مصباح الغد

> عبدالقوي الأشول:

> قد لايكون يقيننا كافيا بأننا في زمن آخر مررنا إليه هكذا بوجودنا بأجسادنا لا بعقولنا، زمن تخطى عهد الثورة الصناعية التي لم نكن حاضرين فيها.

إذن مفصلية الزمن ليس لها حسابات على الأقل بالنسبة لأحوالنا ومن هم مثلنا، تتداخل رؤيتنا للأمور بعدمية عطائنا، نتيه تيها، ولكن أي تيه هذا الذي استمرأنا بقاءنا في حلزونياته وتفاصيله المضحكة المبكية في آن!.. الطبيعة قد ينذرنا تثاؤبها بنذر تشير إلى حجم العبث الذي نلحقه بكوكبنا.. إلا أننا لا نرى بعين مجردة ولا نشعر بقلوب مؤمنة بقدر البغضاء التي نكنها لبعضنا بحدود الذاتية التي تتقلص مساحتها في التقارب، وتزيد تباعدا يوما عن آخر، مفصلية قد لا نعيرها اهتماما يذكر رغم ما في بذور شرها من عقم.. ندرك أن موجة المتغيرات عاصفة، فمصابيح الغد قد لا تكون مستمدة من وقودنا (الأحفوري) أعني النفط.. ضوء النفط ومصباح (أديسون) لم يصل أطرف مدننا وقرانا وأحيائنا الفقيرة.. قد نسأل أنفسنا كيف يكون الأمر كذلك بمنتهى السرعة.. لأننا لم ندرك جليا أن الآخر لا يكون معنيا بحالنا.. وهنا تتسامق صورنا الطللية وبقايا ذاتنا وهيئة أبطالنا.. بسيوف صدئة وحكايات (بسوسنا) برحى لا تكف عن طحن ما بقي لنا من أمل رغم يقيننا أن غفار رمال صولات فارسنا عنترة قد تهمد في لحظة ما، معلنة أزوف هذا الذهب الأسود.. الذي هو في الأصل شيء من بقايا ذاتنا وأسلافنا وحيواناتهم.. رميم عظام ناقة امرئ القيس، وفرس أو أدهم عنترة. عصر الشمس، نعم الشمس الساطعة في قلب سمائنا الصافية، قد يكون مصدر طاقة الطهي والنور، وعربات السير بقايا مخلفات حيوانية وأخرى نباتية.. هي ما يراهن عليها غيرنا كبدائل للطاقة.. كل هذا لا يعنينا.. لماذا؟ لأننا شيء آخر مختلف.. فحين يكون لكل منا نصيب من الشمس وشيء من بقايا مخلفات حيوانية ونباتية.. تكون تلك هي ساحة الوطن لدينا وطبيعة تحقيق أحلامنا.

عام يأتي وآخر يرحل.. ليس في الأمر ما يدعونا للمراجعة، لأننا وببساطة لم نكن قط على خطأ. الوطن ضيعة.. وحين يكون كذلك هو مكمن حبنا، أما حين تكون ضيعة الجميع مسمى وطن فالأمر لا يدعونا لإظهار هذا الكم من التضحية والولاء والحرص.

شاسعة هي أرضنا، مدهش هذا الكوكب وتلك الصخرة الكونية العملاقة، مدهشة هي (جينياتنا) الواحدة.. عملاق أبونا آدم وحواؤه التي ناجاها بود بعد أن خلقها الباري بتلك الهيئة من أجل تبديد وحدته.. كلنا لآدم وآدم من تراب أو هو من حفنة من تراب الأرض.. أما كيف انتقل بنا الحال من جوب ثنايا الأرض ملتقطين ثمارها لملء معدتنا التي تناهت في القضم وعصر كل شيء.. وصولا لذروة نهمها وفرط ذاتيتها التي باتت تهدد من حولنا.

أما كيف نستقبل عاما.. ونودع آخر.. بهذه الهيئة البدائية والملامح القاسية والذات الشرهة، ذلك لأننا وقعنا في شرك ذلك المثل الرباني بذلك الذي يحمل الأسفار.. ولا يفقه محتوياتها.. أما معدتنا بحسب القائد الأكول (لوكاكورس).. فهي معدة تطحن كل شيء، ثم ما تلبث أن تطحن الحيوانات وكل شيء حتى الشجر الذي ينمو على بقايانا!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى