قصة قصيرة .. أصدقاء النظرات

> «الأيام» سبأ عبد الملك محمود:

> نظرت إليه لقد بدا مألوفاً بدا مثله تماماً، لقد كان له نفس السحنة، نفس العينين، ونفس الوجه والشعر اللذين غزاهما التجاعيد والشيب.

كانت نظرته هي نفس تلك النظرة التي كان ينظر بها إلي في الماضي - يبدو أن الأيام قد نالت منه - لقد بدا كمن يتذكر الماضي بسعادة غامرة، وكأنها أعادت له شيئاً من فترة سعيدة من حياته .

لقد حاولت إلا أنظر إليه، قائلة في نفسي: أبعديه عن بالك لو كان هو لبادر إليك بالحديث ، انشغلت بعملي وعدت للحديث مع زملائي إلا أنه ظل ينظر إلي بشغف ، نعم يبدو أنه هو، نعم ! لقد تعرف إلي بعد ما درسني، وفجأة تذكرت شيئاً، وقلت في نفسي نعم إنه هو، بل مؤكد أنه هو، نعم لطالما اكتفينا نحن الاثنين بالنظرات، لطالما كنت أنتظر منه أن يبدأ الحديث، ومازال هو حتى الآن يكتفي بالنظرة الحنونة تلك وينتظر مني أن أبدأ الحديث، يبدو أنه لم يتغير.

قلت في نفسي: سوف أنتظر عشر دقائق فقط إن لم يذهب، أو لم يبادر بالحديث سوف أذهب إليه أنا وأحدثه، نعم عشر دقائق فقط، ثم عدت أنتظر أن تمضي الدقائق العشر، لقد كانت طويلة جدا – كنت مازلت أنظر إلى الساعة أنتظر انقضاء آخر دقيقة - أخيرا انـقـضـت - نعم سوف أذهب لكي أكلمه.

ولكن عندما نظرت إلى حيث كان يجلس، كان مكانه خالياً، نظرت إلى كل أرجاء الغرفة فلم أجده، ذهبت لكي أنظر في الردهة، ولكني لم أجده.

قلت في نفسي: إنه كان من الغباء أن أنتظر عشر دقائق، كان يجب أن أذهب وأكلمه، أخذت ألوم نفسي، ولكني فكرت - إنه القدر – نعم إنه القدر – هو أراد منَا أن نبقي على هذه الصداقة الخاصة، نعم لربما لو كنا تحدثنا ما أصبحنا أصدقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى