> زارني في الأسبوع الفائت شخص من طرف أسرة الشهيد عبدالرحمن محمد صالح «بنجلاديش» أحد مناضلي حرب التحرير وأحد كوادر الحزب الاشتراكي، عضو في لجنة المديرية فلجنة المحافظة فسكرتارية اللجنة المركزية وآخر مهامه كانت مدير دائرة الكادر في سكرتارية اللجنة المركزية وأدى واجباته بكل تفان وإخلاص.

كان مريضاً يوم الإثنين، 13يناير، 1986م، إلا أنه (كما تفيد البيانات المقدمة من الأسرة) حاول تجاوز حالته الصحية بالذهاب إلى مكتبه لتصفية عمل معلق، ولكنه لم يعلم أن تصفيته ستسبق تصفية عمله المعلق.

هذا حال البلاد وكل البلاد العربية والنامية والمتخلفة أو كما يقال الحال من بعضه.. الأسرة لا تثير هذا ولم يعد هناك متسع لإثارة الجروح فإن فينا ما يكفينا، لكن المؤلم أن تتقاضى الأسرة (7.000) سبعة آلاف ريال معاشاً شهرياً.. هل يفي هذا المبلغ لتكاليف الحياة.. لفواتير الماء والكهرباء.. للتطبيب.

من ينهي معاناة أسرة الشهيد عبدالرحمن بنجلاديش؟ لجأت لي أسرته وناشدتني بالكتابة نيابة عنها لوجه الله.. الأسرة تتعشم الآمال بأن قلمي سيحرك المياه الراكدة. قلت في نفسي: ما الذي يحول دون ذلك طالما أن الهدف إنساني بحت، وأن يكون قلمي مأجوراً عند ربي خير لي من أن يكون مأجوراً لدى جهة ما.