اختصاصيان لـ 70 نزيلا والماء يستهلك الميزانية والتغذية لاتكفي والخدمات محدودة .. مستشفى الأمراض النفسية بتعز كثرة النزلاء وقلة الإمكانات

> «الأيام» أحمد النويهي

>
على الرغم من تأهيله من مصحة إلى مستشفى الأمراض النفسية بتعز إلا أنه لايزال بحاجة إلى الكثير حتى يمكن أن نطلق عليه تلك التسمية، ومن تتاح له الفرصة لزيارته سيكتشف مدى المعاناة التي يعانيها المستشفى قبل نزلائه.

«الأيام» كان لها زيارة قصيرة إلى هناك للاطلاع على أوضاع المستشفى وما يقدمه وأبرز احتياجاته، وقد التقينا الدكتور عادل ملهي، مدير عام المستشفى، الذي كان أكثر تأوها منا وقدم لنا شرحا توضيحيا، نضعه بين يدي القارئ.. فإليكم ما تفضل به الدكتور ملهي.

كان المستشفى في السابق عبارة عن مصحة ترعاها الجمعية الخيرية لبيت هائل والآن تحول إلى مستشفى بعد إضافة مبانٍ جديدة له ويعمل فيه 46 موظفا وموظفة ولدينا كادر طبي غير متخصص فوق اللازم وهناك اختصاصيان والسعة العامة 120 نزيلا، أما القسم الخاص فيتسع لستة نزلاء فقط، وعدد النزلاء في المستشفى حاليا 71 نزيلا.

نحتاج دواء ودفء وماء

وعرض مدير المستشفى الحالة التي يواجهها بالقول: «لاتوجد لدينا ميزانية، وهناك الكثير من الصعوبات التي تواجه المستشفى». ولخص الدكتور ملهي ذلك بالقول: «نحتاج إلى دواء ودفء وماء، فالميزانية أغلبها تذهب إلى الماء، حيث نشتري في الأسبوع على الأقل سبعة وايتات، لأن النزلاء يوسخون ويبهدلون أنفسهم، وهم بحاجة إلى التنظيف المستمر». وقال أيضا: «إن حل مشكلة الماء يكمن في حفر بئر خاصة بالمستشفى من أجل توفير المياه بشكل دائم، ونحن بحاجة أيضا إلى الكنابل (البطانيات)، بحيث يمكن أن نعطي بحسب الحاجة، وليس المخصص الذي لايكفي، لابد أن يكون لدينا مخزون من البطانيات، لأن النزلاء يعملون على تقطيع ما لديهم وتوسيخها والمخصص لايكفي، فالمريض بحاجة إلى ملابس يوميا، ومن الصعب ضبط الأدوات مادامت الثياب قليلة، ونواجه نحن هذه المشكلة، فالشراء يتم بشكل مركزي ولايغطي نسبة 20 % فقط وأنا أستخدم علاقاتي الشخصية في توفير وسد حاجة النزلاء، ولابد من رفع ميزانية التغذية».

ليس لدينا ميزانية محددة

وقال الدكتور ملهي: «إن المستشفى فيه شقان، شق خاص مخصص لحالات تتولى الخدمات من قبل أهل النزيل، ويدفع عن كل نزيل 1000 ريال يوميا تذهب للجمعية الخيرية دعما للتغذية والملابس والأغطية، وكذلك توفير المياه والعلاج، ونحن ليس لدينا ميزانية نتصرف بها حتى أن القسم الخاص يتم توريده إلى الجمعية الخيرية لبيت هائل سعيد».

وأضاف: «نحن نعمل بقدر ما نستطيع من أجل تقديم الخدمة للنزيل بما يتناسب مع إمكانياتنا ولانريد أن يأتي يوم بلا علاج».

شحة في الدواء والاختصاصيين

وفيما يخص الأدوية أشار الدكتور ملهي إلى أن «الأدوية المقدمة من الصحة لاتفي بـ5 % من الحاجة، ونحن نشتري من الدخل وكذلك نتسول لأن غاية هدفنا أن نمنح هذا المريض دواء، ومشكلتنا تكمن أيضا بقلة الكادر المتخصص من الاختصاصيين النفسيين».

الأسر سبب استعصاء علاج بعض الحالات

وفي جانب المعاملات قال مدير المستشفى إنه يتعامل مع النزلاء كالأب والأخ والصديق، وإن هناك من تتحسن حالاتهم، مضيفا أنه من يحسن الأدب والتعامل معه فإنه يسمح له بالخروج. ومن ثم نعمل له خروجا ونتواصل مع أهله وهناك من يسمح له بالخروج يوم الخميس (يشم هواء) ويرجع من تلقاء ذاته.

وأرجع مدير المستشفى تزايد النزلاء إلى الأسر والمجتمع، وقال: «إن الكثير من الأسر تأتي بالمريض، وقد وصل إلى حالة مستعصية للعلاج.

وأن هناك من الأقارب من يريد أن يتخلص من مريضه ومن شره، وهم يرفضون استخدام العلاج ويؤذون الناس حسب تبريرات أهاليهم».

محرومون من العلاج وفرحة الأعياد الوطنية

ونفى الدكتور ملهي وجود نزلاء سياسيين أو ممن كانوا في مناصب كبيرة في الدولة، وقال: «إن النزلاء أغلبهم يأتي بهم الأمن أو الأهل أو عقال الحارات، إضافة إلى الحملات التي نقوم بها أيام الأعياد، لكون مشكلة مرضى الشوارع تعتبر في المقام الأول مشكلة سياحية ثقافية، لكن الحلول معدومة وأغلب الحالات أضحت مزمنة بل قل إدمانا، وهنا يتحتم علينا المطالبة بميزانية إضافية».

واختتم إيضاحاته بالقول: «لايوجد تعريف للجنون، والذي بالأساس يعني زوال العقل.

وهذا أمر غير موجود، إنما ما يعانيه النزلاء قصور جزئي في القدرات العقلية وخلل في السلوك، جزئي ليس إلا».

حالات مجهولة وبطانيات متهرئة

ومن خلال تجوالنا في غرف المستشفى لاحظنا الكثير من البطانيات المتهرئة، وكذلك تحتاج الغرف إلى مزيد من النظافة، ناهيك عن الفرش المقطعة، كما لوحظ على بعضهم آثار جراح في رقبته ناتجة ربما عن ضرب، ولكن مدير المستشفى نفى وجود الضرب، مؤكدا أن التعامل مع النزلاء يتم بإنسانية خاصة أن العلاج يعمل على تهدئتهم كثيرا، كما وجدنا هناك أحد النزلاء قال الدكتور ملهي عنه بأنه لايعرف من أين هو، ولا حتى اسمه، وهو نزيل في المستشفى منذ أن كان مصحة، أي منذ عشر سنوات ولا أحد يعرف أصله وفصله، ولم يأت أحد ليسأل عنه، ولم يتلق المستشفى أي بلاغ حوله.

توفرت الكماليات وغابت الضروريات

الشيء الغريب في المستشفى تواجد الكماليات مثل الكراسي والأدراج وما إلى ذلك في مخزن كبير للمستشفى، بينما يفتقر لأبرز حاجاته الضرورية، ولم تقتصر معاناة المستشفى على هذا الحد، بل إن السور الشمالي له يكاد أن يسقط بعد أن تم استحداث شارع رئيسي يمر بجواره وقيام الشركة المنفذة بالتوسعة على حساب السور الذي أصبح على وشك الانهيار، أما القسم الخاص.

فقد حظي باهتمام أكثر من القسم العام، حتى نوعية البطانيات لم تكن من النوع الرديء، وهذا لأن هناك من يدفع عنهم مقابل جلوسهم في المستشفى.

وفي القسم النسائي كانت توجد امرأة واحدة فقط، وتعود قلة النزلاء من النساء إلى حاجة كل نزيلة إلى مرافقة لها، خاصة في الليل وهو ما يعقد المشكلة أمام المريضات.

في الأخير لانمتلك إلا أن نوجه هذه الرسالة إلى وزارة الصحة لكونها المعنية، وكذلك المجلس المحلي بمحافظة تعز وأهل الخير، والجمعيات الإنسانية إن وجدت للنظر إلى معاناة المستشفى، وتقديم ما يحتاجه لخدمة هؤلاء النزلاء الذين وإن كان الله قد ابتلاهم في أهم شي لهم، إلا أننا لاينبغي أن نزيدهم بلاء بالتجاهل.. ووقانا الله وإياكم كل مكروه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى