> «الأيام» فردوس العلمي:

يوم أمس كان هذا المعلم قمة في النشاط والحيوية، وكأن من جاءوا إليه اتفقوا أن يأتوا في يوم واحد لمعرفة هذا التاريخ العظيم المتمثل بصهاريج عدن. زوار من مختلف الجهات والمناطق اليمنية، وهو ما يؤكد مدى الوعي الذي انتشر بين الناس لما صارت عليه بعض المعالم الأثرية من عبث، حيث أدرك الناس أهمية الحفاظ على معالمهم التاريخية على طول الوطن وعرضه، وأن التاريخ والمعالم الأثرية جزء لايتجزأ من الوطن، وأي عبث يطالها يعني العبث بالوطن.
> خالد الرباطي: أميدست أول جهة مدنية تعليمية تعمل حملة نظافة لهذا المعلم التاريخي
معهد أميدست نظم صباح أمس حملة نظافة للمعلم التاريخي صهاريج عدن، بالتنسيق والتعاون مع الجمعية اليمنية للآثار والتاريخ، وتأتي هذه الحملة ضمن خطة عمل معهد أميدست فيما يخص جانب التوعية البيئية، وأهمية الحافظ على المواقع التاريخية والمعالم الأثرية التي تعبر عن تاريخ البلد، وكذا أهمية الحفاظ على الأراضي الرطبة لما لها من أهمية للطيور المهاجرة والعابرة والمقيمة، وتزامنا مع هذه الحملة قامت مجموعة أخرى من طلاب معهد أميدست أيضا بعمل حملة نظافة شملت قلعة صيرة التاريخية.
أكثر من خمسين طالبا من معهد أمديست إلى جانب عمال النظافة المرتبين في الموقع والتابعين لصندوق النظافة، قاموا بهذه الحملة بصهاريج عدن بحضور السيد إدوارد مدير المعهد والدكتورة أسمهان العلس الأمين العام للجمعية اليمنية للآثار والتاريخ، ويعتبر معهد أميدست أول جهة مدنية تعمل حملة نظافة طوعية لهذا الموقع بحسب الأخ خالد الرباطي مدير الصهاريج الذي قام خلال هذه الزيارة بإعطاء صورة توضيحية عن تاريخ هذا الموقع والترميمات القديمة التي تمت فيه، وكذا أهمية الصهاريج في الحفاظ على مدينة عدن من السيول التي تسقط على المنطقة و كيفية استخدامها.
تتنوع الأشجار في هذا الموقع الأثري التي تظهر بشكل كبير في الأرضية أو حتى على جدران الصهاريج، ولمعرفة المزيد عن هذه الأشجار سألت مدير الصهاريج عنها، فأوضح قائلا: «تتنوع النباتات في هذا الموقع، بعضها تستخدم لعلاج بعض الأمراض كنبات الخردل (الرصف) الذي يستخدم للأستما (الربو) والروماتيزم ولآلام الأسنان ومحاربة الديدان وكذا البواسير، بالإضافة إلى نبتة تسمى شجرة البكاء، وهي مفيدة لبعض أمراض الطفولة كالخاشي، وبعض الأطباء يستخدمونها لأطفالهم».
وتحدث عن الصهريج الواقع في منطقة الطويلة شارع الزنجبيل قائلا: «هذا الصهريج مهدد بالانهيار، ولايجد الاهتمام من الجهات الرسمية التي يتبعها سواء أكانت وزارة الثقافة أم السياحة أم المحافظة أم حتى السلطة المحلية، رغم أن هذا الصهريج نموذج أثري يعود لعهد سبأ، وحصلت فيه بعض الإضافات في عهد الاحتلال البريطاني، وحاليا يعاني هذا الصهريج من العبث، وتم استخدام أحجاره في البناء العشوائي الذي يحيط به، وإذا لا قدر الله انفجر ستشكل أحجاره خطرا على هذه المنازل، ولابد أن نفكر ونسعى للحفاظ عليها لحماية هذا الأثر التاريخي المهم، ففي حالة حدوث مطر قوي سينهار هذا الصهريج».
وأضاف: «نتمنى أن تستمر الجمعية اليمنية لحماية الآثار والتاريخ بدورها الإيجابي للحفاظ على هذا التراث»، شاكرا مبادرة معهد أميدست، متمنيا أن تحذو الجهات الأخرى حذوهم لكي يتعرف طلابنا على تاريخهم وأهمية الحفاظ عليه.
د.أسمهان عقلان أمين عام الجمعية اليمنية للآثار والتاريخ تساءلت: «هل يسمع محافظ عدن نداءاتنا وصرخاتنا المستمرة، ويسارع بالجلوس معنا ومع ذوي الاختصاصات الأخرى لوضع حد للانتهاكات التي تمارس ضد معالم عدن وأساليب العبث بمعالمها التاريخية وإلزام جهات الاختصاص باتباع الأنظمة واللوائح الخاصة بمنح تراخيص البناء ووقف البناء العشوائي؟!».

ونطالب الجهات المعنية بسرعة الترميم والحفاظ على هذا الإرث التاريخي، حتى لاتحدث كارثة.
في الختام نقول للجهات المعنية: صهاريج عدن لاتوجد جهة محددة تتبعها، بل تتعدد الجهات المختلفة، لهذا لابد من تحديد جهة واحدة تتولى مسئولية هذا الأثر التاريخي حتى لايضيع بتعدد الجهات التي تتحمل مسئوليته، ورغم هذا لم تتحرك جهة واحدة وتبادر بوضع لوحة تعريفية لهذا الموقع أو لإعادة اللوحة السابقة.
وفي الموقع يوجد فرع للأرصاد الجوية، هذا الفرع يعاني عدم وجود عداد مياه على الرغم من مطالبتهم أكثر من مرة بإدخال عداد لهم».