27 مارس يوم المسرح العالمي ..المسرح اليمني ماذا قبل وماذا بعد ؟!

> «الأيام» وائل عبدالله عبده:

> (قاوم أيها المسرح .. أيها الكيان.. قاوم قبل أن يجروك إلى القاع .. قبل أن يجروك إلى العتمة).

برغم سكون الليل، والنوم يحوم حولي إلا أن هناك هاجسا يذكرني أنني مازلت أحمل على عاتقي مهمة لابد أن أنجزها منذ تخرجي من دراسة فن المسرح، وهي مهمة محددة سلفا في يومه وتاريخه وعامه.

أما اليوم فهو يوم المسرح .. وأما التاريخ فهو 27 مارس، وأما العام فهو كل عام في مثل هذا اليوم أحاول بكل ما أوتيت من تركيز أن لا أنساه ، بل أحاول أن أذكره إلى جميع من هم مسؤولون عن هذا الفن، من حيث إنهم يدينون له -أي المسرح- بالكثير .

فيوم 27 مارس من كل عام، هو يوم المسرح العالمي، يحتفل فيه المسرحيون في شتى أنحاء العالم، لنتذكر فيه أنه يوم تم فيه صنع عالم من فن المسرح في جميع أشكاله القديمة والحديثة والمتطورة.

منه تم إنشاء فن السينما والتلفزيون وجميع أنواع الفن البصري والسمعي، فلهذا سمي (أبو الفنون) وهو باق ويأبى أن يموت.

وكوني واحدا من ملايين المسرحيين والفنيين فإننا غير قادرين في مثل هذا اليوم أن نقدم ولو مشهدا صغيرا على أية خشبة وهمية، ومن دون إمكانيات تذكر.

فأردت أن أكتب هذه السطور في صحيفة «الأيام» عسى أن أشفي غليلي في الحديث على ماوصلنا إليه- نحن الفنانين والمسرحيين- في اليمن.

فمن عادة هذا اليوم أن نتبادل التهاني والتبريكات، وذلك في احتفالية مسرحية، ولكن.. وآه من كلمة لكن.. عذرا.

دعوني أتقدم إلى كل المسرحيين بعزائي ومواساتي بهذا اليوم 27 مارس، وأن يعظم الله أجر المسرحيين في مثل هذا اليوم .. سائلين أن يتغمد الله فن المسرح والمسرحيين بوافر الرحمة، ليشمل دوام الوضع المخزي لنا كمسرحيين على ماهو عليه دونما زيادة أو نقصان.. فلسان حال المسرحيين الرواد من الرعيل الأول أو من الشباب وهم في حسرة وألم هو : (فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) .

ترى هل يتذكر الناس أنه يوجد مسرح ومسرحيون في عدن .. ونسأل أنفسنا هل نحن موجودون ؟! وهل مازال المسرح قائما؟ وهل سيبقى الوضع المسرحي على ماهو عليه .. فوضعنا المسرحي مخز بكل ماتعنيه الكلمة.

وهذا مانراه من وضع المسرحيين أنفسهم حين نراهم وهم يختصمون ويتشاجرون فيما بينهم لأتفه الأسباب، كل يبحث عن منصب أو مسؤولية إدارية، وتناسوا مسؤوليتهم الفنية تجاه خشبة المسرح كي تحرك المياه الآسنة التي ظلت حبيسة فيه، فالتفتوا للأمور الإدارية والمالية وتركوا الحبل على الغارب لمن يعبث بالمسرح وينخر فيه دونما حساب أو عقاب.

فلم نعد نعرف من المسؤول على النشاط المسرحي؟ وما هو دور مكتب الثقافة في عدن؟ وما دور نقابة المهن التمثيلية؟ وما دور إدارة المسارح في عدن؟ ولماذا لايحرك ساكنا إزاء هذا الوضع؟ ولماذا نراهم في موقف المتفرج فقط وتخلوا عن مسؤوليتهم الفنية إلى أن تشعبت الأمور بالمسرح .

وعندما نسأل لانجد سوى جواب واحد كالمعتاد، إن وضع الفنان المسرحي والمسرح كوضع جميع المرافق، فيخرج المسؤولون بنظريات ومقترحات تتداول بين الفنانين والمسرحيين في جلسة من جلسات المقايل (المنتديات)، دونما تنفيذ لحرف واحد مما تناولوه في حديثهم .

وإذا انطلق صوت بينهم يذكرهم بما نسوه .. تخرج أصوات وأفكار وسيناريوهات، لكن الوضع يبقى على ماهو عليه، ساكنا لايتحرك إلى الأمام ولا إلى الخلف.

ومما زاد الطين بلة هو إسكات كل واحد يحاول أو يطالب بتغيير هذا الوضع أو حتى مناقشته في إطاره الذي يجب أن يطرح فيه، ومن يحاول فتهم جاهزة لإسكاته (من ينبش خلية الدبور فليتحمل لسعاته) ، وحتى لايفقد من سمعته ومعاشه شيئا فيفضل السكوت..إذاً من المستفيد من هكذا وضع للمسرح في عدن؟!

يامن تسمون أنفسكم (مسرحيون) أفيقوا واصحوا من سباتكم الذي يبدو أنكم مستمتعون فيه، ورضيتم أن تظلوا نائمين و(تنيمونا) معكم.. فمتى تحركون هذا السكون حتى ننهض جميعا بالمسرح ونخرجه من عزلته التي أجزم أنها من المسرحيين أنفسهم أولاً قبل غيرهم .

وسؤالي أوجهه إلى مكتب الثقافة وإدارة المسارح ونقابة المهن التمثيلية والمجالس المحلية بالمحافظة: إلى متى سنظل بلا مسرح في عدن؟ ومن هو المستفيد من عدم وجود مسرح أو خشبة مسرحية في عدن؟

أيها السادة المسؤولون: ابنوا لنا مسرحا أو خشبة وكفي المؤمنون شر القتال.. فسنة بعد سنة ومازلنا لانعرف إلى أين وصل ترميم خشبة فرقة المسرح الوطني في حافون، فأعمال الترميم قائمة على مكاتب الإدارة، وإلى الآن لا نرى أعمال الترميم على خشبة المسرح ؟!!

إلى متى سيظل الحال على ماهو عليه؟.. وهل سيأتي العام القادم.. في مثل هذا اليوم 27 مارس يوم المسرح العالمي وننسى أنه يوجد مسرح نهائيا .. أفيدونا يا أهل العقد والربط.

مخرج وممثل مسرحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى