أي حيوان أنت أسد أم أرنب؟

> عصام محمد مقبل:

> سمعت ذات يوم حكاية أن أحد الآباء كان يقوم بتلميع سيارته الجديدة التي أخذها بالتقسيط من أحد المعارض التي تبيع بالتقسيط.

طبعاً الأب سعيد جداً وطاير من الفرح بالسيارة، يقوم ابنه صاحب السنوات الخمس بعمل خدش على جانب السيارة.. يفقد الأب أعصابه.. يأخذ الأب ابنه ويضربه ضربا مبرحا دون أي شعور.

يغمى على الولد ويتم تمديده في العناية المركزة، للأسف أصيب الولد بنزيف، وعاد الأب إلى المنزل وقام بركل السيارة مرات، فهو غضبان من تصرفه تجاه ولده نظر إلى الخدش في السيارة الذي أحدثه الابن، ولم يكن الخدش إلا محاولة كتابية من الطفل لكتابة لفظ (بابا)!

جاء في الحديث المروي عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «أوصني» قال: «لا تغضب»...

ياجماعة، الحب والغضب ليس لهما حدود، فهناك كيمياء في جسم الإنسان، كيمياء غير مفهومة تدفعنا للحب والغضب.. سبحان الله.

في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع ونقرأ حكايات غريبة تحدث ضد الأطفال وللأسف أغلبها من أقرب الناس إليهم.. لا نعرف أسبابها.. من المؤكد أن الحالة النفسية والاجتماعية وقبلها الحالة الاقتصادية والتخلف عوامل رئيسية.. (بس والله حرام إنهم زينة حياتنا).

أيها الأب، أيتها الأم، وأسأل نفسي.. كم مرة في اليوم قلت لابنك أحبك.. وكم مرة أسمعته كلمات تحط من قدره.

كم مرة ابتسمت له.. كم مرة عبست في وجهه.. كم مرة ضربته بكفك.. كم مرة مسحت على رأسه.. كم جاءك شاكيا وطردته من غرفتك.. كم مرة ضممته لتشعره بحنانك ودفئك..

قرأت ذات يوم أن إحدى الباحثات الألمانيات أرادت معرفة نفسيات الأطفال تجاه أسرهم فطلبت من الأطفال رسم أفراد الأسرة على شكل حيوانات، ومن خلال الرسم استطاعت تحديد نفسيات الأطفال تجاه أسرهم.

طبعاً تعددت الرسومات للأطفال ذاك رسم أباه ذئباً .. وذاك رسم أمه أرنبا وأخاه ثعلبا.. وذاك رسم أباه حملاً وأمه أسداً وأخته أفعى..! فالأطفال لا يعرفون الكذب.. فلنطلب من أطفالنا أن يرسمونا، لنعرف من نحن.. فقد تصلنا رسالتهم التي يريدون أن يرسلوها لنا، لأنهم أصدق منا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى