رحم الله المعتصم

> محمد سالم قطن:

> يواصل الصهاينة في هذه الأيام أقذر حروبهم على غزة، المدينة الفلسطينية الصامدة.. آلاف الأطنان من القنابل الحارقة المحرمة دوليا تقذفها طائراتهم وزوارقم ومدافعهم يوميا على منازل الأبرياء المحاصرين من أهالي قطاع غزة أقدم مدن العالم وأكثرها كثافة في السكان.

إنه الهولوكوست الحقيقي وحرب الإبادة السافرة!.

خرجت كل شعوب العالم إلى الشوارع والساحات تنادي بإيقاف هذه الجريمة البشعة وردع المعتدي الغاشم، وفك الحصار الظالم، لكن النداءات لم تلامس ضمائر حية، بعد أن سادت في هذا العصر شريعة الغاب.. (هيروشيما) جديدة ترتكب بحق شعب عربي أعزل جائع وفقير، والعرب والمسلمون مكتوفو الأيدي، على الرغم من أنهم يسمون أنفسهم (أمة المليار).. هل هو العجز كما يبرر البعض، أم هو التواطؤ مع المعتدي كما يؤكد الكثيرون ؟.. قديما عندما كان العرب عربا والمسلمون مسلمين لامس نداء امرأة مستضعفة في أقاصي الدنيا نخوة ضمير عربي حي، فسارع إلى نجدتها.. صرخت تلك المرأة المظلومة من جور لطمة ظالمة «وا معتصماه!».. فحمل الهواء أصداء تلك الصرخة إلى المعتصم بالله، فلبى ذلك العباسي الرائع نداء الاستغاثة على الفور.

رحماك يا تاريخ !! رحم الله المعتصم ورحم ذلك العصر المجيد بكل رجاله الأبطال، أهل النخوة والشموخ والضمائر الحية.

يجف المداد والقلم يحاول وصف ما حاق بغزة الصامدة الأبية، تنهمر الدموع من المآقي مدادا بديلا.. لكن الدم القاني الذي نزف في غزة من أجساد الأطفال والنساء والشيوخ لايجف أبدا، لأن دماء الشهداء من مسك، والمسك لا يعرف الجفاف.

ما أسهل أن نصوغ العبارات في الأحوال العادية، لكنها صعبة وعسيرة في مثل هذه الأوقات.. فالعبرات تسبق العبارات، واللسان الصادق مهما كانت درجة فصاحته يصاب بالشلل، فالدم القاني في مثل هذه المواقف هو أكثر فصاحة وهو أيضا سيد المعرفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى