«الأيام» تزور جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في مديرية المنصورة محافظة عدن .. معاقون خريجون بتخصصات عديدة لم يتمكنوا من الحصول على حقهم في الوظيفة العامة

> «الأيام» الخضر عبدالله:

>
عربات خاصة بالمعاقين خارج نطاق التغطية
عربات خاصة بالمعاقين خارج نطاق التغطية
هل الإعاقة اليوم تشكل سبباً لحرمان من العمل والتعليم؟ هل المشكلة في الإعاقة أم في المعاق الذي لم يقدر على التأقلم مع واقعه وتجاوز محنته بمفرده قبل أن يمد الآخرون إليه يد المساعدة؟ هل المشكلة تكمن في المجتمع الذي يشعر المعاق باستمرار أنه يعيش عالة عليه.

ولا يريد أن يشعره بأن يكون عوناً لغيره؟..اليوم الإعاقة لم تعد كما كانت بالأمس مهملة لا ينظر إليها أحد، فاليوم المعاق يمكنه أن يبدع وأن يعمل، وأن يتعلم وأن يكون أفضل من عشرات الأصحاء الأسوياء، المهم أن يكون صاحب إرادة وعزيمة قويتين تجعلانه يتغلب على كل منغصات الحياة..

«الأيام» زارت جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بمحافظة عدن مديرية المنصورة فوجدت حركة ولمست أعمالاً للمعاقين والمعاقات، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم والمساندة من قبل المجتمع ومن السلطات المحلية، ولتوضيح أبرز النشاطات والهموم والمعوقات التي تعترض سير عمل الجمعية أجرينا عدداً من اللقاءات مع عدد من الشخصيات في جمعية رعاية المعاقين حركياً.

نشأة الجمعية

كان لقاؤنا مع الأخت إحسان جعفر هاشم الأمين العام للجمعية وقالت: «أولاً أرحب بصحيفة «الأيام» لنزولها إلينا وتقصي هموم ومعاناة الجمعية، أما بالنسبة لتأسيس الجمعية كان تأسيسها في عام (1993م) وقد بلغ أعضاؤها اليوم 200 إلى 700 عضو ومنذ ذلك الحين وهي تخطط لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وتقوم بتنفيذ العديد من الأنشطة التي تهتم بالمعاقين في مجالات مختلفة، في مجال التدريب والتأهيل، وفي الجانب التعليمي وفي جانب تقديم خدمات للمعاقين».

أطفال معاقون يرحبون بـ «الأيام» بالجمعية
أطفال معاقون يرحبون بـ «الأيام» بالجمعية
المعاقون يعانون من عدم التوظيف

وعن معاناة المعاقين في التوظيف قالت: «يعاني المعاقون من عدم التزام الجهات المعنية بالتوظيف بقرار رئيس الجمهورية بمنح المعاقين نسبة 15% من استحقاق المحافظة من الدرجات الوظيفية.. ففي كل عام تكون هناك حصة للمعاقين بعدن لدرجة وظيفية للحاصلين على شهادة البكالوريوس.. فيما يتم الحصول على أقل نسبة ولاندري أين تختفي بقية الوظائف، حيث يوجد العديد من المعاقين الخريجين من وقت طويل بتخصصات عديدة لم يتمكنوا من الحصول على حقهم في الوظيفة العامة».

التعليم عند المعاقين

قالت الأخت إحسان:«إن صندوق المعاقين يقدم الدعم للطلاب المعاقين المنخرطين في الدراسة الجامعية.. وذلك من خلال تسديد الرسوم المستحقة للجامعات من رسوم التسجيل».

أنشطة الجمعية

وأفادت أن «أنشطة الجمعية منها الاجتماعات واللقاءات وأعمال أخرى مثل الخياطة، الرياضة، الثقافة، والفن إضافة إلى فصول من أول إلى ثالث يدرس فيها مدرسون بعضهم وظف من التربية والتعليم و البعض الآخر تم التعاقد معهم من قبل صندوق المعاقين، وبعد استكمال المراحل الثلاث نقوم بدمجه في المدارس العامة».

وعن ورشة الخياطة ومركز الكمبيوتر

قالت: «هناك ورشة الخياطة والأعمال اليدوية للفتيات المعاقات وكذا مركز للكمبيوتر يتم تأهيل وتدريب المعاقين من الجنسين فيه.. وقد جاء ذلك بفضل الدعم الذي يقدمه صندوق المعاقين والصندوق الاجتماعي للتنمية».

طلاب معاقون في مدرسة الشروق بالجمعية
طلاب معاقون في مدرسة الشروق بالجمعية
المشاكل التي تواجه الجمعية

وتحدثت عن المشاكل التي تواجه الجمعية قائلة:«تواجه الجمعية مشاكل متعددة ومتنوعة، منها محدودية الحجرات التي أجبرت إدارة الجمعية على خلط المعاقين حركياً بالمعاقين ذهنياً، لأن وسائل ومستلزمات المعاق حركياً تختلف تماماً عن وسائل ومستلزمات المعاق ذهنياً، ولذلك تصبح الحاجة مآسة لزيادة عدد الحجرات، ومن المشاكل لدى الجمعية الوسائل التعليمية، فالوسائل التعليمية شحيحة والكراسي والطاولات التي يستخدمها الأطفال لا تليق بمعاقين، بل ويزيدهم إعاقة، والكراسي المتحركة للأطفال معظمها متهالكة، وحديقة الألعاب للمعاقين أكل وشرب الدهر عليها فلا تصلح للاستعمال أو اللعب، ومن المشاكل أن مشغل الحياكة تتوفر له المواد الأولية، ولكن لا تتوفر المخصصات للتعاقد مع المدرب بالمقابل فإن ورشة الخياطة تفتقر للمواد الأولية».

الإمكانيات شحيحة في ورشة الخياطة:

والتقينا بمسؤولة ورشة الخياطة الأخت إحسان سعد سالم فقالت: «ما ذكرته الأخت إحسان جعفر الأمين العام للجمعية يكفي، فقد تحدثت عن كل الهموم والمعاناة التي تعانيها ورشة الخياطة وهي مكونة من حجرة واحدة ولا تكفي بالغرض للورشة، ولكن أضيف شيئا بسيطا جداً أن ورشة الخياطة تعاني نقصا في المواد الخام وكذا بعض تدريب الفتيات في تدريب الخياطة والأشغال اليدوية». وأضافت: «يوجد لدينا بعض الأعمال لا توجد لها أي تسويق بالأسواق، وورشة الخياطة كما قلت مكونة من حجرة واحدة فقط وتحتاج إلى ترميم، وشقوق وجدران الحجرة مليئة بالحشرات، وتتساقط علينا وفوق رؤوسنا ولافائدة في معالجتها، نرجو الاهتمام بهذه الجمعية، وكذا مبنى متكامل خاص بورشة الخياطة».

مدرسة المعاقين بحاجة إلى مبنى واسع ويعاني نقص الآثاث وتهميش الطالب

وتحدثت إلينا وكيلة مدرسة الشروق التابعة لجمعية المعاقين حركياً الأستاذة نجلاء سعيد، وتطرقت إلى الكثير من المعاناة التي يعانيها الطلاب المعاقون في المدرسة، فقالت: «بالنسبة لمدرسة المعاقين فهي تتكون من ثلاثة فصول دراسية فقط يدرس الطالب المعاق عندنا إلى الصف الثالث وبعدها يرحل إلى مدرسة حكومية لعدم وجود مبنى مدرسي أو مدرسة متكاملة بالجمعية»، وعن معاناة الطالب المعاق عند ترحيله إلى مدارس حكومية، قالت:«عندما يرحل الطالب المعاق إلى مدارس حكومية لا يستوعب الدروس بالشكل الجيد لإهمال هذا الطالب المعاق من قبل إدارة المدرسة أو المعلم أو المعلمة، وتجد بعض الطلاب المعاقين الذين يرحلون إلى مدارس حكومية يعانون صعوبة نتيجة لتهميش المعلم الطالب المعاق، وبعض المعلمين يقومون بوضع الطالب المعاق في مؤخرة الفصل وكثرة الطلاب في الفصل الواحد وكثافة الدروس على الطالب دون مراعاة المعاق وأخذه بعين الاعتبار». وقالت: «وبعض المدارس الحكومية غير مهيأة للطالب المعاق، حيث يجد صعوبة في الممرات وعدم تحرك العربيات الخاصة بالمعاقين ويوضع الطالب المعاق في الطوابق العليا للمدارس الحكومية».وأضافت: «ننصح المدارس الحكومية أولاً والمشرفين الاجتماعيين أن يحيط بالعامل النفسي للمعاق وأن يضعوه نصب أعينهم، وأن ينصحوا الطلاب السويين بعدم الضحك والاستهزاء بإعاقة المعاق» واختتمت قولها:«نناشد الجهات المتخصصة وأهل الخير والإحسان بالنظر إلى هذه الفئة بتطويرها في التعليم وتوفير حقوقهم وكذا نطالب بتوفير مكتبة شاملة للجمعية وتوفير الألعاب للمعاقين ولو حتى بسيطة.. ونشكركم على زيارتنا ونقل همومنا».

طفل معاق
طفل معاق
مقتطفات من الزيارة

هكذا هو حال جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً، بمحافظة عدن مديرية المنصورة، وأترك الأمر لأهل الحل والعقد لمعالجة الصعوبات والمطالب المشروعة للبائسين في تلك الجمعية وغيرها من الجمعيات التي تأخذ طابع نشاطها بعداً إنسانياً، لاسيما ونحن نتحدث عن إدماج المعاقين في المجتمع.. فهل ياترى ستقوم الجهات ذات العلاقة بتوفير لوازم أخواننا المعاقين في كل أنحاء بلاد اليمن السعيد؟ نأمل ذلك!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى