سقط القناع عن الوجوه الغادرة..!!

> فاروق ناصر علي:

> «مئتا مليون نملة / أكلت في ساعة جثة فيل/ ولدينا مئتا مليون إنسان/ ينامون على قبح المذلة/ ويفيقون على الصبر الجميل/مارسوا الإنشاد جيلاً بعد جيل/ ثم خاضوا الحرب لكن .. عجزوا عن قتل نملة/ تفقأ العزة عين المستحيل/تصنع العزة للنملة دولة.. ويعبث النمل في دولة إنسان ذليل!»

أحمد مطر

مدخل خاطف

يذهلني اليوم سماع أصوات البعض المطالبة بفتح مراكز لتدريب متطوعين للقتال إلى جانب أهلنا في فلسطين (غزة) بينما الأحرى أن يرتفع الصوت الهادر الباحث عن جواب لهذا السؤال الموجه إلى الأنظمة العربية: ما قيمة هذه الجيوش المجيشة والأسلحة المكدسة التي أنفق على شرائها مليارات الدولارات وأكثر من ذلك؟!.. فهل يريد هؤلاء المطالبون بفتح مراكز التدريب أن تبقى الجيوش العربية المجهزة والمدربة لقمع المسيرات والمظاهرات والاعتصامات أم يريدون خلق (ميليشيات) تابعة لهم لأغراض أخرى؟!.. أليس الحق كل الحق أن تطالب الشعوب أنظمتها بالقتال ولها الجيوش والعتاد بدلا من سيل كلمات الشجب والتنديد؟!.. لا تخلطوا بين الحق والباطل لأن هذا الخلط هو الذي أضاع (فلسطين) وجعل دماء أهلنا في فلسطين تسيل ليل نهار .. ابتعدوا عن كلمة حق يراد بها باطل.

الدخول إلى قلب المقال باختصار

أتابع الحديث وأعيد أيها القارئ العزيز قراءة المدخل أعلاه لأنه مدخل لهذا المقال وتساؤلات غاضبة ومرة.. دعونا نتساءل بالعقل والمنطق كم يحتاج المتطوع للجهاد أو القتال كمدة كافية تجعله يعيد (الكر والفر) يوما.. يومين.. أسبوعا؟.. سنمضي مع الفكرة سنقول 14 يوما لا بأس.. هل هي كافية لجعل (إسرائيل النازية) تنتظر حتى مجيء من تطوع؟ لنقل معكم ربما؟! مع أن إسرائيل تحصد أرواح البشر في (غزة) بالمئات مستهدفة عن عمد قتل (المدنيين) ولديها (أمريكا الشيطان الأكبر) تحميها، لكن سنقول لدعاة التطوع: من أي طريق ستصلون إلى غزة؟! من البحر أم الجو أم البر؟!.. هل ستطيرون من خلال السحب والنجوم؟! لقد انتهى عصر المعجزات.. نحن في عصر النذالة والمذلة والخيانة.. فلماذا تدسون السم في العسل لإنقاذ الأنظمة العربية الخائنة؟!.. ولماذا تساهمون في اختباء الجيوش؟!.. وما قيمة هذه الجيوش.. هل وجدت للزينة أم للاستعراض أو للمساهمة مع الأنظمة لقمع الشعوب الساعية للحرية؟! ومطالبتكم هي مكشوفة وعارية ولا علاقة لها بالجهاد ولا بأهلنا في (فلسطين) أنتم تريدون إخفاء حقيقة الخيانة من قبل الأنظمة من ناحية، وتريدون الحصول على شرعية خلق (ميليشات) خاصة بكم لقمع من يرفع الصوت ضد (فتاوى التكفير)، ومن يرفض العودة إلى العصور الوسطى ومحاكم التفتيش وتوزيع صكوك الخيانة والوطنية!!

أما أهلنا في (غزة) فلو كانت لديكم بعض (العزة) لقلتم ما قيمة الجيوش البطلة التي تقمع شعوبها فقط؟! وتباً لكل مؤتمرات الشجب والتنديد.. والعيب والعار والهزيمة داخل الأنظمة العربية فلا تحيطوها بدخان الدجل والكذب.. والحرب ليست بحاجة (لمنتخبات متطوعين) لأن الموت والدمار والفناء نراه في كل لحظة، فاصمتوا صمت القبور بدلا من مقترحات كاذبة هدفها تضليل الشعب باسم الجهاد.. من أي طريق ستذهبون؟! ولماذا لم تتحرك دول المواجهة؟! ولماذا تغلق الحدود؟!.. حتى أنتم مع الأنظمة العربية وليتم وجوهكم شطر (البيت الأبيض)، ولكن من خلال كلمة حق يراد بها باطل ومآثم.. اصمتوا ولا تنطقوا فلستم سوى (حفاري قبور) داخل الوطن ولن يغفر (الله رب العرش سبحانه) للأنظمة العربية كل هذه الذنوب ولا لكم لأنكم أهل مآرب ضالة.. جيوش جاهزة وأسلحة مكدسة وصمت جبان، وأنتم تطالبون بفتح مراكز التدريب واحضار متطوعين؟.. وتغطون الخيانة للدم اليومي المراق على تراب (غزة) كي تقطفوا ثمارها داخل أرضنا ألا بئس ما تفكرون وبئس البائع والثمن والعفن!

الخاتمة

«يا أهل فلسطين نحن شعوبٌ ديكورات/ وجيوش فاسدة اللحم وليست تصلح للتصدير/ وبلاد وحدتها لغزٌ ضاق به عقل التفسير/ وحكومات محكومات مهنتها تحرير الأرض من التحرير/ لا تنتظروا منا أحداً لن نأتي لن نأتي أبداً/ ما عدنا غير نفايات تكره رائحة التظهير/ فالصبح لدينا أكفان والليل لدينا تابوت والأنجم فيه مسامير»

أحمد مطر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى