كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> أزمة البلاد العربية غياب الديمقراطية .. ومن المؤكد أن المآسي والمحن والمصائب والكوارث التي عانت منها الشعوب العربية كانت بسبب غياب الديمقراطية.

> بالديمقراطية يكون الحاكم مسئولاً للشعب عن كل شيء .. الذي قاله وفعله .. والذي يقوله ويفعله اليوم وغداً .. ثم لا يستطيع الحاكم أن يرتفع أو يبتعد عن الناس ويتعالى عليهم .. ولايكون مشغولاً بما يقال له عن حكمته وذكائه وعبقريته في الحكم والسياسة .

> بالديمقراطية لن يضرب الحاكم الشعب بالعصا والحديد والنار والعار .. ولن يكون طاغية وقاتلاً للآلاف من أبناء وطنه بلا قضية ..ولن تعم الفوضى والإرهاب والخوف والاستبداد ..ولا سوء التقدير ولا سوء التصرف .

> بالديمقراطية تتعايش الشعوب .. ويسود الحب والتآخي والعطف بين الناس .. فلا يتقاتلون ولايتناحرون ولا يتحاربون .. وتكون الشعوب آمنة ومطمئنة إلى أن القانون لن يطبق على الضعفاء والفقراء والمساكين .. وأن الجميع يستمتع بالحرية والعدالة .. حرية الفكر .. وحرية القول .. والرأي والرأي الآخر .. وحرية الاجتماع.. وحرية العمل .

> وفي ظل الديمقراطية والحرية وسيادة القانون.. لابد أن يكون الشعب مصدر السلطات .. فلا ينفرد الحاكم بالسلطة .. ولا يتخذ القرار وحده.. ولا يدخل الأبرياء السجون .. ولا تمتهن كرامة الناس .. ولا يداس على كبريائهم .. ولا يحكم عليهم بالـتقارير السرية .. وسينتهي الذل والهوان.

> وليس من المعقول أن يلغي أحد ذاته ويغلق عقله على عبادة الفرد.. ثم يتوهم فيه أشياء أكثر مما يتصور بعض الذين لايزالون يعيشون في الأوهام .. فلا أحد يستطيع أن يحاسبه ..ولا يقدر أن يقول له هذا خطأ حتى لا يركب رأسه ويرتكب حماقات أكبر في حق بلاده وشعبه .. ولا يشعر أنه الواحد الأوحد.. ويتباهى على الشعب .. بأنه الذي له الكثير.. وكأنه لا يدري أن الذي عليه أكثر .

> وبسبب غياب الديمقراطية ..لا أحد يتساءل كيف يصدر هذا الشر بهذا العنف عن هذا الحاكم .. ولذلك يحاول أن يهرب من مواجهة كل المواقف المؤلمة ..فلا يستطيع أن يفعل شيئاً مهما حاول الحاكم أن يهوّن عليه هذه المواقف .

> ولابد أن كثيراً من العادات نحن الذين نضعها .. ثم يحتضنها الحاكم ويرعاها وينميها فينا .. نعلم الطفل أن يكذب ..ثم نشجع الكبير ألا يكون صريحاً وندفعه إلى اللف والدوران.. فإذا بالناس لا يريدون الصدق ولا يحبون الصراحة .. ويكون الحاكم في غاية الامتنان والتقدير .

> وأنت لا تصدق إذا قالوا لك «إن الناس على دين ملوكهم».. ليس بالضرورة أن يكونوا .. ولكن يمكنك أن تصدق إذا قالوا لك «إذا كان الوجع في الرأس من فين تجي العافية» كلام معقول ومقبول ..فالرأس المريض الذي تراكمت فيه الأوجاع ..لا يقدم ولا يؤخر .. وربما يرتكب صاحبه حماقة أكبر ويحطم كل شيء فوقه وعلى الآخرين .. ومن المؤكد أن يحصل ذلك في أي مكان .. وقد حصل.. بسبب غياب الدواء الشافي الذي يطرد من الرأس الأوجاع والآلام .. هذا الدواء هو المعارضة التي تختفي وتموت باختناق الديمقراطية .

> وإذا كانت الشعوب العربية تشكو من إصابتها بالصمم الديمقراطي .. فلابد أنها أصبحت اليوم تشكو من انتشار الصمم الغذائي .. فلا غذاء بدون عمل .. ولا عمل مع انتشار البطالة المتعمدة وإقصاء وطرد العمال من أعمالهم بدون مبرر قانوني أو إنساني .

> أعظم النكبات التي تنزل بالشعوب تكون بسبب غياب الديمقراطية!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى