رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الميلاد والنشأة:آل فريد بن ناصر هم من آل يسلم بن دحة، وأشقاء يسلم هم: أبوبكر وعبدالله وسالم هؤلاء من قبيلة (آل علي) التي تضم آل عتيق وآل باراس وآل مدحجي وآل بافياض وآل إسحاق والمقادحة.

وهؤلاء جميعا يلتقون مع أبناء عمومتهم وهم (آل محمد) ومنهم الطواسل وآل أحمد السر وآل سليمان وتلتقي كل هذه القبائل في معن، ويلتقون مع إخوانهم: المحاجر وباكازم في العوالق (تاريخ قبائل العوالق وأثره في الإعلام المعاصر «اليمن» الجزء الأول- لمؤلفه د.علوي عمر بن فريد العولقي.

الشيخ صالح بن فريد بن محسن بن فريد بن ناصر العولقي من مواليد عام 1943م في الصعيد، حاضرة مشيخة العوالق العليا الواقعة بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي.

ومن هم أوديتها وادي يشبم، والمشيخة مرتفعة عن سطح البحر بنحو 3400 قدم وطقسها جاف معتدل صيفا، وشديد البرودة شتاء (هذه الجنوب أرضنا الطيبة: عبدالرحمن جرجرة)

ذكريات مدرستي السيلة والشرقية مع الأستاذين الرفاعي واليابلي:

تلقى الشخ صالح بن فريد العولقي كل مراحل دراسته في عدن بدءا بدراسته الابتدائية التي انتهت عام 1957م والمتوسطة التي انتهت عام 1960م والثانوية التي انتهت عام 1964م، وليس كما يزعم بعض السفهاء أن لاعلاقة له بعدن.

تلقى الشخ صالح دراسته الابتدائية في المدرسة الشرقية الابتدائية في الشيخ عثمان (بجوار مستشفى عفارة) وكان مدير المدرسة الفقيد حسن أبوبكر العولقي ويذكر الشيخ صالح أستاذه محمد أحمد يابلي، الذي لايذكر إلا ومعه عصاه، كما أكمل دراسته الابتدائية موزعة بين مدرسة السيلة الابتدائية بكريتر (المتحف الحربي حاليا) وكان مديرها آنذاك الأستاذ يوسف حسن السعيدي أطال الله عمره ومتعه بالصحة، ومن أساتذته الفقيد أحمد شريف الرفاعي، وكان للشيخ صالح عودة إلى ابتدائية الشيخ عثمان, تلقى الشيخ صالح بن فريد دراسته بعدئذ في متوسطة الشيخ عثمان وانتقل بعد اجتياز امتحانات النقل إلى كلية عدن aden college بالشيخ عثمان وكان من زملاء دراسته فاروق عوض علي صالح وعبداللطيف عفارة ثم غادر إلى بريطانيا للتحضير والجلوس لامتحانات شهادة الثقافة العامة gce في المستويين العادي والعالي o) and (a) levels) وعاد إلى أرض الوطن عام 1964م .

الشيخ صالح بين أمرين أحلاهما مر: الزواج أو الموت

أقل مايمكن أن يوصف به آل فريد بأنهم «بارزون» أو «لامعون» في تحصيلهم الدراسي أو حياتهم العملية، وكان الشيخ صالح طموحا في إنهاء دراسته الجامعية خاصة بعد أن حصد عددا من المواضيع في شهادة الثقافة العامة بمستوييها العادي والعالي من جامعة لندن عام 1964م واشترط والده الشيخ (فريد بن محسن) رحمه الله تلبية رغبته بأن يكمل نصف دينه أولا من قريبته ابنة القائد العربي الأول فضل عبدالله العولقي ثم الاتكال على الله بالسفر إلى بريطانيا، إلا أن الشيخ صالح كان يرى بأن الزواج سابق لأوانه، وأمام هذا الرأي أمسك الشيخ فريد برشاشه وخيره بين الزواج أو الرصاصات التي ستخترق رأسه.

احتفل الأقارب من آل فريد بحفل الزواج العائلي على قاعدة «زيتنا في دقيقنا» وقرر الشاب صالح بن فريد البقاء إلى جانب زوجته والتحق بخدمة «الحرس الوطني الاتحادي» federal national guard fng عام 1964م، وكان «معسكر شامبيون» champion line (معسكر النصر بخورمكسر حاليا) مقر قيادة القوة المذكورة وكانت خاضعة لوزارة الأمن الداخلي، وكان وزيرها آنذاك السلطان صالح بن حسين العوذلي، أطال الله عمره ومتعه بالصحة، أما قادة الحرس الوطني الاتحادي فقد كانوا: جيمس1 وجيمس 2 والعقيد فضل عبدالله القائد العربي الأول (أول من حصل على رتبة عقيد من العرب)

الشيخ صالح بن فريد أول من ينصب خيمة في معسكر العند

ابتعث الشيخ صالح بن فريد العولقي إلى بريطانيا في دورة تدريبية بالكلية العسكرية في أولدرشوت وذلك في العام 1965م وكانت عودته في أوائل عام 1966م إلى معسكر شامبيون، وعين أركان حرب نائب قائد الحرس الاتحادي العقيد بون.

كانت بريطانيا قد قررت انسحابها من اتحاد الجنوب العربي fedration of south arabia في مطلع العام 1968م وقررت حكومة الاتحاد ضم 4 كتائب تابعة للحرس الوطني الاتحادي fng إلى الجيش النظامي الاتحادي fra ليكون قوام الجيش الجديد، وكان لابد من تأهيل القوى الأمنية لتصبح قوة عسكرية من حيث الوظيفة والتدريب والتسليح فتم استقدام 35 ضابطا وصف ضباط من مختلف كتائب جيش الملكة أو حرس الملكة الخاص بقيادة النقيب بول كوردل CAPTAION PAUL DORLE

تم تكليف الشيخ صالح بن فريد مع زملاء آخرين منهم محمد عبدالله سالم بن فريد (ابن عم عبدالله صالح سبعة) وأحمد بن دحة للعمل تحت قيادة القائد البريطاني لاختيار المنطقة المناسبة لتدريب كتائب الحرس الاتحادي بواقع كتيبة واحدة لمدة شهرين ونصف.

أمام خيارات عدة تم استطلاعها جوا وبرا، تم اختيار منطقة العند لأنها تحمل التنوع في طبيعتها (أودية وصحراء وجبال عالية) ونصب الشيخ صالح بن فريد مع زملائه المذكورين أول خيمة في منطقة العند وتم إنشاء المعسكر من درجة الصفر.

الإجازة والخبر الصاعقة الذي أعاد الشيخ صالح إلى الوطن:

بعد إكمال تدريب الكتائب الأربع تم ضمها إلى جيش اتحاد الجنوب العربي وتم اختيار قوات رمزية من الكتائب الأربع للقيام بعرض عسكري كبير في منطقة راس عباس في ضواحي البريقة, بعد إنهاء تلك المهمة صدر قرار بتعيين النقيب صالح بن فريد العولقي أركان حرب الكتيبة التاسعة بقيادة المقدم عبدالله أحمد العتيقي رحمه الله التي تمركزت في منطقة الحبيلين.

في يوليو 1967م خرج النقيب صالح بن فريد العولقي في إجازة وغادر الحبيلين في طريقه إلى العوالق ومنها إلى بريطانيا، وفي يوم من أيام ذلك الشهر وبينما كان يستقبل القطار في رحلة العودة إلى مقر سكنه قرأ في صحيفة بريطانية عن سقوط المناطق في الجنوب فقرر قطع إجازته ليعود إلى أرض الوطن عبر بيروت.

حكمة ودهاء الشريف حسين في عون أسرة آل فريد

كان لحصول الشيخ محمد فريد العولقي، وزير الخارجية الاتحادي على قطعة أرض في عدن حكاية سيصعق لها من يقرأها هذه الأيام، حيث استغرب المندوب السامي البريطاني عندما علم من الشيخ محمد بأنه يسكن عمارة الكاف (العمارة الخضراء) بالمعلا وأنه حتى لايملك قطعة أرض ليبني عليها مسكنا، فأوصى بقوة منحه قطعة أرض وطال انتظاره لست سنوات، حيث حصل عليها عام 1967م ورغب في بناء مسكن له وكانت تحويشته تقل عن 300 ألف شلن فنصحه الشريف حسين بن أحمد الهبيلي وزير الداخلية الاتحادي بأن يصرف النظر عن البناء لأن بريطانيا قررت التخلص منهم وأن هذا المبلغ سينفعه للطريق وفي الاستقرار في أي بلد عربي مع أفراد أسرته.. وتحققت كل قراءة الشريف الذي كان الشيخ محمد فريد العولقي والعميد محمد علي باشراحيل يريانه بأنه كان في مستوى دهاء وحنكة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز, يفيد الشيخ صالح في شهادته للتاريخ: «مساكين سلاطين الجنوب.. لقد فضحهم الرحيل الأخير.. كان الشريف حسين أسعدهم حالا.. أما البقية فقد كانوا بائسين.. كان أبو طه موجودا في مطار جدة عند وصول السلطان فضل بن علي العبدلي وحاشيته الكبيرة.. أبو طه من الوهط لكنه غادرها في الأربعينات من القرن الماضي وكان يدير أعمال ولي العهد آنذاك خالد بن عبد العزيز، رحمه الله وكان أبو طه يملك سوبر ماركت كبير.. فأخذهم إلى أحد قصور الملك خالد المهجورة وأسكنهم هناك وكان ينفق عليهم من السوبر ماركت، لأن السلطات السعودية بدأت تلتفت إليهم بعد مرور ستة أشهر, أما أسرة آل فريد فلم يملك أفرادها إلا مبالغ ضئيلة لاتكاد تذكر (في الحد الأدنى ستة آلاف وفي حدها الأقصى عشرة آلاف شلن) ولولا لطف الله بأن سخر الشريف حسين لنصيحة النجل الأكبر للشيخ فريد بن محسن( الشيخ محمد فريد) بأن يحافظ على ماله لعاديات الزمن لكان الله وحده أعلم بما كان سيحدث لهم».

الشيخ صالح بن فريد يحمل رسالة إلى الشيخ زايد بن سلطان

في منتصف يونيو 1974م غادر الشيخ صالح بن فريد جدة في طريقه إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية حاملا معه رسالة من والده الشيخ فريد بن محسن وشقيقه الأكبر الشيخ محمد بن فريد الذي حمله رسالة إلى صديقه الشيخ أحمد خليفة السويري الذي رتب للمبعوث الفريدي موعدا صباح اليوم التالي من وصوله للقاء الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، الذي سأله عن حال الأسرة وحال الاتحاد الذي طبقت تجربته عندهم, اعتذر الشيخ صالح عن قبول وظيفة عسكرية وإنما يرغب في الإقامة لممارسة التجارة فمنحه الجنسية على الفور وطلب منه إشعار كل أفراد الأسرة بالقدوم إلى أبوظبي للاستقرار فيها، وأن يطلب من كنيدي تريفاسكس ومحمد فريد القدوم إلى أبوظبي للاستفادة من تجربتهما في العمل الاتحادي وتحقق للشيخ زايد ولآل فريد كل مايريدون.

الشيخ صالح بن فريد في زيارة للوطن بدعوة من فخامة الرئيس

يفيد الشيخ صالح بن فريد بأن فخامة رئيس الجمهورية وجه لهم الدعوة في العام 1991م بالعودة إلى أرض الوطن وكان الشيخ صالح ضمن من لبوا الدعوة فعاد إلى أرض الوطن في نفس العام المذكور واستأنس بقدومه أهله وناسه وقد أخذ، يحفظه الله، عن والده وشقيقه الأكبر محمد حب الخير والوساطات للم الشعث وإصلاح ذات البين وتقديم الخدمات الهامة والعامة مثل توفير الكهرباء في منطقته بمد الكابلات وإقامة الأعمدة الكهربائية لربط الكهرباء بين القرى ومركز تغذيتها التابع للدولة.

وفي أبريل 1997م تقدم الشيخ صالح بن فريد للانتخابات النيابية عن الدائرة 135 بالصعيد بمحافظة شبوة وأجمع الناس على انتخابه وجددوا ثقتهم فيه في الدورة الانتخابية التي تلتها ولايزال نائبا برلمانيا.

الشيخ صالح بن فريد العولقي رمز السلام الاجتماعي

للشيخ صالح فريد العولقي أياد بيضاء وبصمات بارزة أدخلته التاريخ كشخصية اجتماعية رسخت مكانتها بأعمال البر والإحسان وإصلاح ذات البين ورأب الصدع وكل هذا وذاك ينصب في السلام الاجتماعي، ومن تلك القضايا كانت قضية كود قرو بمديرية البريقة (محافظة عدن) والتي نعم أهاليه بالاستقرار فيه لعقود طويلة خلال فترة الحكم البريطاني لعدن والسلطة الوطنية التي جاءت إلى سدة الحكم بعد 30 نوفمبر 1967م وبعد انتصار الطرف الآخر في الوحدة على شريكه الجنوبي في حرب صيف 1994م شهدت المحافظات الجنوبية مخططا منظما رمى إلى ابتلاع الأرض والثروة وإقصاء الإنسان في الجنوب.

سبق وأن تعرض سكان كود قرو لعدوان آثم في عام 2000م واستشهد فيها الشيخ نبيل أحمد سالم قرو وجرح حسين عوض سالم بإصابات بالغة وصدر عن محكمة عدن الصغرى بإنزال عقوبة الإعدام قصاصا في حق الجاني علي عبدالله أحمد عائض بتاريخ 26 نوفمبر 2000م كما ورد في نص التحكيم الذي تولاه الشيخ صالح والذي وردت تفاصيله في العدد 5690

عند الصبيان ماجزاء الإحسان إلا العدوان

فوض الأمن المركزي (لأن الجاني أحد منتسبيه) العميد (اللواء حاليا) مهدي بن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية كطرف أول، فيما فوض أولياء دم المجني عليه الشيخ نبيل أحمد سالم قرو وأهالي قبيلة قرو كطرف ثان الشيخ صالح بن فريد بن محسن العولقي، عضو مجلس النواب محكما عنهم في القضيتين المنظورتين أمام الشيخ صالح نفسه، الذي أصدر حكمه في 18 شعبان 1422هـ الموافق 3 نوفمبر 2001م وألزم الطرف الأول بدفع 18 مليون ريال مقابل دية الشيخ نبيل قرو ومقابل مالحق بالقبيلة من أضرار مادية ومعنوية جراء الحملة العسكرية البربرية، كما ألزم الطرف الثاني قبيلة قرو بدفع مليوني ريال لقتلها فوزي علي حميد وإصابة آخرين بجروح بسيطة, لم تدفع الدولة من ذلك التاريخ 2001م إلا ستة ملايين ريال، والسؤال الجوهري: ماهو المبلغ الفعلي الذي تسلمه أولياء الدم وكم الذي دخل جيوب القطط السمينة؟ كم الذي دفعه هذا الشيخ الفاضل لأولياء الدم؟.. صباح الفاتح من أبريل 2009م قامت قوى البغي والعدوان (التي تتوارى عن الأنظار إذا دخل علينا أجنبي واحتل برنا أو بحرنا كما حدث مع القوات الارتيرية في جزيرة حنيش في نوفمبر 1995م) باعتداء وحشي على سكان كود وتجردت من كل القيم الأخلاقية واحتجزت نساء وأطفالا وشيوخا( راجع ذلك في «الأيام» الخميس 2 أبريل 2009م), أبدى الشيخ الفاضل المحكم صالح بن فريد العولقي لقوى البغي والعدوان في تصريح عبر «الأيام» الجمعة 3 ابريل 2009م طالب فيه بالكشف عن الأشباح الذين يتحكمون بمصائر المواطنين في المحافظات الجنوبية.

الشيخ صالح وفي صفه مقولة من العيارالثقيل في مواجهة عناصر من عيار الويفر

ثبت الله موقف الشيخ صالح بن فريد العولقي أن قيض له شخصية من العيار الثقيل وهو اللواء مهدي مقولة، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي أكد للجنة البرلمانية التي التقته بأن الاتفاقية قد تمت بكل تأكيد أمامه وموافقته مع الأستاد طه أحمد غانم (محافظ عدن الأسبق)

وأضاف مقولة: «لقد جلسنا عدة مرات والتزمنا بكل ما احتواه حكم بن فريد من حكم مادي ومعنوي وعلى الأرض والواقع، وأنا مستعد أخرج وأوضح لكم حول ما اتفقنا مع بن فريد على الطبيعة»، (لمزيد من التفاصيل راجع «الأيام» الخميس 9 أبريل 2009م).

جاءت شهادة وإفادة اللواء مقولة لترسيخ موقف وموقع الشيخ صالح بن فريد في مواجهة عناصر سلطوية من «عيار الويفر» في تخرصاتها (راجع «الأيام» السبت 3 أبريل 2009م) والتي وقعت في أخطاء جسيمة منها أنه ممثل الدائرة 142 بينما هو ممثل الدائرة 135 ووقعت في خطأ دستوري جسيم، حيث أشارت المادة 75 من الدستور، عضو مجلس النواب يمثل الشعب بكامله ويرعى المصلحة العامة ولايقيد نيابته قيد أو شرط.. ووقعت في أخطاء جسيمة أخرى دفعها الشيخ صالح (راجع «الأيام» الثلاثاء 7 أبريل 2009م) وتجلى موقف الشيخ صالح في مواجهة صبية السلطة عندما ظهر وكأنه «جل?ر في بلاد الأقزام».

مسك الختام في رمز السلام

الشيخ صالح بن فريد بن محسن العولقي بقدر ماهو رجل بر وإحسان فهو أيضا رجل أعمال واستثمار ومنها ماهو على أرض الواقع والمتمثل في مشروع «جنات عدن» وهو على 6 مراحل.

الشيخ صالح بن فريد العولقي متزوج لديه تسعة أولاد، الذكور منهم ثلاثة هم : حسين وزايد وفريد، ولديه أيضا 13 حفيدا.. (قولوا: ماشاء الله).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى