أطلقوا سراح أحمد عمر العبادي

> د. سمير عبد الرحمن الشميري:

> أنا مغتبط بالانضمام إلى صف الأقلام الشريفة التي تطالب بإطلاق سراح أحمد عمر العبادي من وراء القضبان ، فالتفكير بالعقلية الثأرية مدمر ومضر باللحمة الوطنية.

فلي ذراع أحمد عمر العبادي بروح استعلائية لكسر إرادته وإشعاره بالامتهان والضياع أمر غير مستساغ لا يمكن قبوله.

وأستطيع أن أجازف بالقول، إن «الأيام» ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل، ومدير تحريرها الأستاذ تمام باشراحيل، لن تخضع لابتزازات ظالمة وغير منطقية تقوم على العنف والطغيان والتهديدات المبطنة والصريحة .

ففي الوقت الذي أحيي فيه بسالة الأخ أحمد عمر العبادي وصموده ، يستبد بي السؤال :

إلى متى سيظل أحمد عمر العبادي في السجن؟ متى سيستنشق الهواء النقي؟ ومتى ستحتضنه المدينة الأنيسة عدن ؟ ومتى ستطأ قدم هذا الرجل النبيل منطقة العريش؟ ومتى سيشاهد أولاده وجيرانه وأصدقاءه؟.

إننا متعطشون للعدالة ، فأنا أحب الدولة العادلة وأكره العسف والعصابات التي لا يردعها قانون ولا دين ولا أخلاق ولقد قال ابن تيمية (إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة) .

أنا لا أطلب شيئاً خارج القانون ولا أطلب شيئاً خارج أسوار العدالة ، فمن العدالة بمكان إطلاق سراح الأخ أحمد عمر العبادي الذي يموت ويحيا كل يوم . يموت كمداً من الظلم الذي لحق به ، ويحيا ويتجدد بصبره وشجاعته وإرادته القوية التي لم تنكسر في معاركه الماجدة في جنوب لبنان ولا في كل البقاع التي دافع فيها عن العدل والإنصاف وحرية الإنسان .

فالدولة مسؤولة عن استتباب الأمن والاستقرار ونشر الوئام الاجتماعي ورفع الظلم عن المظلومين أو كما يقول أحد المفكرين : (الغاية من تأسيس الدولة ليست تحويل الموجودات العاقلة إلى حيوانات أو آلات صماء ، بل أن المقصود منها هو إتاحة الفرصة لأبدانهم وأذهانهم كيما تقوم بوظائفها كاملة في آن تام ، بحيث يتسنى لهم أن يستخدموا عقولهم استخداماً حراً دون إشهار لأسلحة الحقد أو الغضب أو الخداع وبحيث يتعاملون معاً دون ظلم أو إجحاف ، فالحرية إذن هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة) .

إننا نطالب بمنح الحرية لأحمد عمر العبادي ، نطالب بإطلاق سراحه من السجن ، وفي الوقت عينه نطالب الجماعات القبلية في بني ضبيان بإطلاق سراح الهولنديين المختطفين مستر جان هوخندورن وزوجته هلينا ، لأن بقائهما رهن الاختطاف وصمة عار في جبين الأمة وإهانة لسلطات الدولة التي تستقوي على الضعفاء وتستكين للأقوياء أصحاب الشوكة والكرباج .

فليس من الأعراف القبلية الحميدة اختطاف السياح والأجانب والعزل وإرهاب الآمنين وتهشيم صورة الإنسان في بلادنا بتصرفات نزقة وبأخلاق خشنة وجاهلة (فالجهل يعمي أبصارنا ويضللنا ، أيها البشر الفانون ، افتحوا أعينكم) «ليناردوا دافنشي» .

فالظلم والفقر وترهل الهيئات النظامية وعدم تطبيق نواميس العدالة والكيل بمكيالين من المسببات الكثيرة لظاهرة الاختطاف . إن القتل والتقطع والاختطاف أمور لا يقرها العقلاء وأخيار الناس لأنها توقع الضرر بالمجتمع وتشعل نيران الفتنة وتحرض الناس على الفوضى التي قال عنها عبد الرحمن ابن خلدون «إنها مفسدة للعمران» ومساس خطير بالاستقامة ومكارم الأخلاق .

إننا نطالب بعدالة القانون وبالحق (فالحق هو المحبة والمحبة هي وحدها السلاح الذي لا يقوى عليه أي سلاح) «غاندي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى