البسطاء.. والثعلب الزاهد

> الشيخ عبدالله بن علي جابر:

> يحكى أن ثعلبا نفدت منه الحيل بعد أن تنبهت الدجاج إليه فادعى أنه قد زهد وتنسك ولبس ثياب المسوح وتظاهر بالصلاح، وأعلن أنه حرم على نفسه أكل اللحوم وأنه أصبح لا يأكل إلا النباتات وبعد وقت اطمأن أن الخبر قد شاع وانتشر ووصل إلى الدجاج.

أعلن نيته على السفر إلى الحج لأداء مناسك الحج وذهب إلى كل معارفه مودعاً وطلب منهم السماح عن كل ما ارتكبه في حقهم من أفعال وكان حريصاً أن تبلغ أخباره إلى الدجاج.

وبعدها طلب أن يزور الدجاج ويودعهم ويتسامح منهم ولما قد اطمأنت إليه الدجاج وابتلعت الخدعة.. وافقت على زيارته التي وعظهم فيها موعظة عظيمة مؤثرة وطلب منهم السماح.. وأصر على أن يسمع من كل دجاجة مسامحتها له على حدة، ووقف على باب خن الدجاج وكلما عانقته دجاجة مودعة له كسر رقبتها وألقاها جانباً، حيث لاتراها بقية الدجاج واستمر في العناق حتى أتى على كل الدجاج.

تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ في صحيفتنا الغراء «الأيام» الخميس 8/1/2009م العدد رقم (5601) بعنوان كلمة اليوم..(النهب يارجال) وقارنته بتعقيب مدير فرع هيئة الأراضي الذي نشرته صحيفة «الأيام» في يوم الأربعاء الموافق 22/10/2008م رداً على بيان لجنة ملاك الأراضي، وقد ذكر البيان كلمة البسطاء المصروف لهم الأرض، وكرر كلمة البسطاء أكثر من (6) مرات بشكل لافت للنظر وكأنه يداري الخلل في منطقه ويغطيه بكلمة بسطاء.

والبسطاء الذين تعنيهم هيئة الأراضي باهتمامها وحنانها وعطفها هم البسطاء المتنفذون الباسطون على البسيطة (أي الأرض المبسوطة).

وفي الهيئة الكثير مما يقال لايفعل والكثير من الذي يفعل لايقال وعند استعراض نماذج سريعة من بسطاء الهيئة سنعلم ما تقصده من معنى، فالبسطاء الذين صرفت لهم عقود واقتطعت لهم أراضٍ من أرض مشروع عبدالله غانم ومستثمرون آخرون هؤلاء أنموذج.

والبسطاء الذين أقحمتهم الهيئة بطريقة الابتزاز للجمعيات السكنية وجعلتهم أعضاء في جمعيات مرافق لا يعملون فيها ولكل من الغنيمة نصيب، والبسطاء الذين صرفوا وصرفت لهم مواقع الفراغات والمتنفسات والمواقف وحتى المدارس والمساجد وعبثوا بالمخططات..!!

وإذا سهل الله وجاء يوم من الأيام التي تشرق فيه شمس العدل لتشع بأنوارها على الدهاليز المظلمة داخل الهيئة وتنشر فيه كشوفات الصرف سنعرف عندها من هم البسطاء الذين استحقوا عطف الهيئة وحنانها وقلقها الدائم عليهم.

لمحة أخيرة..

إن الذين تم جرف أراضيهم وتهديم أحواشهم وممتلكاتهم في اللحوم ومازالوا وهم يحملون القرارات من أعلى مستويات الدولة، مازالوا يدوخون السبع دوخات بين مطرقة يحيى دويد وسندان شيخ بانافع، فلماذا لا يكونون بسطاء؟!

للأخت عنان محمد باشراحيل، أنموذج حي عرفناه من المعاناة التي يعانيها أبناء هذه المحافظة، وهناك الكثير الكثير.

* عضو لجنة ملاك الأراضي م/عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى