ومضات ونبضات من شبام التاريخية.. بامخرمة: سوف يتم ترميم (285 منزلا) في المدينة المسورة التي تضررت من الأمطار في نهاية أكتوبر الماضي

> «الأيام» علوي بن سميط

>
تأثرت المنازل الطينية بالمدينة التاريخية بشبام حضرموت جراء أمطار أكتوبر 2008، وسبق لـ «الأيام» أن نشرت ذلك في حينه بالتقارير الصادرة من مشروع تنمية المدن التاريخية التابع لمؤسسة GTZ الألمانية والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.

وتوالت الزيارات التفقدية للمسؤولين الحكوميين والجهات الأجنبية لتفقد حجم الأضرار داخل المدنية المسورة (شبام)، فما الذي حصل حتى اليوم، يقول م.جمال أحمد بامخرمة مدير عام الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فرع شبام لـ «الأيام»: «عقب التأثيرات التي حصلت لمنازل شبام القديمة عملت الهيئة على حصر الأضرار، وكذا قيام لجان من المواطنين ومعالمة البناء والمهندسين بزيارة المنازل المتضررة التي تقدم أصحابها بطلبات عن حجم الأضرار، ورفعت اللجان ذلك، وبلغ عدد المنازل التي سجلت أضرارها (285 منزلا) وحتى اليوم فإن الأعمال الترميمية من تأثيرات الأمطار بالأسطح والأسقف والواجهات جارية على قدم وساق، إذ يجري العمل في (65 منزلا) بشبام، إذ أن العمالة التقليدية من عمال البناء المحترفين عموما يعملون اليوم بإزالة الأضرار، وإعادة تأهيل الأسطح والسقوف وبالمواد المحلية المعروفة في البناء الطيني، ويتم تمويل ذلك بكلفة (14 مليون ريال)، وهي ما أنفق حتى الآن على أعمال الترميم الخاصة بأضرار السيول في المدينة القديمة وبتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية».

وأضاف بامخرمة: «إلى جانب ذلك فإن أعمال مشروع برنامج ترميم بيوت شبام التاريخية جار منذ أن بدأ قبل سنوات، وهو أيضا بتمويل من الصندوق الاجتماعي، وتقوم وحدة هندسية للترميمات تابعة للهيئة إلى جانب مساهمة فنية من GTZ بترميم المنازل، ويساهم أيضا المواطن مالك المنزل بمبالغ في تلك الترميمات، وهو برنامج مستمر.. أما الترميمات جراء الأمطار فإن الكلفة مدفوعة مجانا حفاظا على المنازل الطينية».

- هل أصبح متضررو السيول بضاحية سحيل شبام في مهب الريح؟.. سؤال يبرز بقوة إثر شتات الأسر التي انهارت منازلها كليا والأخرى التي أصبحت من دون مأوى إثر الأضرار التي جعلت المنازل التي تبدو قائمة غير صالحة للسكن.. الأسر المتضررة يمكن تصنيف وضعها اليوم كالآتي: عدد قليل جدا تم تسكينه في منازل لا تزيد عن أصابع اليد بشبام القديمة أو مناطق أخرى بواسطة اللجنة الأهلية بحضرموت.. المجموعة الثانية بحثت على مواقع سكن ودفعت قيمتها، وحتى الآن تتحمل رفع نفقاتها بنفسها بعد أن فقدت كل شيء.. المجموعة الثالثة توزع أفراد أسرها، أب هناك والأم وبناتها عند الأقارب والأولاد في مكان آخر.. ومع ذلك لا يمكن نسيان تقديم الشكر للمواطنين في السباخ الذين فتحوا منازلهم وأسكنوا أسرا متضررة فيها وحتى اليوم بالمجان.. صرخة نطلقها لمعالجة أوضاعهم التي يظهر أنها أصبحت في مهب الريح.

قلعة (سعيدية) التي تربض على طرف جبل الخبة بشبام من جهة الغرب منذ ما يزيد على سبعة قرون أو نحو ذلك انهارات مؤخرا، وخصوصا أجزاؤها الشرقية، وسبق إن انهارت بعض أسقفها، وتمت إعادتها وترميمها في سبتمبر 2007م لتنهار أجزاء أكثر في 2009.. المعلومات تؤكد أنه سيتم إعادة ترميمها والمطلوب التعجيل في تأهيلها حتى لا نفقد أثرا قائما ارتبط بالمدينة، ففي الزمان الغابر تعتبر (قلعة سعيدية) مفتاح الدخول إلى شبام لمن يسيطر عليها، كما أنها طراز معماري هندسي يحاكي مرحلة زمنية انتشر فيها هذا النمط البنائي للحصون والقلاع.

عقب أمطار وسيول أكتوبر الماضي تأثرت أجزاء من شبكة الري السيلي التقليدي كالقنوات أو الدفاعات الطينة، سواء المحيطة بشبام أو غرب شبام الموزع، مما يتطلب تدخلا سريعا.. لذلك فإن دعما عاجلا قيمته(70 ألف يورو)مقدم من الحكومة الألمانية لمعالجة ذلك، حيث إن الأعمال جارية وعبر جمعية الربة الزراعية بشبام التي وقعت اتفاقا لتنفيذ الأعمال الخاصة بالصيانة وبتمويل الجهات المذكورة.

الكل يصيح من أية عوائق مهما كان حجمها وتأثيرها التي تظهر وسط مجاري السيول.. للأسف الشديد فإن حفرة عميقة أحدثت بوسط مسيال شبام البطحاء التي غرقت منها السيارات، وتركت كحفرة تكون على جانبها طين رملي.. فيما لو وصل سيل فإن ارتداد المياه ستؤثر حتما على ما تبقى من منازل السحيل.. يجب محاسبة من فعل هذا.. أما بقاء هذا الوضع بهذه الصورة فالنتائج بالطبع لا يحمد عقباها، فضلا عن أن كثيرا مما كتبنا ونشرنا عن انتشار المستنقعات جراء مياه المجاري السائبة أمام الضاحية المواجهة لشبام التي أنتجت الروائح الكريهة وتوالد وتكاثر البعوض وخدش جمال المدينة ووقارها وتاريخها كثيرا ما نوهنا عن ذلك لكن يبدو أن المطبلين وحاملي المباخر لا يأبهون إلا بمصالحهم.. ثم إن سؤالا لمن يهمه الأمر نوجهه «نظافة مدينة شبام التاريخية بدأت تتراجع والأوساخ والقاذورات تتراكم».. فهل تشاهدون الأكوام في محيط الأسوار، كما أن الكثير من عمال النظافة يحتاجون إلى توظيفهم.

أصحاب المحال التجارية تحت سور المدينة القديمة يطالبون بمعالجة محلاتهم المتضررة من السيول.. أعينوهم أعانكم الله.

خطوة مهمة وجرئية أقدم عليها أمين عام المجلس المحلي بشبام عندما شكل لجنة مراجعة وتدقيق حول إكرامية الرئيس للمتضررين، حيث دخل عدد من الأشخاص وهم لا يستحقون ذلك وأخذوا مستحقات المتضررين، وخطوة مهمة عندما رفض أعضاء محلي شبام في دورتهم الأخيرة قبل شهر التقرير المقدم عن الآثار الناجمة عن السيول الذي بدا في معظمه معلومات مغلوطة ومبالغا فيها، حيث إن أعدادا كبيرة في مناطق مختلفة من المديرية تم تسجيلها متضررة على حساب متضرري سحيل شبام والذي عمل على هذا التقرير المدير العام السابق للمديرية الذي استقال كي يترشح.

وعلمت «الأيام» أن رسالة من الهيئة الإدارية قدمت للنيابة العامة بشبام حول تأكيد المدير العام لشخص انتحل صفة متضرر ليحصل على إكرامية الشخص المتضرر الممنوحة من الرئيس البالغة (100 ألف ريال) الذي انتحل الاسم شخص معروف وقريب من السلطة، وأكد له ذلك المدير العام كي يستلمها من البريد.

إلى الجهات المسؤولة الحكومية والمحلية أوالأجنبية العاملة في شبام، المواطن في المدينة القديمة ومحيطها يتساءل لماذا حرام عليه لو أراد معالجة وضع منزله أو ممتلكاته بقليل من الطوب أو الأسمنت، وحلال لآخرين أن ينشئوا مباني إسمنتية على مقربة من المدينة القديمة؟.. بل أن هناك مبنى وضع على أمتار قليلة من الساقية الرئيسة لمجرى السيل غرب شبام بأقل من كيلو.. المأمول أن لا يتم الكيل بمكيالين، فأهل شبام حريصون على مدينتهم أكثر من الآخرين، فالمعاملة يجب أن تكون مرنة.

المقطع التجريبي للمجاري أو مشروع البنية التحتية بدأ من نهاية ديسمبر 2007 .. أليست الفترة طالت مع أنه تجريبي؟!.. وهل هناك مقاطع تجريبية أخرى أم أن المشروع يحتاج سنوات أخرى؟!.

مشروع بناء المجمع الحكومي في الساحة الرئيسة توقف.. لماذا؟!.. ألا نعلم أن هذا الوضع ينعكس على المدينة ومستوى الحركة والنشاط العام فيها.. شبام تستحق الكثير من العمل بجرعات قوية وليس بالتقطير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى