بيني وبين مواعيد الزمان واللامكان (4)

> «الأيام» صالح حمود:

> على شرفة الوقت

كان لنا موعدٌ للصلاة

وكان لنا موعدٌ للقبل

- وكنتِ كما أذكر الآن -

تحترفين التسكعَ

في ذاكرات المرايا

تمتشقين رموش المسافات

بليل الغزلْ

كأن التناقض يقسمنا

نحو واجهة للتصوف

وأخرى

لتغري المراهق فينا

فأغريه إذن،

ربما سيحين له أن يفسّرَ

كيف استطاع صباهُ

أن يستبدَّ بأشعاره

بأسرار إصراره

معرضاً/

ممسكاً ببريق أملْ؟

لما ظلَّ يحبو على جمر أشواقهِ

يترنحُ في لحظةِ الموت

المعانق لطفولة

أشواق أعماقه

تلاواتِ غيماتِ أحداقهِ

وبين مآقي الزللْ؟

..............

على شرفة الوقت

كان لنا موعدٌ للصلاة

وكان لنا موعدٌ للقبلْ

يفضي التناقض حماقاتنا

على شدوهِ،.. يجتبيكِ،

بأنشودتين

تحترفان انتسابهما إلى ضفتيك ،

واحدة تتوضأ بهديرِ النشيد المكابر

تتلظى

راقصةً في مدار يديكِ

وأخرى

تجرُّ صباحاتنا

غداة اللقاء بضجيجٍ

يخاصم إيقاعَهُ

يستبيكِ ..

يصير التصوفُ فيك

ملاذاً أخيراً لأرواحنا

يشيحُ

جنون المرافق فينا

بأوجاعهِ

كشال وديع يموء

على مرفقيكِ

يعيد سكينة أيامِهِ

يحتمي

بذكرى ارتعاش النبيذ

على شفتيكِ.

ثم تقول:

(لنا أن نجنَّ

متى ما نشاء

لنا أن نجنَّ ولكن

أنرضى الجنون بلا كبرياء؟

أنرضى

جحافل أحقادنا تمطيك؟)

............

على شرفة الوقت

صار لنا موعدٌ للقاء

تضيء مواعيدُ أقمارنا

سدومَ السواد.

كأنك فيها

وميضٌ لأحلامنا العائدات

على رسلها

من رحيل طوى كيَهُ

في الرمادْ...

كأنكِ أنتِ احتمال مضى

-بلاكربلاء-

ثم عادْ،

تحملين عصور انحناء السيوف،

أمام شموخ الدماء

نقاء المدادْ..

كأنك أنتِ

بعض خضاب الزمان المسافر

على كف عاشقة

أضرمت صمتها

في ثياب الحدادْ..،

امتطت ضيمَ أمكنةٍ هربت

من صليل الرياء

وغليل الجوادْ..

..........

على شرفة الوقت

صار لنا موعدٌ للصلاة

وصار لنا موعدٌ بعد رؤيا أحدنا..

وهمنا، في ليالي الضبابْ..

كلانا مضى حاملاً نعشَهُ؟

يعلق قمصانه، في غسيل السرابْ،

ويرى مجده في دماء أخيه ..

وفي أول الحقد نشهد كيف ولجنا

معاً (لقطيع الذئاب).

وندرك في آخر الحقد أن كلينا

يئنُّ في جُبِّهِ

وفي ذروة الحقد

ندرك أنا ذبحنا بيوسف أوهامَنا..

في الزمان/ المكان/اليباب.

ونقصص رؤياه

(مدية

أثخنت دمه - دمنا..

في جميل الخطابْ)..
يناير - فبراير 2009 -عدن

http:Salah11165.jeeran.com

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى