

تقدم القلم وقد اعتلت عليه علامات الأسف والالم، وقال: صرت بيد البشرية لعبة، يحركون خيوطي على مسرح الحياة، لكن... ستتذكرني يوما.. وتبكي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى