قرية الشنابك .. طرق وعرة وبئر جافة وكهرباءمعدومة

> «الأيام» علي صالح الغريب

>
قرية الشنابك هي إحدى قرى جبل موفجة مديرية سرار يافع وتقع في منتصف الجبل وتتكون من ثلاثين منزلا يبلغ عدد سكانها ما يقارب (600) نسمة..

رحلت عنها الكثير من الأسر نتيجة ظروفها ووعورة طرقها وجفاف بئرها وعدم توفر الخدمات فيها ونتيجة لظروفهم الصعبة غادروا أرضهم، فذهبوا إلى عدن، وأبين وصنعاء وغيرها من المدن القريبة من أعمالهم.

التعليم وصعابه

أبناء هذه القرية مشهود لهم بذكائهم وحب التعليم، حيث إن من أبناء هذه القرية حاملين الشهادات العليا من ماجستير وبكالوريوس فمنهم الدكتور والمهندس ورجل الاقتصاد والسياسي والتربوي والمعلم.

وهناك من تقلد من أبناء هذه القرية الدرجات الوظيفية العليا على مستوى المحافظة وعلى مستوى المديرية.

يحظى أبناء هذه القرية بالاحترام والتقدير من قبل من يعرفهم وذلك لدماثة أخلاقهم وطيبة قلوبهم ولعملهم تحظى أغلب مدارس المديرية بمعلمين من هذه القرية يعدون من ركائز العملية التعليمية والتربوية في المديرية.

ومع كل ذلك فإن تلك القرية وتلك الطاقات البشرية تعد من المناطق المنسية، وبالأصح من المناطق المحرومة فإن الكثير من أبناء مديرية سرار ممن يعرفون هذه القرية يطلقون عليها تسمية الجزيرة، وذلك لعدم توفر طريق للسيارات، حيث إن الطرق تصل إلى جميع القرى المحيطة بتلك القرية وحتى رأس الجبل توصل له السيارات وتسمع أصوات السيارات من أعلى بينما هذه القرية ترتبط بالمديرية بطريق المشي على الأقدام لمسافة ساعة كاملة.. ترى الأطفال وهم يقطعون تلك المسافات والطريق الوعرة والتي يسقط على إثرها البعض بحيث تتعرض أجسادهم إلى الجروح نتيجة صغر سنهم في ذهابهم إلى المدرسة ومع كل ذلك يظهر تحديهم لتلك الصعاب من خلال النتائج التي يظهرون بها نهاية كل عام دراسي.

لم تجد الدراسة

لطريق الشنابك دراسة من عام 1988م، ولكن تلك الدراسة لم تجد طريقها إلى النور، بل اختفت تماما مع تحقيق الوحدة في عام 1990م، وبعد متابعات عديدة من قبل أبناء هذه القرية في كل من أبين وسرار تم إنزال فريق هندسي، ومع الأسف الشديد ذلك الفريق وصل إلى أسفل الجبل ولم يصل إلى القرية، مبررين بأنه تحديد موقع أو مسح أولي فقط، سوف يتم النزول مرة أخرى، متمنين أن يكون ذلك الكلام صحيحا..

بئر جافة وسدود لا تفي بالغرض

أما عن المياه فحدث ولا حرج، فإن هذه القرية أو الجزيرة في وسط الجبل قد جفت بئرها منذ سنوات عديدة ونضبت المياه فيها حتى في موسم الأمطار، فإنها جافة ويعتمد أبناء هذه القرية على السدود الخاصة وهي سدود لا تفي بالغرض، وهذه الأيام يعيش أبناء هذه القرية في حالة يرثى لها جراء انعدام المياه لدى بعض الأسر والبعض يهم بالرحيل للبحث عن مكان في إحدى المدن للإيجار مما يستهلك رواتبهم الإيجارات.

لذلك فإننا نناشد الأخوة في السلطة المحلية في المديرية والمحافظة إلى ضرورة إنشاء سد لحفظ مياه الأمطار وعلى الأخوة في مكتب الزراعة في المديرية والمحافظة إعطاء أهالي هذه القرية الأولوية في هذا الجانب، وإننا ندعو الأخوة في السلطة المحلية بالمديرية إلى النظر إلى معاناة أبناء هذه القرية واعتماد سد لها في أقرب وقت وعدم المحاباة في توزيع المشاريع وحرمان البعض الآخر.

عند طلوعي إلى هذه القرية كم أحسست بمعاناتهم، وقررت عمل هذا الاستطلاع من واقع ما عانيته من تعب في الطريق فرثيت لأبنائها وأطفالها ومرضاها، فدار في خلدي الكثير من الهواجس كيف لو سقط طفل في هذه الطريق من الأطفال ذوي السنين الدراسية المبكرة من طلاب الأول ابتدائي الذين لا يتجاوز أعمارهم سن السابعة من العمر كيف يعمل هؤلاء السكان لو مرض أحدهم ولم يستطع المشي، كيف لو عانت امرأة من تعسر في الولادة.. وكثير وكثير من الأفكار، فحملت هذه الأفكار وهذه الأسئلة إلى أبناء هذه التربة والتي تربطني علاقة أخوية وصداقة بهم لعلي أجد ما يشفي غليل نفسي.

ولكني وجدت مازادني حزنا فوق حزني عندما وجدت من حدثوني تكلموا بقهر تحدثوا من صلب معاناتهم، ولو كتبت كلام كل من تحدث لحزن كل من يقرأ هذا الاستطلاع البسيط والذي لا أستطيع أن أوصل كل الهموم والمعاناة والإهمال والنسيان، ووقوف البعض في المديرية ضد مطالب أبناء هذه القرية الأنانية وحب الذات هي أخذت جزءا من إهمال هذه القرية فالسلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية منذ عقود وهي تسيطر عليها الأنانية وكل من يأتي إلى المديرية يعتني بقرى معينة.

الكهرباء

للكهرباء قصة طويلة وصلت الكهرباء إلى قرى أبعد مسافة من هذه القرية وفي رمضان الماضي هم أبناء هذه القرية بجمع المال لشراء أسلاك على نفقتهم الخاصة على الرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة وفي موسم رمضان!.

ولكن فوجئوا بعد شراء الأسلاك وعلى الرغم من أنها لا تفي بالغرض، وقوف الكثير من أبناء المديرية ضدهم وتم عرقلة جزء من هذا المشروع الذي يتبنوه على نفقتهم ولعلمهم بأن الأسلاك حل جزئي لمشكلتهم، آملين إضاءة منازلهم فقط يعلمون بأن قوة الأسلاك لا تفي بتشغيل الأجهزة الكهربائية الأخرى على أن يكون ذلك حل مؤقت، ولكن أبناء المديرية وهم البعض وقفوا رافضين أن تنار تلك المنازل مما سبب باحتجاز أربع بيبات تم تجهيزها لتحل بدلا عن الأعمدة الكهربائية! أربع بيبات لا تزال إلى يومنا هذا محتجزات في حوش مبنى المديرية على الرغم من هبوط الأسلاك الكهربائية في بعض الأماكن الموصلة إلى تلك القرية والتي تم إنارتها بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهود أبنائها ممن تحملوا مشاق العمل وتحملوا نفقات شراء الأدوات في شهر رمضان على حساب قوت أطفالهم! مصممين على الإنجاز إلى جانب جهود ابن هذه القرية الأستاذ عبدالرقيب يسلم أحمد من تقدم الصفوف لأبناء هذه القرية متحدين الصعاب إلى جانب لجنة الكهرباء بالمديرية والتي كانت صاحبة الوقوف إلى جانب أبناء هذه القرية بقيادة الأخوان شيخ سعيد البديهي والأخ صلاح محسن شائف، فلهم الشكر والتقدير على ذلك.. ورغم هذا وذاك إلا أن الإضاءة فقط وعند تشغيل أجهزة كهرباء مثل السخانات والكامبات والثلاجات فإن الكهرباء مهددة بالانقطاع نتيجة الأسلاك الكهربائية منتظرين تغييرها من القرى إلى أن تأتي المعدات الكهربائية لعمل خط كهربائي صحيح وسليم إلى هذه القرية.

الاتصالات

تعد المؤسسة العامة للاتصالات هي السباقة في تخفيف جزء من معانات أبناء هذه القرية وذلك من خلال إدخال خدمة الهاتف الثابت إلى أبناء هذه القرية وبجهود من قبل الأخ المرحوم محمد صالح علي والأستاذ عبدالرقيب يسلم أحمد في المتابعة واستضافة عمال المؤسسة وتسهيل عملهم إلى جانب المجلس المحلي السابق والذي كان له الفضل في إدخال هذه الخدمة إلى هذه القرية المنسية.

عند وصولي إلى هذه القرية كان في استقبالي الأستاذ عبدالرقيب يسلم أحمد مدير ثانوية سرار وإحدى الشخصيات الاجتماعية في القرية والذي تحدث قائلا:

«نرحب بالأخ علي صالح الغريب ونرحب بصحيفة «الأيام» على تحمله مشاق قطع الطريق للوصول إلى هذه القرية معبرا عن أن صحيفة «الأيام» كعادتها تتحمل المشاق للوصول إلى القرى النائية البعيدة وأن أبناء هذه القرية محبون لهذه الصحيفة و«الأيام» تعرف محبيها.إن قرية الشنابك جزيرة في وسط الجبل تحيط بناء الطرقات من كل جهة وبينها طرق مشي على الأقدام تقدر بالساعات وهذه هي أولى ما نعانيه ننقل المريض على الأكتاف، أطفالنا معرضون للجروح يوميا للكسور أحيانا.للموت أيضا نتيجة الطرق الوعرة بعد المدارس، نساؤنا معرضات للموت عند الولادة من الصعب إنقاذ حياتهن لولا رحمة الله سبحانه وتعالى.

الكثير من أبناء القرية تركوا منازلهم لشحة المياه والآن يهدد البقية بالرحيل، أسلاك الكهرباء تم شراؤها على نفقة أبناء القرية ومن قوت أبنائهم ولاتفي بالحاجة ومع ذلك أربعة أنابيب .نحن في أمس الحاجة لهن محتجزات أتمنى أن تكون السلطة المحلية بالمديرية على دراية بما نعانيه وأتمنى من مكتب الزراعة اعتماد سد للمياه.

وأجدها فرصة لأوجه كلامي للأخ المحافظ إلى اعتماد شريان الحياة (الطريق) والتي تبلغ اثنين كيلو متر فقط .. وأشكر «الأيام»على هذه الزيارة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى