بعد حادث التفجير على السياح الكوريين «الأيام» تقترب أكثر لاستيضاح ما جرى في جبل الخبة بشبام وتستطلع آراء عدد من شباب المدينة وآراء أجانب وعرب.. الفتى يسلم : الإرهابي يلبس سروالا بنيا وقال اخرج من هنا

> «الأيام» علوي بن سميط - عبدالله بن حازب:

>
سائحتان إسبانيتان والمرشد سعيد هيثم في شبام قبل الحادثة بنحو ساعة
سائحتان إسبانيتان والمرشد سعيد هيثم في شبام قبل الحادثة بنحو ساعة
مضى تسعة أيام على حادث مقتل سياح كوريين وإصابة آخرين .. الأحد 3/15 ومع علو صوت الحق أذان المغرب من مآذن شبام والسحيل دوى انفجار مزق سكون اللحظة على مرتفع بجبل الخبة المواجه لشبام القديمة والمطل على الضاحية الكبيرة سحيل شبام ليتضح بعدئذ أنه شاب صغير انتحاري عبأ عقله قبل جسده بألغام متفجرة فجاءت النتيجة السيئة.

أهالي شبام الذين ارتجت بيوتهم الطينية جراء الانفجار مزق الألم مشاعرهم.. لحظات الذهول والصدمة لم تدم طويلا ليتدافع الكبار والصغار على الرغم من الخطر وكان طلب الاستغاثة ردده جبل الخبة أن هلموا .. ضيوفنا قدموا وشيطان صغير أرعبهم، ضيوفكم يامن كنتم ولا زلتم خير المرحبين بالوافدين الذين جاءوا من أصقاع العالم البعيدة يتسمرون أمام أبراج الطين التي صنعها وبناها أجدادكم.. هلموا فإن معتوها ارتكب فعلا إجراميا بنية تشويه سمعة المدينة.

كوريان وآخران من جنسية أخرى يتجولون في شبام قبيل ذهابهم إلى الجبل
كوريان وآخران من جنسية أخرى يتجولون في شبام قبيل ذهابهم إلى الجبل
هب الشباب لإنقاذ المصابين، صعدوا المرتفع ومن بين الصراخ والأنين استطاعوا أن يسعفوا المصابين .. خيم ليل بظلمة أشد في تلك الليلة والكل لم يكن في باله سوى سؤال: من ذلك الذي دنس السكون والحضارة، وجاءت الإجابات العفوية والمباشرة أنه ليس منا .. ليس فعلنا نحن أبناء شبام لسنا متطرفين لسنا سوى عنوان للكرم والتقدير لضيوفنا الذين يشاركوننا الافتخار بمجدنا وتاريخنا.

فشبام التاريخية من مدن التراث العالمي ومسجلة بالقائمة الدولية .. الإنسانية .. فمن ذا الذي فعل بها هذا .. وكيف ولماذا؟ .. نحن في «الأيام» ومنذ ساعة الحدث نقلنا تقارير خبرية عما حصل بأعداد ماضية وهذه المرة نقترب أكثر مما حصل وتداعياته .

من ذا الذي فعل هذا

بحسب التحريات والمعلومات التي توفرت عقب الحادثة وعلى الرغم من تمويه الفاعل ببطاقة مزورة من حيث الاسم فإن التأكيدات التي ظهرت مع أشعة شمس الإثنين اليوم الثاني وعقب إفادات بعض الصغار والشباب الذين شاهدوه في موقع الانفجار (أي قبل أن يفجر نفسه) أكدت أن الانتحاري جلس من العصر قبل وصول السياح لينصب فخاً يصطاد فيه غنيمته وفق عقليته وبالتأكيد كان مشبعاً بأفكار غريبة جهز نفسه قبل الانفجار كان يلبس سروالا ومعطفا ويضطجع على أحجار يلوك وريقات القات كتمويه أيضا.

وتوافد السياح وحصل المحظور وأضحى المكان السياحي الشهير مسرحا للجريمة ثم توالت المعلومات ليتضح أن مرتكب الحادثة هو عبدالرحمن مهدي علي قاسم، محل الميلاد وتاريخه 1990م أمانة العاصمة مديرية معين، حالته الاجتماعية أعزب، المهنة بدون، فصيلة الدم (A -) معلومات تضمنتها البيانات الأساسية لاستمارة استخراج الهوية الشخصية.

مجموعة سياح قبل عام في موقع الحادث نفسه
مجموعة سياح قبل عام في موقع الحادث نفسه
أزالت هذه المعلومات حالة الذهول التي أصابت أهل المدينة قبل الأمن، ولكن الخيوط الأولى لهذا الكشف للهوية الأصلية جاءت من فتيان صغار يصعدون الجبل أو ينتظرون بالقرب من سفحه كي يقدموا خدمات للسياح في نقل أغراضهم أو مساعدتهم في الصعود .. الأحد الماضي كان أحدهم وشاهد ذلك الشخص الانتحاري الذي بحسب الفتى قال له اخرج من هنا .

ورواية أخرى أفاد بها أجهزة التحقيق أحد أصحاب المقاهي الشعبية بشبام عندما عرض عليه الأمن صورة الانتحاري، فتعرف عليه من الصورة إذ أكد أن هذا الشاب شرب فنجان شاي ظهرا .. لذا فإن الانتحاري صعد فيما بعد .. لاتزال خيوط قدومه ومتى قدم محط بحث تحاول السلطات معرفته.

أثناء بناء المصطبة الحجرية بالجبل تسهيلا للسياح قبل نحو عامين
أثناء بناء المصطبة الحجرية بالجبل تسهيلا للسياح قبل نحو عامين
يسلم .. فتى شبامي أول شخص يفك خيوط هوية الإرهابي

الناس في مدينة شبام بطبيعتهم ودودون محبون للقادمين بحكم كثرة تردد العرب والأجانب لم يحصل منهم شيء مخل تجاه الضيوف بل العكس فإنهم يقدمون مايستطيعون، ومن هؤلاء الفتى الصغير يسلم دمنان لايتجاوز عمره (12) عاما يذهب بعض الأيام ومثله كثير علهم يساعدون في حمل أغراض السياح أو مساعدة كبار السن في صعود المرتفع ليخلفوا أجمل الذكريات بالصور.

الزميل بن سميط يتحدث مع سياح أجانب أمس الأول
الزميل بن سميط يتحدث مع سياح أجانب أمس الأول
(يسلم) أصبح مثار إعجاب بين الأهالي إذ يعود الفضل له في تأكيد صورة البطاقة مع هوية الانتحاري الذي شاهده، (يسلم) سلم المدينة وسكانها من تبعات كثيرة قد تقع على الأهالي فيما إذا لم تتوصل الأجهزة لشيء قد يفيدها .. قال لنا يسلم دمنان : «كنت هناك وكان هذا الشاب الأبيض الطويل نوعاً ما .. نحيف الجسم يرتدي سروالا بنيا قلت له كنك هنا قال اخرج .. ابعد .. أنا أخزن، كان وقت العصر معه سلة بلاستيك بجانبه حمراء اللون، كان يأخذ هاتفه الجوال أظن يصور.

نعم كان في فمه قات ويلبس كوت لم ينهرني بل قال هات لي ماء صحة اخرج .. لم أخرج حينها، ثم بعدها قال: يالله روح لك». يواصل يسلم المسالم بكل براءة يتحدث : «السياح سبروا -بدأوا- يتوافدون وهو يقول اخرج وعندما طلعوا السياح أكثر خرجت لأنني خفت أن العسكر يطردونني.

العسكر كانوا تحت ما كانوا في الجبل .. خرجت وعند وصولي البطحاء سمعت صوت قوي .. انفجار قلت يمكن قنبلة ورحت بيتنا عرفت بعدين أن الّي حصل انفجار وقع بين السواح». يستطرد يسلم :«هذا حرام .. هذا غلط سواح يجون فرحانين ببلادنا يقوم واحد شيطاني يلقي بهم هذا، الأمن ثاني يوم دعاني وبلطف قالوا لي تعرف هذه الصورة تعرفت عليها ووصفت لهم ماقلته لكم».

يسلم هذا الفتى الصغير كان من ضمن أسر عديدة تضررت منازلها من سيول أكتوبر 2008م ومع هذا لم يدر أن بلاده سوف تتضرر من فعل شيطاني، لكنه كان الأدرى الأول في قول حقيقة شاهدها ألا وهي هوية الانتحاري، فكانت معلوماته الخيط الأول الذي فكك حيرة أهل شبام والأمن أيضاً .. ألا يستحق هذا الولد التقدير وبوسائل كثيرة وهو الذي أثار إعجاب الكل ببساطته وعفويته؟

تداعيات الحادثة الإرهابية

لقد كانت الاستجابة الفورية الإيجابية لنداء الاستغاثة من ضحايا الحادث التي هب لها أبناء شبام عكست مدى الإنسانية ومفهوم حب الضيوف، بين الصخور استطاع الناس إجراء أعمال الإنقاذ وبدأ الليل يخيم على المكان وامتدت الأيادي تبحث عن الأجانب.

وجاء الإسعاف وحضر المسؤولون المدنيون والأمنيون وحمل الناس المصابين والقتلى على أكتافهم وعلى عدد قليل من النقالات وأضيئت بقعة الحادث والمشهد الدموي الذي خلفه ذلك الانتحاري بحق كوريين وأثار الجميع، كانت النتائج مؤسفة أربعة قتلى كوريين وثلاث إصابات وأودى الحادث أيضا بحياة مرشد سياحي مرافق لمجموعة إسبانية كانت هي الأخرى تستمتع بوقت الغروب وبرؤية منازل شبام التي حزمتها أشعة الغروب، فيما بالقرب منهم من لف خصره وجسده بحزام الانفجار.

المرشد السياحي سعيد هيثم عاطف من أبناء يافع - رصد (رحمه الله) أضحى وجهاً مالوفاً وبشوشاً لدى أبناء شبام لكثرة تردده على المدينة يشرح بفخر للأجانب والأفواج عظمة شبام التي يطلق عليها الأوروبيين (منهاتن الشرق وشيكاغو الصحراء) ألقاب صبغت عليها منذ القرن التاسع عشر عندما دخلها أول الأجانب .. كان سعيداً قبل صعوده ومعه الأسبان ولم يدر بخلده أنه سيلقى حتفه بعد زمن قصير .. شوهد وهو يتجول في المدينة القديمة كأنه يودعها .. فصعد المرتفع ولآخر مرة يشاهد محبوبته شبام.

كم هو حزين ذلك المشهد. الناس قالوا لـ «الأيام» عبرنا نعزي أسرته وأولاده كما نعزي بالضحايا الكوريين وتمنوا الشفاء السريع للمصابين .. علت أصوات الاستنكار والغضب من مؤسسات المجتمع المدني، من المناشط الثقافية، من الأعيان والشخصيات، من محلي شبام وأعضائه وهيئته الإدارية وعلت أصوات خطباء يوم الجمعة بشبام وضواحيها تستنكر وتوضح أن هذا الفعل ليس من الإسلام، فالإسلام دين السماحة والأمان والسلام لم تكن شبام وحدها بل كل مناطق الوادي والساحل بحضرموت.

اليمن كله اهتز سيما وأن الفعل بمدينة شهيرة. سيظل مرتفع جبل الخبة وخصوصاً المحيط الواقع بين خزان مياه الشرب والقلعة (كوت الحصاة) جزءًا من تاريخ، لكنه لايؤثر في تاريخ العالية شبام .. إنه شاهد على انتحاري خلف وراءه رعبا ويتمنى الأهالي ألا تتكرر هذه المأساة، فالسياح غالباً ماتكتظ بهم شوارع شبام ويحمدون الله أن فعلته لم تكن بوسط المدينة وإلا لكانت الخسائر بين السياح والمواطنين مروعة وكثيرة فلله الحمد من قبل ومن بعد.

أكثر من (25) أسرة تضررت ضررا مباشرا

كإحدى أهم المدن التاريخية الحية وفرت شبام مناخات آمنة للسياحة، وكما أن السياحة متعددة فإن سياحة شبام ثقافية وليست كمثل المفاهيم التي لدى البعض الذي ينظر لهذا القطاع من زوايا سلبية إذ أدت الأعداد القادمة للسياح إلى امتصاص نسبة لابأس بها من الشباب الذين استفادوا من قطاع السياحة بشكل مباشر والذين يمتلكون محلات بيع الهدايا التذكارية والتحف والنقوشات الخشبية والمصوغات الفضية التي تدر عليهم دخلا لابأس به يؤمن ولو قليل من احتياجات المعيشة.

لعل هذا الحادث في نظرهم يستهدفهم في لقمة عيشهم إذ يجمع عدد من الشباب الذين يعملون في هذا المجال على أن العمل الذي وقع إجرامي مع سبق الإصرار ويقول الأخوة : عاطف عبدالله، محمد فرج باشراحيل، فضل أحمد باجيدة: «هذا الفعل الإجرامي يراد منه تشويه صورة المدينة التاريخية بل اليمن عموما ومحافظة حضرموت ونحن نعتبره ضربة أيضا نحونا واستهدافنا في عملنا.

وكما تعلمون يخرج السياح بانطباعات عن شبام أكثر من جيدة، ولنا سنوات كثيرة ونحن نعمل في هذا المجال ونستقبل الزوار بكل ود فديننا الإسلامي يحثنا على ضرورة استقبال الضيف وأمان الزائر والغريب، وجاء من يريد تعكير الصفو وتشويه السمعة على أبناء شبام نحن نستنكر هذا ونشجبه، وحمى الله المدينة والوطن عموما».

كما يضيف شاب رابع هو الأخ فضل مزينان : «هذا عمل استهدف شبام والوطن عموما وأعتبره عملا إجراميا إرهابيا المراد منه تشويه صورة الإسلام، والإسلام بريء من هذه الأفعال والحقيقة أنه سيحصل تأثير علينا نحن أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع التحف القديمة وإن شاء الله لاتتكرر مثل هذه الأفعال في أي بقعة من الوطن».

أما جمعية تطوير الحرف التراثية بمدينة شبام التي تستثمر القلعة التي وقع بمحيطها الانفجار وكذلك تضم الجمعية الشباب أصحاب المحلات السياحية والتراثية فيقول رئيسها الأخ عوض سالم عفيف : «بداية نعزي أسر الضحايا من دولة كوريا الجنوبية.

وكذا أسرة المرشد السياحي سعيد هيثم جراء الحادث الإجرامي ورأيي أن هذا عمل إرهابي لايمت بصلة لديننا الإسلامي الحنيف وسبب أضرارا بسمعة الوطن واستهدف الآمنين وروع المواطنين، وإن تأثيره أيضاً استهدف (28) أسرة بمدينة شبام القديمة بشكل مباشر إذ يعمل أبناؤها في بيع الأشياء القديمة والتراثية والتحف تؤمن لهم مصدر دخل يقتاتون منه وهنا مشكلة، ناهيك عن ضرر غير مباشر أوقعه هذا الحادث نحن نستنكر هذا الفعل ومن يقف وراءه، ونسأل الله أن يجنب كل منطقة في بلادنا الغالية أي مكروه.

الآن سنتضرر نحن أصحاب المحلات وسوف يخيم كساد على السوق السياحي بمحلاتنا التي نبيع فيها وأيضاً ننتج المشغولات الخشبية التي ساعدت كثيرا في الترويج السياحي لليمن كله وليس شبام فحسب، وكما تعرف أن أحد أعضائنا الحرفيين وهو فضل باجيدة طاف الدول الأوروبية جميعها مع وفود رسمية للترويج السياحي لليمن واختير من شبام لما له من إتقان في صنعة الخشبيات التراثية، نحن نأمل ألا تنقطع السياحة عن شبام ونرحب بالقادمين ونقول لهم إن الأهالي عموما كما عهدتموهم يتميزون بحسن الاستقبال» .

عرب وأجانب يتحدثون

اليوم الثاني (الإثنين) لم تمض 24 ساعة على الانفجار توافدت أفواج سياحية من جنسيات أسترالية وتشكيكية انزعجوا لما حصل واصفين المدينة (بمدينة الهدوء) ونقطة جذب، مستنكرين ما أقدم عليه أحد الإرهابيين من محاولة إقلاق أهلها وزوارها.

وفي عصر يوم الأحد 3/22 شوهد عدد من السياح هم في الأصل متخصصون في الإعلام والترويج السياحي ومعهم مرشدهم السياحي منير الزكري من العالمية للسياحة يتجولون بمدينة شبام تحفهم حراسة أمنية مشددة، تحادثنا معهم عن انطباعاتهم ومشاعرهم وهم من كندا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا .

يقول السيد مانويل/كندا: «شاهدت شبام والأماكن هادئة تشعر فيها بهدوء وسكينة لكنني أستغرب أنه لايوجد سياح وهذا شيء طبيعي بعد الحادث الذي حصل، ولكن جئنا اليوم وجدنا الأمور هادئة مستقرة، والأمن جيد ، والناس طيبون».

ويقول جيتن/بريطانيا: «مندهش أنني لم أرَ أعدادا كبيرة من الزوار أو السياح .. حصل انفجار بالمنطقة، ولكن الآن أمان وتستحق هذه المدينة الجميلة المجيء لها نحن لوحدنا اليوم لم ألاحظ زوارا آخرين .. أقول هذه منطقة جميلة تعالوا لها هنا أمان».

ويقول السيد أحمد رمضان من الإمارات العربية المتحدة : «اليمن جميل جدا وماكنت أتوقع لأنني لم أعرف من سابق الكثير عن اليمن، عندي أصدقاء يمنيون في الإمارات عايشين هناك ومولودين في الإمارات مايعرفون أي شيء عن اليمن، فاليمن جميل جدا بالطبع سوف آتي المرة الثانية مع أصدقائي ومع أسرتي، البلاد جمالها أخاذ وشبام مدينة تبهر القادم إليها، صنعاء وحضرموت أخاذة أيضاً».

ويضيف السيد رمضان عن سؤالنا حول شعوره عند سماعه بحادثة التفجير :«والله عند سماعي بالانفجار من خلال الأخبار ظهر عندي سؤال قلت كيف وليش ومن سواها وحتى لو كانت القاعدة .. الله يعلم من سواها هؤلاء ليسوا بمسلمين .. هذا شيء سياسي لا أدري ماهو الحاصل في العالم في الدنيا، هذا ليس فعل مسلمين ».

ويقول السيد سيموني/ إيطاليا: «سعيد جداً أن آتي إلى حضرموت وهي منطقة حلوة».

مرشد سياحي: علمت بنبأ وفاة زميلنا سعيد هيثم .. بكيت فهو رجل طيب

مرشد سياحي مرافق لبريطاني وإيطالي وكندي وعربي من الإمارات يتجولون في شبام الأحد 3/22 بعد أسبوع من الحادثة، المرشد هو منير الزكري يعمل 17 عاما مرشدا ، زار شبام عشرات المرات سألناه عن ماحصل ورأيه وكيف تلقى خبر وفاة أحد زملاء المهنة - الإرشاد السياحي- المرحوم سعيد هيثم.

فأجاب الزكري بصوت استنكاري :«أعمل مرشدا في العالمية للسياحة ومدينة شبام من أجمل المدن التي أزورها أفتخر بحضارة بلادي، وأهلها طيبون أتعامل معهم منذ سنوات، العمل الإرهابي الإجرامي الذي استهدفها هو في الأساس موجه للوطن ككل لزعزعة الأمن والاستقرار ويهدف أيضا لضرب الاستقرار والاقتصاد اليمني .. هذه التفجيرات غير طبيعية لسنا متعودين على الانفجارات والتضحيات إنه أمر لايمت لسلوكنا وأخلاقنا كيمنيين، نعرف أن ما كان يحصل الاختطافات الأمور الآن ليست طيبة هذه الانفجارات ليس للسواح أو ضدهم هذا ضد بلادنا وتخريب أمننا واستقرارنا .. تعاملت أنا مع أهل شبام وخصوصا الشباب الذين يبيعون التحف دائما مبتسمين مسالمين أخلاق عالية وهذا ينطبق على كل أبناء اليمن».

ويضيف الزكري :«كنت في تعز عندما سمعت بهذا العمل الإجرامي الذي ذهب ضحيته أناس أبرياء سواء سياح أو مواطنين .. تأثرت كثيرا وبكيت كثير عند سماعي نبأ وفاة الأخ العزيز سعيد هيثم (رحمه الله) الذي يعرفه كل المرشدين في اليمن بأنه من الشخصيات الطيبة الذكر .. وبكيت على اليمن لماذا يحصل كل هذا .. اليمن لايستاهل أن يتعرض لمثل ذلك .. الخيرون لن يتركوا الأمور تتصاعد ولامجال لمن يهدد استقرار البلد ومصالحه».

وبعد:

خرجت مدينة شبام بعد الحادث أكثر علوا ولم يستطع كائن من كان أن يفتت من سمعتها، بل أن جدران عمارات الطين سوف تفتت كل من أراد بها سوءا .. تظل عالية تسمو وتصعد بحضارة وطن .. مشرقة بطيبتها ، بوابتها الرئيسية -السدة - دائمة الابتسام .. إنها ثغر الحضارة .. تنفض عنها غبار الانفجار لجلاء الحقيقة ودائما هي بنيان مرصوص .. لاتجرحوها وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى