في ذكرى ميلاده الـ 91.. ناصر يشارك في حرب فلسطين

> نجيب محمد يابلي:

> الزعيم العربي الكبير جمال عبدالناصر سبقت ولادته في 15 يناير 1918م في قرية بني مر بأسيوط وأعقبت عام ولادته وتوسطت العامين 19170و1919م أحداث جسام، بل وتخللت فترة حكمه أسخن الأعوام.

ففي العام 1917م كانت وفاة السلطان حسين كامل وتولى شقيقه فؤاد الحكم بعد اعتذار كمال الدين حسين، الابن الوحيد للسلطان وكان العام المذكور أحد أعوام الحرب العالمية الأولى وهو العام ذاته الذي شهد الثورة البلشفية التي أنهت حكم القياصرة في روسيا واقترنت تلك الثورة باسم زعيمها فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين).

وفي عام ولادة الزعيم الخالد عبدالناصر (1918) رفض المندوب السامي البريطاني طلب الوفد المصري بقيادة الزعيم المفوه سعد زغلول باشا بالسفر إلى لندن لعرض المطالب المصرية على الحكومة البريطانية، وكان ذلك في 13 نوفمبر، 1918م ولجأ سعد زغلول إلى الشعب وأخذ توكيلاً منه وقع عليه عدد كبير من وجاهات مصر ورفض التصريح له بالسفر في 1 ديسمبر 1918م، وفي 25 ديسمبر من العام نفسه كانت ولادة أنور السادات في قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية.

في نوفمبر من العام نفسه (1918) تنتهي الحرب العالمية الأولى بهزيمة المحور وكان الحصاد مراً، حيث بلغت الخسائر المادية (186) مليار دولار فيما بلغت الخسائر البشرية (34) مليون شخص، وشهد العام 1919م حدثين بارزين على المستوى الخارجي وحدثا واحدا على المستوى الداخلي، فعلى مستوى الخارج تم توقيع صلح فرساي بين ألمانيا ودول الحلفاء ، وتم إنشاء عصبة الأمم بغرض حفظ السلم العالمي وحل الخلافات الدولية بصورة ودية، وعلى المستوى الداخلي اشتعلت ثورة الحرية..ثورة 1919م.

تخرج جمال عبدالناصر في الكلية الحربية وأدى الخدمة العسكرية لمدة عامين في السودان وعاد إلى القاهرة ليعمل مدرساً في الكلية الحربية عام 1941م والتحق بعد ذلك في كلية الأركان. شارك بعد ذلك خلال الفترة 48 - 1949م في حرب فلسطين وكان برتبة رائد ورقي إلى رتبة عقيد عام 1950م وعين بعد ذلك محاضراً في الأكاديمية العسكرية الملكية.

شكل عبدالناصر تنظيم الضباط الأحرار واستعانوا باللواء محمد نجيب (وكان رئيساً لنادي الضباط وأكبرهم سناً وشعبية بل وثقافة) عند قيام الثورة في 23 يوليو، 1952م بإقصاء الملك فاروق وتنصيب علي ماهر وصياً على العرش وتم ترتيب أوضاع قيادة مجلس الثورة وعين محمد نجيب رئيساً للوزراء وجمال عبدالناصر، نائباً لرئيس الوزراء ووزير الداخلية خلال الفترة 1954-52م ثم رئيساً للوزراء 1956-54م ثم رئيساً للجمهورية 1970-56م. كانت فترة تولي جمال عبدالناصر الحكم فترة حافلة بالأحداث وساخنة في الوتائر خلال المراحل فقد شهدت مصر خلال فترة حكمه حربين مع إسرائيل في 1956 و1967م وارتبطت مصر بوجود عسكري في الجمهورية العربية اليمنية خلال الفترة 1967-62م وقدمت مصر دعماً كبيراً لكل حركات التحرير العربية واتخذ قراراته المشهورة بتأميم قناة السويس عام 1956م بعد التوقيع على اتفاقية جلاء القوات البريطانية والفرنسية عام 1954م وقرارات التأميم عام 1961م وشارك في تأسيس عدد من المنظمات الدولية منها حركة عدم الانحياز ودعم من دون حدود حركات تحرير آسيوية وإفريقية ومنح حق اللجوء لزعامات عربية ومن دول العالم الثالث أبرزهم باتريس لوممبا (زعيم الكونغو).

من وجوه الإيجاب في فترة توليه الحكم ازدهار الحركة الثقافية (مسرح وإصدارات متنوعة من مختلف حقول المعرفة وبرخص التراب) ويحضرني تعليق للروائي الكبير نجيب محفوظ على شخص الرئيس الراحل عبدالناصر: يحسب لعبد الناصر انحيازه للفقراء ويحسب عليه إغفاله الديمقراطية.

إن كان عبدالناصر قد بدأ حياته بالاشتراك في حرب فلسطين (1949/48) فإن القضية الفلسطينية كانت سبب وفاته، فعقب مجازر أيلول (سبتمبر) 1970م في الأردن التي راح ضحيتها العشرات والعشرات من الفلسطينيين، انعقد مؤتمر قمة طارئ في القاهرة في 28 سبتمبر، 1970 م وكان آخر الزعماء العرب الذين غادروا القاهرة أمير الكويت في اليوم المذكور نفسه ووجد عبدالناصر صعوبة في التحرك صوب سيارته وعلى غير العادة جاؤوا له بالسيارة التي أقلته من موقع توديعه أمير الكويت إلى منزله وفشل الطب في إفشال القرار السماوي (لكل أجل كتاب) إنها الساعة التي حددها سبحانه وتعالى فلا تستقدم ساعة ولا تؤخر.

رحم الله الزعيم الكاريزمي جمال عبدالناصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى