في ذكرى التصالح والتسامح

> د.عيدروس نصر ناصر :

> يصادف اليوم الثالث عشر من شهر يناير الذكرى السنوية لحركة التصالح والتسامح التي عمت جميع المحافظات الجنوبية بعد سنوات من حرب 1994م الظالمة التي حولت المحافظات الجنوبية، مثلما حولت المشروع الوحدوي والديمقراطية والنفط والأرض والإنسان إلى غنيمة حرب بيد الطرف المنتصر.

واستطاعت حركة التصالح والتسامح أن تغدو ظاهرة مؤثرة في الحياة السياسية في البلاد ويمكن لها أن تغدو علامة مميزة للحياة السياسية اليمنية إذا ما تسلحت بالمزيد من ثقافة التسامح، وحافظت على سمو الأهداف التي أتت من أجلها.

جاءت حركة التصالح والتسامح كرد فعلي طبيعي لسياسة الإلغاء والاستقواء والتفرد والاستكبار التي انتهجها المنتصرون في حرب 1994م الظالمة، بالمراهنة على انقسام المواطنين الجنوبيين في الماضي، ومن المؤكد أن رواد التصالح والتسامح كان هاجسهم الأساس هو طي صفحات الماضي المؤلمة وحشد جميع الطاقات الفاعلة للتصدي للتحديات الجديدة على الساحة الجنوبية مثلما على الساحة اليمنية بعامة.

على أنه لابد من التذكير على الدوام أن الوصول إلى هذه المرحلة من القبول بالآخر ونبذ ثقافة الثأر والانتقام لابد أن تحظى بالمزيد من الرعاية والتعميق وتحويلها إلى ثقافة راسخة وقناعة ثابتة ونهج استراتيجي وإلى سلوك سياسي وطني يسمو فوق أي اعتبارات جزئية وموسمية هذا أولاً، وثانياً وهو الأهم الانفتاح على جميع المنخرطين في الحراك الاجتماعي والسياسي الرافض لنهج الحرب والإلغاء، والاتفاق على القواسم المشتركة وتأجيل نقاط الاختلاف لتحسمها صيرورة الأحداث التي تأتي كل يوم بجديد غير ذلك الذي يكون مرسوما في مخيلة الناس أو في أمانيهم التي لاشك في نبلها.

ومن الجدير بالملاحظة أنه إذا كانت حركة التصالح والتسامح كقيمة أخلاقية وكتوجه وكممارسة سياسيين تهدف إلى التسامي على التباينات والاختلافات المنتمية إلى الماضي فإن الأولى بها أن تتحاشى الوقوع في الأخطاء التي يراد طي صفحاتها وأهمها ثقافة الإلغاء والتفرد وادعاء احتكار الحقيقة، وتخوين الآخر ومن ثم حشد جميع الطاقات والممكنات في سبيل ترسيخ ثقافة التسامح، ونبذ ثقافة الخصام والاتهام.

ولأن حركة التصالح والتسامح ارتبطت عضوياً بالفعاليات الاحتجاجية السلمية بكافة مظاهرها التي اجتاحت المحافظات الجنوبية، فإنه من المهم التأكيد أن أطراف الحراك السياسي لا بد أن تبحث عن كل ماهو مشترك بين كل مكوناتها والكف عن التفرد وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تفكيك حركة النضال السلمي لأن إضعاف هذه الحركة لايخدم إلا أجندة السلطة التي لم يقلقها شيء مثلما أقلقها النضال السلمي الدؤوب والمثابر الذي انتهجه مواطنو الجنوب في تصديهم لسياسات ما بعد 7 يوليو 1994م التعسفية والظالمة، وهكذا فلدى حركة النضال السلمي كل مقومات الاستمرار والتطور والبقاء والديمومة، ولايمكن أن تضعفها محاولات الاستقواء والإرهاب ولا التصدي لها بالرصاص الحي ولا القنابل الدخانية ولا الكمائن الأمنية، مثلما يمكن - لاسمح الله - أن ثؤثر فيها التنازعات والانقسامات والاتهامات التي قد لا تكون الأجهزة السلطوية بعيدة عن إحاكتها وصنعها.

برقيات

> سيكون من الحكمة على قادة النضال السلمي الجنوبي الحرص على عدم الإكثار من تسديد سهام الاتهام وحراب التخوين والتشكيك في مواقف الغير والبحث عن المزيد من الخصوم طالما كانوا بحاجة إلى مزيد من الأنصار لا إلى المزيد من الأعداء.

> توجيه وزير الثقافة د. محمدالمفلحي بعلاج الفنان الوطني الكبير حسن عطا على حساب وزارة الثقافة لفتة كريمة استحق عليها الأخ الوزير إعجاب وتقدير كل المهتمين بالشأن الثقافي، التحية للدكتور الوزير والشفاء العاجل والعمر المديد للفنان الكبير حسن عطا.

> الصباحية الشعرية التي أحياها بيت الشعر بالتعاون مع جمعية الأقصى وجمعية المنشدين ومنظمة الشباب صباح الأحد 2009/1/11م للتضامن مع غزة أكدت ليس فقط أن الشعر اليمني مايزال بخير بل وأن الشعر يقع في قلب المعركة الوطنية والانتصار للقضايا الوطنية والقومية.

*عضو مجلس النواب

www.aidrooos55.maktoobblog.com

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى