كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> من المؤكد أن هذا العالم غريب.. ولكن عالم كرة القدم غريب جدا.. وأنا لا أتعصب لناد ضد ناد آخر.. ولا أهتف لفريق دون فريق آخر.. ولكني أتحمس للفريق الذي يلعب أفضل.

وأتفرج على بعض مباريات كرة القدم في النادر جدا.. حالة واحدة أكون فيها متعصبا للغاية هي عندما يلعب أي فريق من بلادي مع فريق آخر من الخارج.

> وقد حاولت كثيرا أن أعرف سببا لتعصب المتفرجين.. ولكني عجزت أن أجد سببا واضحا ومعقولا.. فلا يوجد مبرر واضح ومقنع يجعلني أتعصب لمخبازة الصوفي في عدن.. أكثر من مخبازة الشيباني في شارع حدة.. أو مطعم ريكس أكثر من (سلتة) الخاوي.. فالطعام الجيد يتذوقه كل الناس.. وهم لا يتعصبون لنوع واحد من الطعام.. وفريق واحد من اللاعبين.. أو مطرب من المطربين.. وهذا يكفي.

> وقد بدأ اهتمامي بكرة القدم منذ الصغر.. ولكن لأسباب كثيرة فتر هذا الاهتمام.. ثم بدأت أتابعها من جديد في مباريات كأس العالم لعام 1986.. ثم كاس العالم 1990.. فشاهدت واستمتعت بكرة أمتع في دنيا أوسع في عالم أجمل.

> وبالرغم من أن كرة القدم حركة ولعب وقفز وتحفز وضرب بالفارغ والمليان.. ولكن لها قواعد وقوانين وحكام ونقاد واتحادات ومجالس إقليمية واتحاد عالمي معروف (فيفا) ولها جماهير كبيرة أيضا.. وهذه الجماهير هي التي تعطي اللاعبين الحماس والقوة والحرارة والاندفاع في أن يتغلبوا على الفريق الآخر.. أو يكونوا مغلوبين مضروبين من جمهورهم إذا هم خسروا المباراة.

> ولكن حتى إذا قبلنا - وهذا غير معقول - اعتداء الجمهور بالضرب على لاعبي الفريق الذين يتعصبون لهم بسبب هزيمتهم أمام الفريق الآخر.. فمن غير المعقول أن نقبل الاعتداء على لاعبي الفريق الآخر إذا هم فازوا بالحجارة والقوارير الفارغة التي انكسرت فوق رؤوسهم من جمهور المتفرجين.

> ولسبب أو لآخر كنت أحرص على قراءة ما يكتبه بعض النقاد في الرياضة.. ولا أحد كان يعجبني من محرري الرياضة (أيام زمان).. وهو يصدر الحكم بالغضب والسخط والإثارة على فريق آخر.. أي عندما يتحول من متفرج إلى ناقد إلى حاكم يجعل اللاعبين محكومين عليهم بالضرب والبهدلة بسبب تعليق صغير نشره ربما فيه قليل من الصدق وكثير من التهويل والتهويش والإثارة.

> أما إذا كانت الرياضة تعصبا.. فهذه مصيبة.. فليس التعصب معناه أن نضرب فريقا بفريق.. أو نستعدي الجمهور على فريق آخر.. أو نكون سببا مفضوحا في إثارة عواطف الناس وأعصابهم.. فالتعصب لا يعني السخط والغضب والعنف والإضرار بالآخرين.. ولكن يعني الحماس للفريق الذي اخترته بحريتك وذوقك ومزاجك.

> ومن المؤكد لا يوجد سبب واضح عند أي محرر رياضي يشجع على الفوضى والخناقات بين اللاعبين.. وعيب عليه أن يقوم بدور الملقن للجمهور.. فليس جمهور كرة القدم مثل جمهور القات (الحبة بثلاثة ألف ريال) .. فالأول يضرب اللاعبين بالأيدي والحجارة في بعض الأحيان.. أما الثاني ينزعج ويقهر ويصيح من غلاء القات.. ثم يهدد ويتوعد بالكلام فقط دون أن يفعل شيئا.

> بقي أن نقول لمنتخبنا الوطني الذي شارك في خليجي 19 في سلطنة عمان الشقيقة (هارد لك) وللكابتن الوطني المتميز(برافو)..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى