الماء في لودر صرخات خنقت الأنفاس وشحة تدق الأجراس

> «الأيام» سالم لعور

> تعالت صرخات أبناء مدينة لودر وضواحيها جراء معاناتهم من شحة المياه واستجابة لشكاوى هؤلاء المواطنين من أزمة المياه الخانقة ومطالبتهم صحيفة قامت «الأيام» باستطلاع معاناة عدد من المواطنين ونقل همومهم ومعاناتهم لعل هذه البوابة تكون خلاصة لما هم فيه وهذه خلاصة أحاديثهم.

لودر مدينة عطشى تأمل في حل أزمة المياه

> أول المتحدثين عبدالله محمد عبدالله باهرمز حيث قال: «لودر المدينة الوديعة الهادئة التي تشتهر بموقعها الاستراتيجي وبسوقها الشهير(الأحد) الذي أصبح سوقاً يومياً يؤمه الناس من محافظات البيضاء وشبوة وحضرموت وعدد من مديريات أبين ويافع المحاذية لمديرية لودر..التي اشتهر أهلها بالسلى والكرم والشجاعة..المدينة التي أنجبت خيرة الرجال من أهل العلم والأدب والدين والقضاء والعدل وإصلاح ذات البين، وقدمت قوافل من المناضلين والشهداء والثوار الذين دافعوا عن ثورتي أكتوبر وسبتمبر المجيدتين..هذه المدينة التي فتحت ذراعيها لتتسع للجميع ليسكنوها بأمان..المدينة التي يغيث أهلها المظلوم وتطعم البائس الفقير..

هذه المدينة الصابرة لم تجد يوماً من يغيث أهلها وينقذهم ويخفف عنهم هول مايعانونه من أزمة خانقة في مياه الشرب..هذه المدينة العطشى تنتظر من ينتشل أوضاع مشروع المياه فيها ليحل شحة المياه فيها..

دعوة نوجهها للأخوين فخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح (حفظه الله)، ومحافظ أبين المهندس أحمد بن أحمد الميسري، للالتفات إلى معاناة أهالي لودر وضواحيها الذين أثقلت كواهلهم تبعات هذه المعاناة والأزمة وذلك من خلال اعتماد مشروع استراتيجي ضخم للمياه وفق دراسات مجدية تضمن نجاح هذا المشروع..وأناشدهما بإيلاء أهمية قصوى لتنفيذ عدد من السدود والحواجز المائية ولاسيما سد ثرة الذي أجريت الدراسة له، ومن المزمع تنفيذه من قبل البنك الإسلامي، لأن حفر الآبار ليس حلاً للمشكلة، وإنما يكمن حلها في إقامة السدود والحواجز..

والخلاصة أن مشكلة المياه لمدينة لودر ليست وليدة اليوم لكنها مشكلة قديمة، وللأمانة لايتحملها مدير المشروع الحالي كما يتصور البعض وهذا المدير يبذل جهوداً كبيرة في إيصال المياه لبعض الخطوط وفق إمكاناته البسيطة، ومعضلة مياه لودر يتطلب حلها في مشروع استراتيجي بدعم قيادتنا السياسية في المركز صنعاء والمحافظة أبين».

نأمل في إنزال لجنة لحصر أصول المشروع المنهوب

> الشيخ جهاد حفيظ، عاقل حارة السلام، تحدث قائلا: «في البداية نشكر صحيفة «الأيام» على نزولها الميداني لتلمس أحوال الناس ومشروع مياه لودر خاصة، حيث إنه يمر بأسوأ الظروف لعدم جاهزيته لتلبية احتياجات سكان مدينة لودر الذين يتمنون حصولهم على (شربة ماء) بعد معاناتهم طويلا مع معضلة المياه التي أصبحت عويصة، على الرغم من حجم ما أنفق على مشروع مياه لودر من ملايين الريالات التي تذهب سدى بسبب الدراسات الخاطئة.

منذ البداية وقلنا رأينا حول ذلك منذ نشوء هذا المشروع الإسعافي، لأن القاعدة العلمية التي بني عليها المشروع لم تكن صادقة، ومازاد الطين بلة أن مايسمى بالوحدة التنفيذية مدت المشروع بشبكة غير مكتملة وبمضختين أعلن مدير مشروع المياه فشل البئر الجديدتين اللتين جرى تنفيذهما في تصريحه لـ«الأيام» في عدد سابق.

ومن جانب آخر يقال إن المنظمات الدولية التابعة للبنك الدولي مدت المشروع بعشرات الملايين لبناء إدارة وشبكة استخدمت فيها المواسير التي صرفت في انتخابات 2006 كجزء من هذا المشروع ومن ضمن الكميات التي تمت المقاولة عليها في المنحة السالفة الذكر في سابقة خطيرة يتم منح هذه الملايين دون قيام جمعية للمستفيدين مخالفة لأنظمة المنظمات المانحة من البنك الدولي دون جمعيات أهلية للمستفيدين.

وخلاصة القول فالسلطات المحلية المتعاقبة لم تسم هذا المشروع بالحكومي لتتكفل بإدارته ومسؤوليتها عنه ولم تسمه بالأهلي وهو في الأصل أهلي وتشكل له هيئة إدارية أهلية، أليس من العيب والمؤسف أن 80 % من سكان مدينة لودر لاتصلهم مياه هذا المشروع الذي كلف الدولة في مرحلته الأولى ربع مليار ريال لاسيما وأسعار (البوز) في تصاعد إلى الأعلى.. أناشد محافظ أبين المهندس أحمد الميسري، التوجيه لانزال لجنة لحصر أصول هذا المشروع المنهوب».

فشل المشروع بسبب العشوائية وغياب الإشراف والرقابة

> عقيد محمد سالم عبادي قال: «سئمنا كثيراً من الوعود، وصار اليأس هو السائد بيننا في مشكلة المياه..سلمت لنا مواسير المياه واحتفظنا بها لتسليك الشبكة الداخلية المتهالكة وعند بدء العمل في الشبكة مؤخراً سلمنا ما بحوزتنا من مواسير (القصاب)لإدارة المشروع، واعتقدنا أن مشكلة المياه سوف تحل، ولكن ظلت المشكلة قائمة فلا نريد مشاريع دون دراسة ذات جدوى، مئات الملايين من الريالات تصرف لمشاريع فاشلة ولم نجد لها أثراً يذكر.

أملنا في المهندس الميسري لمعالجة مشكلة المياه بمشروع استراتيجي يستفيد منه الأهالي الذين حرموا منه سنوات طويلة بسبب العشوائية وغياب الرقابة والإشراف والمحاسبة».

مشاريع لودر فاشلة ومنهوبة

> محمد قاسم المرافعي قال: «مشاريع عاصمة المديرية لودر كمشروع المياه والصرف الصحي حدث ولاحرج، تابعت المشرفين على هذين المشروعين والجهات المسؤولة في هذه المديرية لعام 2003 واعترفوا أن المقاولين رفضوا إعطاءهم صورة من المخططات بحجة أن هذه المقاولات مركزية، واكتشفنا من خلال اطلاعنا على تقارير الإنجاز الذي أعطى المقاول الذي نفذ المشروع بأن الخزان الواقع أعلى جبل شروان قد بناه المقاول بـ27 مليون ريال مع أن الذين وقعوا يعلمون أن الخزان بني بمبادرات المواطنين عام 1980 ووجدنا أن المقاول لم ينفذ الشبكة الداخلية وأن الخط الرئيس لم ينجز حسب المواصفات حسب اعتراف السلطة في ذلك الحين، وأطالب محافظ أبين إرسال الجهاز المركزي وإضافة ثلاثة مواطنين من المستفيدين إليهم لتعرف السلطة صدق ماقلناه».

لا نطلب المستحيل نريد شربة ماء فقط

> محمد صالح العبار، معلم ثانوية، قال: «لانريد أكثر من شربة ماء ولانطلب المستحيل، مللنا كثرة الوعود من المسؤولين في السابق ولم نلمس أي تحسن أو تغير إيجابي، وعبر صحيفتنا الموقرة «الأيام» فوجئنا بتصريحـات مدير مشروع مياه لودر عن حوادث السرقة التي تعرضت لها بعض أصول المشروع، وكذا تصريحه عن فشل البئرين الجديدتين اللتين تم تنفيذهما مؤخراً المسماة إسعافية، ماذا بقي لنا هل ننتظر حتى ينهب المشروع بكامل أصوله، وفي الأخير نريد من محافظ المحافظة عبر هذه النافذة أن يلتفت بلفتة كريمة كمسؤول أمام الله، ومن ثم أمامنا كرعية».

سعر صهريج المياه يصل لأكثر من 3000 ريال

> حسن عبد الله دعسه، معلم أساسي قال: «نداء استغاثة نوجهه لمحافظ أبين من مواطني مدينتي لودر وزارة وضواحيها لإنقاذنا جراء الأزمة الحادة في المياه، حيث يصل سعر الصهريج أحيانا لأكثر من 3000 ألف ريال، فهل مايعانيه أهالي لودر من معاناة اليوم جزاء لما قدموه من تضحيات جسام في سبيل قيام الثورة والوحدة؟، نريد آذاناً صاغية يفهم أصحابها من المسؤولين مانعانيه ومانريده ومايجب عليهم القيام به لرفع الجور والظلم الواقع الذي أثقل كاهل مواطني مدينة لودر».

المشروع غير قابل للتعافي رغم الملايين التي صرفت عليه

> أحمد عبد ربه ناجي، شخصية اجتماعية ورياضية قال: «لم يسعفنا هذا المشروع على الرغم من الملايين التي صرفت له كمشروع غير قابل للتعافي، وسبق أن تحدثنا حول عدم فاعلية وصلاحية مياه هذا المشروع لملوحته وعدم استفادة المواطنين منه، أملنا في المنحة الرئاسية التي انتزعها المحافظ الميسري التي وعد بإحداث نقلة نوعية في جانب الخدمات والتنمية وانتشال الأوضاع في الجوانب المختلفة».

المشروع لا أهلي ولا حكومي

> د. محمد عبد الله الشاقي، مدير إدارة المنشآت الخاصة الطبية بلودر قال: «الماء عصب الحياة وأصبح همنا الكبير لدرجة أننا لم نعد نطالب بخدمات أخرى تنقصنا لحاجتنا للمياه التي ينبغي أن تكون من الأولويات الخدمية في مدينة بحجم لودر، لمن نشكي همنا؟ الناس ملت الوعود العرقوبية طيلة السنوات الماضية، لماذا لاتعامل مدينة لودر أسوة بالمدن اليمنية الأقل منها عمراناً وكثافة سكانية ونشاطاً تجاريا؟..أملنا في المهندس الميسري أن يولي اهتمامه بلودر وضواحيها وحل معضلة المياه التي تؤرق حياتهم وتعكر صفوها لأكثر من عقدين من الزمن».

نسمع جعجعة ولانرى طحينا

> عبدالله جعبل العبار قال: «صبرنا كثيراً ولم نعد قادرين على شراء (البوز) لغلاء سعرها وضخ المشروع يومين لايكفي فنحن لانستغني عن شراء (البوز) لعدم صالحية المياه المالحة للمشروع ..أغيثونا يرحمكم الله، فبعض الأسر بلودر تعيش على الدبب البلاستيكية والأواني الصغيرة بسبب عدم قدرتها المادية على شراء الماء لانريد إلا ماء أكان من مشروع حكومي أو أهلي، وكفى وعود ياجهات الاختصاص، لأننا متنا من العطش وسئمنا الوعود».

مشروع خارج نطاق التغطية

> عبد الله أحمد البيحاني قال: «كفانا صبراً لأننا تحملنا ما لا طاقة لنا به من المتاعب والهموم والمنغصات التي امتلأت بها القلوب والأنفس بسبب حرماننا من مياه الشرب وتحملنا أعباء مالية جراء ذلك.. أملنا في المحافظ الميسري إنزال لجنة لتقصي الحقائق حول هذا المشروع غير المجدي وتقييمه لاتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى