الذئب والحمل

> رائد محفوظ الأرضي:

> القصة الرمزية عن اتهام ذئب حملا بتعكير صفو الحياة عليه وإلا فهو آكله لامحالة، تحولت اليوم من رمز إلى حقيقة.. فالمتابع للتصريحات المستفزة لقادة الكيان الصهيوني ومن دار في فلكهم من حكام الذل والهوان العربي بتحميل حماس الوزر الأكبر من المآسي والمذابح والمجازر تؤكد تلك القصة المجحفة.

ومعروف للجميع بمن فيهم أولئك الحكام العرب الذين لم ينتهك أحد شرف العروبة ولم يلطخها بالأوحال كما يفعلون في هذه الأيام الحزينة والتعيسة المثقلة بالعار، أن حماس مهما قدمت من تنازلات ستظل تحظى بقدر كبير من المعاملة المجحفة وتخضع لعقوبات لايعرف مدى تطورها إلا أرحم الراحمين.. والتاريخ القريب للعراق وفلسطين يؤكد للغافلين منا ذلك.

إن ما يحدث لأخواننا الغزاويين العزل في الميدان من قتل وتدمير وإهلاك للحرث والنسل يستدعي موقفا بحجم المأساة، وعلى القادة العرب أن يكفوا عن تصريحات التصريح ومؤتمرات المسخرة.

ويتوجب على الدول العربية (كأنظمة) أن تغير سياساتها العتيقة في مواجهة مثل هكذا كوارث يندى لها جبين الإنسانية جمعاء فما بالك بروابط الدم والمصير.. وتعي أن إدارة الأزمات الجسام بأسلوب الدبلوماسية الهادئة لن يضفي على العرب إلا مزيدا من الضعف والهزال والسخرية في مواجهة عدو يفاوض ويحارب على قلب رجل واحد أمام مائة وخمسين مليون عربي لم يتعلموا بعد كيف يتفقون أو يختلفون، حتى في مواجهة عدو لا يرحم!

وكان الله في عون الشعب الغزاوي العزيز والأبي، وصبرا صبرا أيها المقاومون البواسل خلف أسوار المدينة المحاصرة، صبرا صبرا أيها الرماة البواسل عن كرامة الوطن، صبرا صبرا يا من تصوغون بخيوط الدم شعاع فجر الخلاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى