أحمد المرقشي العربي

> علي سالم اليزيدي:

> «عليك بالصبر يا بني (توم) فلا مفر لنا من البقاء على قيد الحياة، بعد أن يكونوا (هم) قد ذهبوا.. نحن الذين سنبقى، إنهم لن يستطيعوا محونا من الوجود، نحن بسطاء الناس، سنبقى، سنستمر!».

هذا ما قالته وما ورد على لسان الأم الصامدة في موضوع هو الإنسان في رواية (عناقيد الغضب) التي صدرت عام 1939م والتي أثارت ضجة ورفعت بشأنها (عرائض) إلى الكونجرس الأمريكي، واتخذها الرئيس الراحل (روزفلت) موضوعا لخطبه المفيدة، وأخيرا أوحت بتعديل في بعض مواد التشريع الأمريكي.

استذكرت كل هذا وما بها من معاناة وأوجاع آنذاك من قوم ضد قوم في فرز لا إنساني واستبدادي في نهاية الأمر، بل أوحى إلى الواقع بأحداث التغيير وانحياز الموازين إلى صالح الحقيقة والعدل والإنصاف.. تذكرت هذا وأنا أنصت لصوت المناضل الوطني والقومي والإنساني أحمد عمر العبادي، إذ شعرت بقشعريرة، وتوقفت الرجال ضد تحديات الغزو وعلو شرف الأمة العربية والتقدمية والثورية والإنسانية تدفقت الأرتال وأحد بنيان هذه الأرتال كان الجسور أحمد العبادي، في تلك اللحظة لم يعبأ أحدنا بالمال والمنازل والبريق للمغريات والاستهلاكيات، كنا في شارع واحد وبيت واحد وثقافة واحدة ونضال واحد وتحد نواجهه معا، هو نحن (الكل) ضد الظلم والإذلال من أجل البيت العربي، أحدنا من قوم أنقياء كثر هو (العبادي) السجين خلف القضبان، الذي يلفه الظلم والقهر دون سبب، وصوته يزأر، وفي لحظة شجاعته هذه وهو كما قال الأستاذ الفذ نجيب يابلي «إنه رثاء لواقع» يصيبنا بالألم الغريب، وليت الألم يحدث لنا فهو نعمة إذا أراد الله، ولكن أن يسقط العدل ويقفز الباطل إلى الصف الأول، ويصاب بهذا الظلم والعسف اللا محدود بطل قومي هو أحمد عمر العبادي، فليس أمامنا إلا الإصرار على رفع الدعاء بانهيار دار الظلم وانفتاح بوابة الليل لمرور النهار، ألا نرى نورا يقترب، إنه هو قادم لا محالة..!

أيها المرقشي يا من وقف في الخندق في جنوب لبنان وفي وجه الظلم الدائم أينما كان والظلم حيثما حل، إنه الخندق وعلى كتفك مدفعك، فقد انتصرت، قال تعالى:(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).

أيها المظلوم بظلم الظالمين، ما أسعدك بهذا جزءا وفخرا وما بين خندق لبنان وسجن الظلم اليوم قال محمود درويش، ولازال يقول: «يا أحمد العربي، حاصر حصارك واضرب ومتى تشهد»!! وستشهد يا أحمد.. نعم..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى