مركز تأهيل المعاقين في المنصورة يحتاج إلى دعم مادي

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
مما يصنع في ورشة الأطراف الصناعية
مما يصنع في ورشة الأطراف الصناعية
خلال زيارتي لمركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مديرية المنصورة محافظة عدن لاحظت أن المركز لا يفرق شيئا عن مدينة الأمير سلطان الإنسانية الخيرية في السعودية.

حيث وجدت الأدوات المستخدمة والطاولات والكراسي المستخدمة في معالجة المعاقين ذهنيا وحركيا نفسها وبنفس الألوان، وكذا التدخل المبكر، وحينما سألت الأخت ليلى باشميلة عن الجهة الداعمة، فاجأتني بقولها «إن الجهود ذاتية».. حيث دخلت مواقع مراكز المعاقين في دول الخليج على الإنترنت وأخذت بعض العينات من تلك الأدوات وطريقة صنعها، وطلبت من الورشة المتخصصة في المركز صناعة مثل هذه الأدوات وألوانها.

مركز تأهيل المعاقين وورشة صناعة الأطراف لاتحتاج سوى دعم مادي، فالكادر فيه مؤهل في تعامله مع الأطفال المعاقين، وكذا التعامل مع الأشخاص المبتورة أطرافهم، ولكن يشكو بعض العاملين والعاملات بأنهم يعملون منذ سنوات طويلة دون أن يتم توظيفهم والبعض الآخر ترك العمل بعد أن يئس من عدم توظيفهم في هذا المركز الحيوي الذي يحتاج لهم، خاصة أنهم كوادر مؤهلة.

في ورشة الأطراف الصناعية
في ورشة الأطراف الصناعية
عند دخولي قسم التدخل المبكر وجدت الكادر العامل يدرب الأمهات في كيفية تعاملهم مع الطفل المعاق وتعليمهم بعض المهارات، فالكل متفان في عمله، وكذا ورشة الأطراف الصناعية التي يعمل كادرها دون تعب من عمل أطراف سفلية وعلوية بمهارة وتقنية، ومن هؤلاء العاملين معاقون، فبداية يتم معاينة المريض طبيا وبعدها يتم تقرير له إن كان يحتاج لطرف صناعي، ويتم معاينته مرة أخرى ويتم أخذ القياسات المطلوبة للطرف من المريض وبعدها تقوم الورشة بصناعة هذا الطرف.

الأخت ليلي باشميلة مديرة مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة قالت: «المجمع المهني للأطراف لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة عدن يعمل على ضوء ثلاثة أنشطة أهمها تأهيل وتدريب المعاقين على مهن تتناسب وتتلاءم مع قدراتهم الذهنية والجسمية لدمجهم في الحياة العامة، ثم توفير كافة الوسائل المساعدة والمساندة لتمهيدهم لدمجهم في العملية التدريبية، وأخيرا برنامج للتدخل المبكر والحد من تطور الإعاقة.. والأنشطة التي نقوم بها هو نشاط برنامج التدخل المبكر، أي أننا نتدخل بسن مبكر، فكلما تدخلنا مبكرا كان العلاج أفضل، ونبدأ أولا من الصفر إلى سنتين، حيث نقوم بزيارة المنازل وتدريب الأم والطفل على بعض المهارات اليومية، والأطفال الذين يبلغون من ثلاث إلى ثمان سنوات يحضرون إلى المؤسسة ويتدربون على نفس المهارات، وهي مهارات حركية سمعية واجتماعية وذاتية وانفعالية».

وأضافت قائلة: «تتدرب الأم أيضا على المهارات نفسها التي يتدرب عليها ابنها، والهدف هو أن تصبح الأم معلمة لطفلها، ونحن نعد أن الأسرة في برنامج التدخل المبكر هي شريك في البرنامج وشريك في التخطيط والتقييم، فبدون الأسرة لايمكن أن ينجح هذا البرنامج لأن هذا البرنامج يقوم على الشراكة مابين البرنامج والأسرة».

وقالت: «وفي هذا البرنامج لدينا 80 طفلا ذكورا وإناثا في كافة الإعاقات الحركية والذهنية والشلل الدماغي والإعاقة السمعية، وقد تدرب الأطفال على أيدي مجموعة من المعلمات لديهم مؤهلات علمية، بالإضافة إلى أنهم خضعوا إلى دورات تدريبية تخصصية في هذه المجالات على أيدي خبراء متخصصين تأهلوا للعمل بتعاون مع هؤلاء الأطفال.. والبرنامج في المجمع يبدأ من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا.. وبالنسبة لعدد الأطفال الموجودين في المؤسسة فهم 60 طفلا مؤسسيا و20 طفلا استشاريا، ونقصد بالاستشاري أن الأم تزورنا في المؤسسة لمدة يومين في الأسبوع تتلقى مجموعة من المهارات، وبعد أن يكمل الطفل عامه الثالث نستقبله في المؤسسة وهي استراتيجية جديدة مع المعاقين، وهي من ضمن برامج الاستراتيجية للعمل مع المعاقين».

عامل في ورشة الأطراف الصناعية
عامل في ورشة الأطراف الصناعية
كما قالت: «البرنامج الثاني هو التأهيل المهني لكافة المهن الموجودة في المركز وعددها 13 مهنة تدريبية مصممة على ضوء متطلبات السوق المحلية، سواء أن كان من الكادر البشري أو من منتج، وهدفنا هو إدماج المعاقين في إطار المجتمع ليتحصلوا على فرص عمل في سوق العمل سواء كان في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو إنشاء مشاريع صغيرة مدرة للدخل.. البرنامج يمر بثلاثة مراحل ولمدة سنتين، المرحلة الأولى نسميها مرحلة التدريب، يتلقى فيها المعاق صورة كاملة عن المعدات المستخدمة في التدريب، ويتلقى مجموعة من التدريبات على جزء من المهارات اليومية وكذا التدريب على الصناعة».

واستطردت: «المرحلة الثانية هي الإنتاج أثناء التدريب، أي أنه ينتج ويتدرب في نفس المرحلة، وهذا يعطى له أجر خمسين في المائة من الإنتاج الذي يقوم به، والمرحلة الثالثة هي في الستة الأشهر الأخيرة ونعتبره وكأنه في سوق العمل ينتج ويعطى له أجر لنعمل على تهيئته في كيفية الاختلاط بسوق العمل.

أما بالنسبة لمخرجاتنا فالبعض يتوفقون ويتحصلون على أعمال عن طريق العلاقات الشخصية أو أن الجانب الإنساني يتدخل فيها، والبعض لايتحصل على عمل، ولكن نحن نضمن مخرجاتنا في أن نمنحهم قروضا صغيرة ميسرة ابتداء من خمسة وثلاثين ألف وانتهاء بمائتي ألف ريال، وفي حالة إنجاح المشروع يضاعف له، أي أننا نقوم بعد سنة بعمل تقييم يضاعف له، ونحن نقوم بدراسة المنطقة التي يقوم فيها المشروع، حيث ندرس الجدوى الاقتصادية للمشروع، وندرب المعاق في كيفية إدارة المشروع ونشرك الأسرة أيضا في دورة تدريبية في كيفية إدارة المشروع، والقروض التي تمنح لهم هي قروض بيضاء، بمعنى أننا لا نأخذ أي أرباح عليها».

وقالت: «لدينا إلى الآن 120 مشروعا، في تربية المواشي، تربية النحل، مشاغل خياطة، مشاغل حياكة، أكشاك صغيرة، والأكشاك المتجولة،وهناك بعض المشاريع تعثرت ونقوم بإعادة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع المتعثرة، ونبحث عن موقع الخلل فيها».

واختتمت: «نحن خلقنا مجموعة من الشراكة معنا،والهدف هي الاستدامة في تطوير مشاريعنا وكذا الاستدامة في تنفيذ برامجنا، ومن ضمن الشركاء الذين ساعدونا هو صندوق المعاقين والصندوق الاجتماعي للتنمية والبرنامج الكندي، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الدولية للمعاقين».

الأخ عبدالله محمد الدحيمي نائب مدير ورشة الأطراف الصناعية ومركز التأهيل بعدن قال: «هذا المجمع عبارة عن مؤسسة تعليمية اجتماعية مهنية متخصصة، ولها دور في الارتقاء الرائد في إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع، والمؤسسة تعنى بالتدخل المبكر في جميع حالات الإعاقة عدا البصرية من سن 3 إلى 7 سنوات، والتدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم على مهنة تتوافق مع الإعاقة وإعادة دمجهم في المجتمع، وتوفير الأجهزة الساندة والأطراف الصناعية لمختلف الأعمار للمحتاجين من ذوي الإعاقة الحركية وضحايا الألغام وحوادث السيارات وغيرها من المسببات كالأمراض والحوادث العرضية، وتقديم خدمات العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المعاقين المحتاجين».

في قسم العلاج الطبيعي
في قسم العلاج الطبيعي
وأضاف الأخ عبدالله محمد الدحيمي نائب مدير ورشة الأطراف الصناعية ومركز التأهيل بعدن: «بدأ نشاط المركز في أبريل عام 2000، وذلك بعد التوقيع على اتفاقية شراكة بين كل من وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة الشؤون الاجتماعية العمل والمنظمة الدولية للمعاقين بلجيكا، وقد وصل الخبراء في فبراير 2000.. ويغطي المركز النطاق الجغرافي لمحافظات عدن وأبين ولحج، إلا أننا نغطي أيضا محافظات أخرى، ويقبل المركز جميع الحالات من كل المحافظات دون استثناء، ويبدأ العمل أولا بالتسجيل في قسم السجلات الطبية والعرض على الطبيبة ثم التحويل من الطبيبة إلى الورشة أو قسم العلاج الطبيعي أو مشترك، ويرمي المركز إلى تغطية احتياجات المرضى والمعاقين من أطراف صناعية وأجهزة تعويضية وعمل جلسات العلاج الطبيعي بأنواعها للمرضى والمحتاجين للعلاج الطبيعي، وتقديم الخدمات في المناطق النائية».

وقال: «إن من أهم المقومات الأساسية لبقاء المركز هو صبر العمال المتطوعين المنقطع النظير، حيث يعد الداعم الأساس الذي يرتكز عليه العمل، وهم لايزالون لديهم أمل في أن الدولة تعتمد توظيفهم لكون هذه العمالة نادرة ولا توجد في السوق المحلية، كما اعتمدت إدارة المركز على الجهود الشخصية الكبيرة في التعامل مع الجهات التي تستطيع تقديم الدعم للمركز وبالذات في الطلبات الدولية.. وضعت خطة قبل خروج المنظمة الداعمة في عام 2005 وذلك من خلال وضع الاحتياط الاستراتيجي للمواد النادرة حتى تكفي للأعوام التي تلت خروج الداعمين إلى يومنا هذا، وكذا الأخذ بنصائح الخبراء في كل المجالات عند زيارتهم للمركز وأيضا جودة منتج الورشة وشهادة الخبراء الدوليين، رغم أننا لازلنا بحاجة إلى تطوير التقنية.

كما أننا نعمل بشفافية ووضوح، ولنا علاقات واسعة، من أهمها هو دعم وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمواد خام وحوافز على شكل عقود للعاملين رغم أنها قليلة لكنها لها دور كبير في بقاء المركز، وبلغ إجمالي تكلفة الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات لعام 2008م من المركز 13877300 ريال يمني». واختتم حديثه قائلاً: «نطالب الجهات المسؤولة الإسراع في توظيف العاملين ووضع ميزانية ثابتة لتأهيل الكادر محلياً ودولياً وتحديث مركز العلاج الطبيعي بالأجهزة الحديثة وزيادة الطاقم من الموظفين».

عدد المرضى القادمين إلى المركز = 2326

كبار ذكور = 685

كبار إناث = 573 = 1258

أطفال ذكور =609

أطفال إناث = 459 = 1068

إجمالي عام = 1258 + 1068= 2326

عدد المرضى الجدد الذين تحصلوا على خدمة = 1982

عدد المرضى الجدد الذين لا توجد لهم خدمة في المركز = 344

عدد المحالين إلى المركز من ضحايا الألغام = 44

عدد حالات البتر الداخلة المركز = 176

عدد الأطراف الصناعية المسلمة =104

عدد الأطراف الصناعية لضحايا الألغام = 44

إجمالي خدمات الورشة = 2896 منها قياسات جبسية = 641

إجمالي الأجهزة والأطراف المسلمة والعكاكيز والماشيات= 2255

عدد جلسات العلاج الطبيعي = 8011 جلسة

بمعدل شهري 670 جلسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى