العودة إلى السقيفة

> جلال عبده محسن:

> المعارضة وفقا لاختلاف منهجهم السياسي وبقدر ماتحمله من أفكار وبرامج لإصلاح حال المجتمع وأبنائه، من الطبيعي أن تحمل معها في بعض المواقف مشروعا أو أفكارا أبعد أفقا وأكثر اتساعا من تلك المشاريع التي تحملها السلطة وهي بحاجة إلى الاقتراب من مربعها بدافع الحرص ومن أجل عمل تكاملي مشترك عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية.

إلا أن هناك عادة أصابع خفية مستفيدة من هذا التباعد وتميل إلى النظرة الأحادية والاستعلائية تجاهها أو رفضها ومعاداتها بسبب خططها ومشاريعها تلك، بل ترى أن يظل ذلك المربع مسرحا لتصفية الحسابات مع بعض رموزها يتسع باتساع العداوة فيما بينهما على حساب تلك القضايا المصيرية، وهذا ما نراه اليوم فالأزمة بين السلطة والمعارضة بمختلف اتجاهاتها وفي حالتها الراهنة تمضي نحو أزمة وشيكة، ولاشك في أنها تعرقل جهود التنمية والهوة بينهما تزداد اتساعا والوصول إلى صيغة توافقية حول الأزمة الوطنية الراهنة قد فقدت مصداقيتها. وفي اعتقادي أن السلطة تخفق في قراءة الواقع السياسي عندما تمضي قدما نحو إجراءات تنفيذ سير الانتخابات البرلمانية القادمة بتحالفها مع حمائم المعارضة والإصرار على استبعاد صقورها وهو الأمر الذي سيلقي بظلال من الشك حول مشروعية نتائج الانتخابات في مدى تمثيلها للقوى السياسية والحزبية في البلاد , فيما أعرب السفير البريطاني في اليمن وفي اللقاء الصحفي عن خيبة أمله لعدم توصل من سماهم (اللاعبين السياسيين) إلى توافق بهذا الخصوص، عندما قال : «عندنا خيبة أمل بسبب عدم توافق اللاعبين السياسيين في اليمن سلطة ومعارضة بخصوص الانتخابات القادمة ويبدو أن الحوار توقف ونأمل أن يعود بروح أكثر إيجابية، وهذه الروح تحتاج بالأساس إلى نية طيبة وقوية من جميع الأطراف لإعطاء الشعب اليمني ما يستحقه».

إن الاعتراف بحقيقة المشكلة وجوهرها أولا وعدم التقليل من شأنها باعتقادي هو الخيار السياسي الأنسب لتبديد الاحتقانات وتلاشيها، وذلك بالحوار الأخوي والجاد والصبر على مشقة البحث معا عن الحل الذي يحقق الوئام بين جميع فرقاء العمل السياسي، ونأمل أن تتسع الصدور وتتفتح الأذهان للعودة إلى السقيفة، كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم من المهاجرين والأنصار في بني ساعدة عندما اختلفوا في شؤون السياسة، والقبول بفكرة عقد مؤتمر حوار وطني للقوى السياسية والوطنية كافة قبل أن تنتظرنا خيارات أحلاها مر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى