شعب الجبارين..!!

> عبدالقوي الأشول:

> التاريخ لا يعيد نفسه إلا أن ظروفه تتشابه في أحيان كثيرة، فما يحدث اليوم لأهلنا في غزة المحاصرة يوحي ببشاعة الفكر الصهيوني وغدره المرتبط بسلسة مجازره الشنيعة بحق العرب.

ونظرته الاستعلائية المستمرة من فكرة التفصيل التي هي من صلب عقيدة هذه الدولة الغاصبة. إنهم رمز الإثم وقتلة الأنبياء، فمن شتات الأرض تكونت دولتهم الغاصبة .. حكاية ربما تمتد جذورها التاريخية إلى حكاية صلب المسيح عليه السلام، فحين كانوا يجرون المسيح للانتهاء من أمره تعثر كما يروي التاريخ عند بوابة القاعة، ووقف (كارتافاليوس) اليهودي حارس البوابة زاجرا السيد المسيح موجها لكمة عنيفة إلى ظهره وهتف ساخرا .. أسرع لماذا تتمهل؟!.. التفت السيد المسيح إليه بنظره قاسية، قائلا : سأذهب سريعا .. أما أنت فستبقى..!

ومن تلك اللحظة انصبت اللعنة على (كارتافاليوس) اليهودي التائه.. أما المسيح فقد ارتفع سريعا.. أما هو فبقي طويلا وطويلا جدا.. ليكون رمزا للإثم الأكبر الذي ارتكبه اليهود في ذلك اليوم، وما تلاه من الأيام، وهكذا تتجدد صورة الإثم الأكبر الذي يرتكبه الصهاينة بحق العرب، كما يتجدد (كارتافاليوس) في صورة مفكري الصهيونية بمختلف مشاربهم الفكرية التي تجمع في نهاية المطاف على شدة عدائهم، وحقدهم على العرب، بل والأجناس والديانات الأخرى.. هم امتداد لذلك التاريخ البعيد والأيدي الملوثة بقتل الأنبياء، ولم يكن مؤسس الدولة الصهيونية (هرتزل) بأفكاره التي حرصت على جعل دولة العقيدة مرتبطة بسفك الدماء وبغاية الدولة التوسعية من المحيط إلى الخليج أو من النهر إلى البحر، فكرة تجمع تحت مظلتها تيارات الدولة الغاصبة السياسية من صهاينة ويهود.. وبثقل العنصر الديني الذي تغذيه حاخامات هذا الكيان العنصري شديد التطرف.

وماشهدته الساحة العربية في العهود الحديثة من مجازر وحشية تكاد تكون متطابقة من حيث القسوة في سفك دماء أطفال ونساء وشيوخ العرب في لبنان وفلسطين وكل ساحات الحروب القذرة التي خاضها هذا الكيان في مسيرة بناء دولته وحفظ أمنها كما يقال.. الذي يجد معه تعاطفا غربيا مريبا وربما تواطؤ عربي في أحيان كثيرة.

وعلى الرغم من هول المذابح والمجازر المرتكبة وصمت المجتمع الدولي ممثلا بهيئة الأمم، إلا أن ترسانة الدولة اليهودية الصهيونية .. تبدو أبعد من تحقيق أمن الدولة الغاصبة مع كل حرب جديدة تخوضها ضد الفلسطينيين وجيرانها العرب بصورة عامة.

نعم.. العالم مختلة موازين عدالته، والإنسانية المرتبطة بحقوق بني البشر لا تبدو ناعمة تجاه الدم العربي، ولا تثير شفقة صور أشلاء أطفال فلسطين ولبنان وكل تلك المدن المزدحمة بالسكان المدنيين الواقعين تحت قصف آلة الرعب الإسرائيلية التي تستغل جانب تفوقها العسكري والتواطؤ العالمي الذي يمنحها مزيدا من الوقت لتحقيق أهدافها التي لا تتحقق أصلا مادام هناك شعب اسمه فلسطين بكل ما يمتلك من زخم الرجولة والكفاح والروح الاستشهادية في سبيل وطن سلب منهم ولم يغادرهم قط.. إنهم فرسان أرض الرباط الموعودة بالنصر الإلهي ومع ما يجري من بطش وحصار ومنع وصول الإمدادات الضرورية لأبناء غزة الصامدة، إلا أن معطيات عدة تؤكد وبجلاء أن أرض فلسطين وشعبها أقدر على الصمود والتحدي والمقاومة الشرسة لإدراك أبناء الأرض أن صراعهم الوجودي مع عدوهم قاس ومرير.. مقاومة تمرست الصمود تحت القصف والحصار وشعب يأبى الخنوع ورفع الراية، وعدو استنفد وسائله العسكرية والتقنية في محاولات يائسة لزرع اليأس في نفوس (الكنعانيين) الجبارين.. من هنا ومن تلك الدماء والأشلاء والبيوت التي تناثرت تحت وقع القنابل الخارقة والشظايا المتناثرة في زرع الدمار في محيطها من أنقاض دور السكن وأطمار أطفال ونساء قضوا تحت القصف، يرى هؤلاء الأشداء قدسهم وفلسطينهم.. إنه وعد الرب بالنصر.. وليس ذلك على الله ببعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى