حذاء غاضب صوب محتل غاصب

> «الأيام» محمد أحمد الحكيمي /تعز

> ماذا كان ينتظر بوش بعد أن اعترف بعظمة لسانه أمام العالم أن احتلاله للعراق كان خطأ نتيجة لمعلومات استخباراتية غير صحيحة بعد أن دمر بلدا بأكمله، وذبح أكثر من مليون عراقي وأكثر من مليون معاق ومشوه وأكثر من أربعة مليون مشرد، وأعدم أكثر من 200 عالم ونهب ثروات البلد وأدخله في دوامة الصراع الطائفي، وهناك مصائب لا تعد ولا تحصى، ويعلم الله إلى أين ستمتد تداعياتها وآثارها، وإذا كان منتظر الزيدي أحد أبناء هذا البلد ذاق مرارة الاحتلال الخاطئ بحسب تعبير المجرم المحتل بوش ومايزال يئن تحت وطأة هذا الاحتلال ..

فهل كان منتظرا منه أن يرميه بوردتين تكريما له وتقديرا لما فعله في بلاده وحفاوة منه باعترافه الوقح والاستفزازي قد خلق الحق لكل عراقي أن ينتقم من هذا المجرم!؟ وكان من الطبيعي أن يرسل منتظر الزيدي حذاءه الغاضب صوب ذلك المجرم الغاصب كأدنى تعبير ورد فعل لما إصابته من إضرار بالغة من جراء ذلك الاحتلال الظالم، لأن ما فعله بوش لا تكون عقوبته الرشق بحذائين فقط، بل كان يجب أن يقدم لمحاكمة كمجرم حرب و لولا أنه لم يكن في مقدور الزيدي إلا أن يعبر بتلك الوسيلة، ولما كانت للحرب آثار مادية وأخرى معنوية فإن حذاء الزيدي قد كان له أثرا معنويا بالغا لدى كل العراقين، ومنهم الزيدي الذي لم يكن مجرد صحافي مهني فحسب، بل إنه كان في ذات الوقت صاحب قضية مؤلمة وجرح نازف نكأه بوش بزيارته واستعراضه لما سماه منجزا عظيما.. وبهذا يكون حذاء الزيدي قد رفع جزءا من الضرر المعنوي الذي يعاني الشعب العراقي.. ولم يكن عبثيا دون نتيجة كما اعتبر البعض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى