منطق هزيل جدا

> قائد دربان:

> هاهو البعض تحت يافطة (الديمقراطية) يعاكس منطق العصر مستحثا الجماهير على إحياء النعرات المناطقية والعشائرية والأفكار المظلمة لاجتثاث مساحات النور التي رسختها الثورة اليمنية في واقعنا بنضال شاق وتضحيات جسيمة في حقبة متواضعة من الزمن.

ولايخجل من هذا البعض أن يتحدث متحسرا على المحافظات التي ذابت وتلاشت منها مثل هذه المفاهيم أو نسي الناس فيها انتسابهم لعشيرة إلا من ولائهم للوطن والنظام والقانون وذلك بغاية تعميم السلبية على الجميع وكأنها (سنة) يتوجب اتباعها.

ولا نجد غرابة في أن يتعمد هؤلاء محاكاة الجماهير بمثل هذه الكلمات الماكرة التي تدعو أفراد المنطقة المعنية إلى التآزر والتلاحم .

ونفض غبار المذلة والخضوع واليأس الذي أصابهم في الفترة الماضية على حد تعبيرهم، بل ويتحدثون عن هذه المنطقة أو تلك من خلال ماضيها العريق .

وغالبا ما يبدأ هؤلاء الأدعياء دعواتهم بالمقدمة الطللية التي تمجد مكسب الوحدة المغدور بها وعلى إثر ذلك يسقطون ما في ذواتهم لتجسيد آمالهم في تشرذم البشر وبما يلبي أماني الحاكم (راعي النعرات والتشظي المجتمعي) كي يطول أمد بقائه .

بكل تأكيد أن مثل هذا المنطق قد لفظته العصرية فهو منطق هزيل جدا بكل ما تعنيه الكلمة وسيكون الأهزل منه من ينظر إلى ذاته أنه يقدم الجديد لوطنه من منطلق هذا المفهوم المضمحل والبائد، فأين النافع والجديد في مثل هكذا دعوات؟!

إنها مأساة العقل الضيق الذي لا تتعدى أبعاده إحياء أفكار مظلمة ترجع وتنتسب لعصور لا نعرفها ونعلم عنها فقط أنها كانت مثخنة بالجراح والآلام والابتئاس والتناحر والتنافر المشين .

والسؤال: هل يعتز هؤلاء بالدعوة لإحياء المناطقية والعصبية والعشائرية ودعوة أبناء كل منطقة أن يغربلوا أنسابهم حتى يطلع من مجموع هؤلاء بقلة ليقال أنتم دون غيركم أبـناء هذه المـنطقة أو المدينة أو الـقرية ؟!

لا أعتقد أن دعوتهم ستوفر لهم اعتزازا قدر ما ستخربهم إلى الحضيض لأن الناس بما بلغوا من وعي وثقافة باتوا يمقتون مثل هذه الدعوات ومعينهم أنهم اكتووا أزمان بنار هذه التفرقة وشبوا عن الطوق ولم يعد بالوسع لأحد مهما تفنن في الإخراج إعادة إنتاج التجهيل وبسطه في الأرجاء التي لفظته أول مرة..

والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى