أحلى الأيام.. مع «الأيام»

> جمال عبدالله عبدالقادر:

> أيام كانت جميلة مرت لسنوات طويلة مع صحيفتنا «الأيام» ومازالت بعطرها وعبقها الساحر، ونسيمها العليل الآتي من قبالة شاطئ صيرة الجميل.

مع إشراقة ساحرة صباح كل يوم جديد.. نقرأ «الأيام» بشغف ولهفة أم كلثوم غنت في إحدى أغنياتها (كان عهد جميل حاسد وعزول والبال مشغول)، في الماضي قرأناها وفي الحاضر نقرؤها، وزمان بالفعل قرأناها والبال مشغول لصباح اليوم التالي لنقرأها.حينها كان عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل (رحمة الله عليه) يرأسها ويهندسها ويديرها.. كنت في الخامسة عشرة عاماً أقرأ «الأيام»، والذي أفهمه وأستوعبه، والذي كان يشدني في تلك الأيام أنني كنت أقوم بتقليد الخط العربي من خلال عناوين (المانشيتات) ولا أعرف أسماء تلك الخطوط ما عدا خط النسخ والرقعة، ولكن دون أن أعرف قواعد الخط العربي وأصول الرسم (الفنون التشكيلية) كانت تُخَط العناوين والصور والرسم وبعدها تحفر عبر (ماكينة) وتسمى (الإكليشات). أنقل تلك الخطوط وكنت أرسمها ولست أكتبها، وأتابع أيضاً رسم الكاريكاتير ويرسمه في تلك الفترة الأستاذ القدير عبدالمجيد عراسي (أطال الله عمره) من خلال رسمه للفنانين أمثال محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، والكثير من الشخصيات الفنية والسياسية.

في تلك الفترة من قبل أربعة عقود وسنة أدرس في مدرسة المتوسطة للأولاد في الشيخ عثمان (Intermediate school)بالأمارة عند دخول المدرسة من جهة اليمين يقع(مستشفى البلدية) في الشيخ عثمان، و(كولي لين) عبارة عن سكن لعمال البلدية من جهة اليسار،(وبستان الكمسري) الملاهي حالياً من خلف المدرسة وتسمى حالياً مدرسة عمر المختار للتعليم الأساسي.

كانت الدراسة جادة، ومن خيرة المعلمين الذين قاموا بأداء رسالتهم خير أداء، ومنهم الأستاذ صالح عبدالعليم محمد، ونسميه (فيثاغورس) ويدرسنا رياضيات، أنور مريدي (مادة الرسم) ومحمد فضل الرياضة البدنية، سليمان غانم، محمد الذهب، محمد هاشم مصطفى، أحمد سالم منصور، عبدالواسع علوان، أحمد علي أحمد قاسم، نجيب يابلي، سالم صالح محمد، وفضل محسن (أطال الله في عمرهم)، كذلك فؤاد حاتم، يحيى مكي، إدريس حنبلة، مصطفى مسرج (رحمة الله عليهم) ويرأس إدارة المدرسة حينها الأستاذ علي محمد عبدالله (أطال الله عمره) وكثيرين من المدرسين الأفاضل وقد لا تتسع المساحة في الصفحة لذكر أسمائهم.

أيام كانت جميلة وحلوة بالرغم من قساوتها وكدها.. أثناء الاحتلال البريطاني لعدن.. وفي السنة نفسها أذكر الأستاذ محمد عبدالله مخشف (أطال الله عمره) يعمل كصحفي ومراسل في صحيفة «الأيام» ومدرساً في المدرسة المتوسطة للبنين في الشيخ عثمان حينها كان عميد «الأيام» (رحمة الله عليه) يعمل بجد وكد من أجل استمرارية الصحيفة، وتشجيع الطلبة من خلال المساهمات في شتى المجالات.

أجرى الأستاذ المخشف لقاءً صحفياً معي يتضمن أني رسمت صورة للموسيقار محمد عبدالوهاب، وكان ذلك تشجيعاً للطلبة في مجال الرسم، أتذكر وأرجو أن لا تخونني الذاكرة في عدد من أعداد شهر يونيو للعام 1967م حينها كان الصراع والاقتتال على أشده ضد الاحتلال البريطاني.

وبعدها بأشهر جاء الاستقلال الوطني في نوفمبر 1967م.

أيام جميلة.. شكراً لـ«الأيام» وألف رحمة لعميد «الأيام» محمد علي باشراحيل، وشكراً لهشام وتمام وللتواصل مع «الأيام» والامتنان والتقدير لصحيفة «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى