وللفن أسراره .. الفن بين الموهبة ودرجة الدكتوراه

> «الأيام» فاروق الجفري:

> حصلت طالبة واسمها (ريتا دالاس) في عام 2007 على درجة الدكتوراه في الفنون من جامعة هارفارد في أمريكا على رسالة تقدمت بها وموضوعها (شارلي شابلن وتطور الكوميديا في العالم).

والخبر في ظاهره خبر عادي ولكنه ينطوي على قضية بالغة الأهمية وهي قضية الأستاذية التي تمنحها السماء والأستاذية التي تمنحها الجامعات. و(شارلي شابلن) لم يكن سوى ممثل كوميدي موهوب وفنان دخل عالم التمثيل بموهبته وحدها واستطاع أن يؤسس مدرسة وأن يرسي قواعد فن أصيل تكتب فيه الرسائل وتمنح عليه أرفع الدرجات العلمية فكان (شارلي شابلن) أستاذاً ولم يتخرج في أي معهد للتمثيل وكان رائداً ولو لم يحمل أي مؤهل أو شهادة. وعمالقة الفن في التاريخ لم نعرفهم إلا من خلال أعمالهم التي خلدت أسماءهم ورفعتهم إلى مرتبة العباقرة الذين لا يقلون شأناً عن رواد الحضارة وصناع التاريخ في جميع فروع المعرفة، ولم يكن بين هؤلاء الفنانين من يحمل لقب دكتوراه بل من بينهم من كان مجهول الاسم. لم يكن(ليوناردو دافنشي) دكتوراً في الفن، وكذلك (ميكائيل أنجلو)، و(بيكاسو) الذي أحدث أخطر انقلاب في أذواق العالم في القرن العشرين لايحمل دكتوراه ولا أي مؤهل سوى ريشته التي تفيض كل يوم بجديد. وكلمة (فنان) في حد ذاتها لقب يشرف حامله والفنان الأصيل لا يحتاج إلى ما يثبت كفاءته غير العمل المبدع وحده.

إن ظاهرة التسلح بالألقاب العلمية والشهادات لا توجد إلا في المجتمعات التي لا تؤمن بالموهبة وقد يوجد بين الموهوبين من يتفوق في فنه على حملة الشهادات والألقاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى