مع زعيم الطرب في حفلة عمال المصافي لحن (عزة الأوطان) مزيج من الغناء القديم والحديث ..(نداء الحياة) أغنية جديدة أهداها المرشد للعمال

> أبو جمال:

> نجحت الحفلة الغنائية التي أحياها الفنان الشعبي محمد مرشد ناجي في ساحة نقابة عمال المصافي وذلك في 10/10/58م.

وقد تألق نجم هذا الفنان كعادته في كل حفل يشترك فيه هو وفرقته ولا عجب فالمرشد اصبح اليوم على راس الفنانين ويقف فنه شامخاً على ربوع هذا الجنوب العربي الحبيب.

ولقد غنى المرشد في تلك الحفلة اروع الاغاني العاطفية والوطنية وعندما يغني المرشد يصمت الجميع ويسبح الكل مع مشاعر واحاسيس هذا الفنان.

والمرشد اليوم وباعتراف الكثيرين قد اصبح زعيم الطرب في الجنوب، وان كلمة الزعيم هي اللقب الجديد للمرشد وكانت اول اغنية ترنم بها المرشد فأطربت الجمهور هي اغنية (عزة الاوطان) كلمات الاستاذ أحمد شريف الرفاعي، وقد لحنها المرشد. . وكان لحناً مخضرماً يجمع بين الغناء القديم والغناء الحديث، والفنان مرشد يحي بهذه الطريقة الفن القديم المتمثل في الاغاني الصنعانية واليافعية على وجه الاخص كما انه عمد الى الترنم بالالحان القديمة مع ادخال عنصر التجديد في طريقة الغناء.

وهذا هو الفنان الحقيقي الذي نستطيع ان نقول عنه انه المجدد الحقيقي الذي يغترف الفن من ينبوع هذا الصقع العربي الاصيل.

وفاجأ الفنان مرشد العمال باغنية جديدة من شعر وديع امان اسمها (نداء الحياة) لحنها في ظرف يومين ليقدمها هدية للعمال الذين هم اشد الناس اعجاباً بفن المرشد، وهو الآخر فخور بهذا الاعجاب الذي كان كما قال المرشد يعتبره وسام شرف له وكانت الاغنية (نداء الحياة) تصور النعيم الذي يعيشه ارباب القصور الشامخة وتصور الشقاء الذي يعيشه ارباب الاكواخ في الجبال والمنازل المظلمة التي تضم الزوجات والاطفال الاشقياء من المعذبين في الارض.

كان العمال يطلبون من المرشد ترديد مقاطع معينة كانت تهزهم وكان اللحن يخاطب وجدانهم ومشاعرهم وكانت اوتار المرشد تحكي للعمال قصة الشقاء والظلم وكان وجه المرشد ينفعل مع كلمات الاغنية ويتأثر بها فينتقل هنا التأثرالى وجوه العمال.

والفنان الحقيقي هوالذي يمتلك مقدرة التاثير على الجماهير، والحان المرشد تخاطب القلوب والعقول والاحاسيس وغنى المرشد اغانيه الوطنية فألهبت الحماس وكادت الاكف تدمي من التصفيق الحار وكانت الحناجر تهتف بحياة فنانها الشعبي الفنان الذي يعبر بهذه الالحان عن واقع هذا الشعب والجماهير تلاقي في الحان المرشد الوطنية متنفساً للتعبير عن آلامها واحزانها وفي معاني كلمات قصيدتي (ابن الجنوب) و(اخي كبلوني) في كلمات هاتين الاغنيتين كل معاني الالم والحزن وهي معاني ترجمها المرشد الى الحان وكانت ترجمة حقيقية وعندما غنى المرشد هاتين القصيدتين تجاوب الجمهور مع اللحن والكلمات وافسح المرشد المجال للفنانين الناشئين امثال يوسف احمد سالم وابوبكرسالم بلفقيه والفنان الصغير محمد صالح عزاني الذي غنى (من ولوج الهجرة) هذه المرة بروعة منقطعة النظير وتحمس احد المستمعين فاهدى ساعة كما اشتركت فتحية الصغيرة في اغنية عاطفية رقيقة من نظم وتلحين الفنان ابوبكر سالم بلفقيه والطفلة فتحية ينتظرها مستقبل زاهر في عالم الغناء ونرجو من الفنانين تقديم الالحان اللائقة لهذه الموهوبة التي بدات براعم فنها تتفتح.. واستمرالفنان مرشد يشدو حتى منتصف الليل ذلك ان الجمهور كان يصر على بقائه على المسرح ولم يسع المرشد الا ان يستجيب وكأن المرشد اراد في ذلك الحفل ان ينسيهم قليلاً من هموم الحياة فغنى لهم الاغنية اللحجية (بانجناة) التي لحنها الفنان سبيت وادخل عليها المرشد بعض التجديد، غنى المرشد هذة الاغنية الراقصة فلقيت نجاحاً كبيراً وجعل المرشد الجهمور كله ينقلب الى كورس يردد كلمات الاغنية واهمس هنا بمفاجأة سارة وهي ان المرشد قرر تسجيل هذه الاغنية من محطة عدن بناء على رغبة الجماهير. واختتم المرشد الحفل باغنيتي (الوحدة العربية) و(اراك طروبا).

وغادر كل من في الحفل وهو يشيد بهذا الفنان وان كان لابد من ختام لوصف هذه الحفلة فانني اختتمها بمطلب عادل اقدمه الى المسؤولين الرسميين في المعارف.. هذا المطلب هو بعث الفنان محمد مرشد ناجي الى الجمهورية المتحدة لدراسة فن الموسيقى.

واحب ان اقول ان المرشد لن يفقد الامل في دراسة الموسيقى، بل ان هناك جهات اخرى ستسهل له الطريق وهناك ايد وطنية ستزيل الاشواك من طريق زعيم الطرب المرشد.

العدد(63) في 21/أكتوبر/1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى