كمين مسلح يؤدي إلى مصرع مدير عام خدير بتعز وإصابة عدد من مرافقيه

> خدير «الأيام» خاص

>
سيارة المجني عليه الشوافي وتبدو عليها آثار الاعتداء المسلح
سيارة المجني عليه الشوافي وتبدو عليها آثار الاعتداء المسلح
لقى الشيخ أحمد منصور الشوافي، مدير عام مديرية خدير محافظة تعز رئيس المجلس المحلي للمديرية، حتفه صباح أمس وذلك أثناء وصوله مبنى المديرية حيث تعرض لكمين مسلح أطلق عليه خلاله وابل من الأعيرة النارية أصاب أغلبها أجزاء كبيرة من جسمه وكان أخطرها تلك التي هشمت جمجمته وأدت إلى وفاته على الفور.

وأصيب في الكمين أربعة من مرافقي الشوافي كانت إصابة اثنين منهم خطيرة حيث أصيب أحمد سيف بعيار ناري في منطقة قريبة من القلب، فيما حطم عيار ناري القفص الصدري للمرافق الآخر علي عبد المغني وهناك مرافقان آخران وصفت إصاباتهما بأنها طفيفة وهما محمد مكرد ومحمد ناشر.

كما كان بين المصابين شخص يعمل في إحدى الورش أصابه عيار طائش.

وقد تسبب وابل الرصاص في تهشيم كامل للواجهة الزجاجية الأمامية لسيارة المجني عليه وهي من نوع برادو تحمل لوحة حكومية، كما وجد أثر لطلقة رصاص في إحدى النوافذ الخلفية للسيارة التي امتلأت كراسيها الأمامية بدماء المصابين، كما وجد في السطح الأعلى منها بقايا لخصلات شعر وبقايا من الجلد.

وأفادت السلطات الأمنية بتعز بأنها تمكنت من إلقاء القبض على 12 متهما حتى مساء أمس وأنه تم نشر قوات أمنية في مناطق الراهدة ودمنة خدير لتعقب باقي الجناة.

وأشار العميد يحيى الهيصمي مدير أمن تعز في اتصال هاتفي إلى أن رئيس النيابة بتعز قد باشر التحقيق مع النائب البرلماني أحمد عباس البرطي وتم إيداعه السجن المركزي، مؤكدا «أن الحصانات للبرلمانيين غير صالحة في الجرائم المشهودة».

وأوضح العميد الهيصمي في ختام تصريحه أن عدد المصابين ثلاثة، واحد منهم حالته خطيرة جدا.

من جهتها حملت مصادر مقربة من الشيخ محمد منصور الشوافي، وكيل محافظة تعز ، المجلس المحلي للمحافظة والأمن مسئولية القبض على الجناة.

وإثر ذلك اندلعت اشتباكات مسلحة أمام المجمع الحكومي لمديرية خدير محافظة تعز بين جموع من أتباع النائب البرلماني أحمد عباس البرطي وآخرين يتبعون القتيل أحمد منصور هزاع الشوافي.

من جانبها أكدت مصادر أمنية لـ«الأيام» أن الحادث وقع عند دخول المجني عليه الشوافي إلى مبنى المديرية «حيث فوجئ بوابل من النيران اخترقت إحداها رأسه وأدت إلى وفاته عند محاولة إسعافه إلى مستشفى اليمن الدولي بتعز».

ووفقا لمصادر محلية فإن الصراع بين الجانبين قد بدأ قبل ثلاثة أشهر حينما قام وكيل محافظة تعز محمد منصور الشوافي (شقيق القتيل) تعيين شقيقه أحمد منصور (القتيل) مديرا عاما لخدير، وعقده اجتماعا بقيادات مؤتمرية لتهيئة مدير التربية للترشح في الانتخابات النيابية ولإبعاد النائب البرطي من الدورة الانتخابية التي كان مقررا أن تعقد في أبريل القادم.

وأفادت هذه المصادر بأن تعيين شقيق وكيل محافظة تعز مديرا عاما لمديرية خدير قد قوبل بالاعتراض من قبل آل البرطي، مشيرة إلى أن المجمع الحكومي ظل مغلقا بسبب هذا الصراع حتى أمس الأول عندما وصل أحمد منصور الشوافي لفتح المجمع بقرار من قيادة المحافظة.

وذكرت المصادر أن قنبلة يدوية جرى إلقاؤها على منزل النائب البرطي يوم أمس الأول، كما جرى في اليوم نفسه اعتقال شقيقه عمار عباس البرطي بعد منتصف الليل وأودع السجن الاحتياطي.

وقالت المصادر إن النائب أحمد عباس البرطي، كان يوجد عند اندلاع الاشتباكات في أحد مكاتب المجمع الحكومي المقابل لإدارة أمن المديرية وقامت قوات أمنية بعد مقتل الشوافي باعتقاله وبعض مرافقيه وأودعوا السجن المركزي بتعز.

وفي هذه الأثناء توزعت جموع مسلحة من آل البرطي على سطوح المنازل والمحلات التجارية، فيما احتشدت قبائل الشوافي على امتداد الطريق بين الراهدة ودمنة خدير وقامت بالاستيلاء على معدات وآليات محافر النيس التابعة للنائب البرطي.

ووسط هذه الأجواء الملبدة بالرعب عاشت مدينة دمنة خدير أمس حيث أغلقت فيها المحلات والمؤسسات التجارية، بعد أن وصل إليها ما يقرب من 11 طقما من الأمن المركزي والأمن العام وتمركز الجنود أمام المجمع الحكومي ومناطق مختلفة من المديرية تحسبا لاندلاع اشتباكات قبلية مسلحة.

ولوحظ أن السلطات الأمنية فرضت منعا شديدا ولم تسمح للصحفيين تصوير جثة المجني عليه أو الالتقاء بالمصابين.

وكان المجني عليه قبل مقتله قد شغل منصب مدير عام لمديريات المظفر وشرعب الرونة والمخا وأخيرا خدير مسقط رأسه.

وتلقت «الأيام» عشرات الاتصالات من مشايخ ووجاهات اجتماعية بخدير عبرت عن الاستياء والاستنكار الشديد لما حدث في المجمع الحكومي وأمام إدارة الأمن بالمديرية، محملين السلطة المحلية بالمحافظة المسئولية الكاملة عن ذلك «كونها لم تفصل في الصراعات بين الشوافي والبرطي منذ نشوئها قبل أكثر من 3 أشهر».

ودعا هولاء المشايخ والوجاهات الاجتماعية إلى سرعة احتواء الموقف المتأزم «حتى لا تتحول خدير إلى ساحة اشتباكات قبلية وسياسية لا تحمد عقباها».

وكان مراسل «الأيام» الزميل عبدالملك الشراعي قد توجه لدى سماعه بوقوع الحادث يرافقه مدير عام الإعلام بمحافظة تعز الى المستشفى حيث نقل المجني عليه لتغطية الحادث.

وفور وصوله باشره مرافقو الشيخ محمد منصور الشوافي، وكيل محافظة تعز لشئون خدير بقولهم (ياعميل)، ثم انهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق والركل.

وأسفر هذا التصرف عن إصابة مراسل «الأيام» بكدمات في رأسه ووجهه وعضة بليغة في كتفه الأيمن وكدمة في رجله اليسرى أفقدته الحركة نقل على إثر ذلك إلى مستشفى الصفوة بعد أن تم مصادرة كاميرته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى