الرقص على أشلاء أطفالنا في غزة العزة

> ياسين مكاوي:

> الله سبحانه وتعالى عُرف بالعقل كما أنه سبحانه قدم العقل على العلم، وعلينا كخلق له سبحانه أن نُعمل عقولنا فيما يجري في غزة العزة وتداعياته على المنطقة والعالم سلبا وإيجابا لنعلم حقيقة الأمر لنصل إلى أحد أمرين.

المهادنة مع النفس والاطمئنان والتثبت والتشبث بالحق العادل بكل معانيه الوطنية والقومية والإنسانية ووسائله، أو الركون للخذلان والإذلال والخضوع للانتهاك والانتقاص والبهتان والتعرض للسلب والنهب وكيفما يرتضيه العدو دونما إطلاق لنفس منا.

ولو وضعنا خارطة الأحداث السياسية والتغيرات في وطننا العربي وبخاصة فلسطين على شاشة كبيرة أمام أعنينا وعملنا عقولنا في محاكاتها فسوف تصاب عقولنا بالشلل التام أو الموت السريري لهول ما ستراه وبشاعته من خطط وتآمرات على قضايانا وحقوقنا وأرضنا تنسج ليلا ونهارا من عدو الأمة وتنفذ وتسوق منا وفينا وعلينا طول العقود الماضية وإلى يومنا هذا، حيث كانت نتائجه بينة جلية على واقعنا العربي والإسلامي المجللين بالخزي والعار اللذين ارتضاهما الحكام خيارا وحيدا لا حياد عنه انعكس داخليا (محليا) كقبضة حديدية شرسة في قمع خيارات شعوبهم نحو التغيير ومناصرة القضايا الوطنية والقومية وما التلويح للبعض منهم بالعين الحمراء إلا عينة وما استعراض القوة العسكرية لإرهاب شعوبهم إلا نموذج لذلك الانعكاس في وقت لاتزال أشلاء وجثث أطفالنا وآبائنا وأمهاتنا وأخوتنا في غزة العزة مثناثرة في كل مناطقها ولم يجف الدم فيها.

إن ما يجري اليوم من مشهد سياسي لحكامنا العرب الأشاوس إنما يخدم بالمطلق ومجانا استراتيجية العدو على المدى المنظور والبعيد بل أنهم يذهبون بعيدا إلى حد المشاركة الفعالة في تنفيذ تلك الاستراتيجية متجاهلين حتى أمن بلادهم القومي، وما الدعوات المتعددة لعقد القمم المتعارضة للنظر في أمر العدوان البربري والمجازر الصهيونية على شعبنا العربي في غزة العزة إلا لإجهاض حماسة شعوبهم إليها فكان التلكؤ والتأخير في الإعلان عنها والتعدد في مكايداته سببا كافيا للهروب من واجباتهم والتزاماتهم الوطنية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة العزة الذي يذبح من الوريد إلى الوريد دونما شعور منهم بخجل، بل عمل البعض منهم على خلق التبريرات الواهية لذلك التعدد والانقسام بين مؤيد ورافض أعطى مؤشرات خطيرة للعدو الصهيوني باستمرار المجازر بضوء أخضر عربي دونما أدنى شعور بخجل أمام دماء أطفال وشيوخ غزة العزة وأشلائهم ليس لشيء بل لتصفية الحسابات مع بعضهم البعض ومع المقاومة وروحها التي تزيد من عزلتهم لدى شعوبهم ولما يمثل الشعب الفلسطيني المرابط على المستويين القومي والإسلامي تاريخيا ودينيا ونضاليا.

والأدهى من ذلك محاولة إفشالهم دعوات بعضهم البعض بقوة النفوذ بالرغم أن شعوبهم غير متفائلة بهم أصلا فكيف بدعواتهم لعقد القمم ونتائجها كون كل تلك المحاولات وتلكم الأدوار مختلة كأصحابها، ذلك ما يجعلنا وعقولنا عاجزين إلا من فهم حقيقة مرة وقبيحة واحدة هي أن دماء وأشلاء الطفل والشيخ والمرأة والشاب الفلسطيني في غزة العزة قد استبيح بقرار عربي كواليسي أولاً وأن المجازر التي تقوم بها قوى العنصرية العالمية والصهيونية الممثلة بالعدو الإسرائيلي والآلة العسكرية الأمريكية ماهي إلا محاولة لتغيير المجرى التاريخي السياسي والديني المقاوم لمنطقتنا العربية ترجمة لذلك القرار الكواليسي وتراكم خلفياته المرة ليتضح ذلك جليا فيما يجري من محاولات حثيثة لإخضاع القوى المقاومة في فلسطين غزة العزة للابتزاز السياسي من خلال الضغوط التي توجه إليها باستمرار النزف الدموي، وثانيا باعتبارها الروح المقاومة للأمة ونبراسها.

ولكل ذلك فإني أعتقد أن الرقص على دماء وأشلاء أطفالنا في غزة العزة اليوم سينقلب حتما إلى رقصة الموت للنظام العربي الرسمي الذي دوما ما انتعش وارتوى من دماء الأمة ليستمر في الذل والخذلان والعار الملازم لحكامه وتاريخهم غدا.

(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى