«الأيام» تسلط الضوء على معاناة حي الشهيد عبدالقوي الداخلي بالشيخ عثمان محافظة عدن:خدمات أساسية وضرورية معدومة فهل من مجيب؟

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
أسلاك مكشوفة تنذر بكارثة
أسلاك مكشوفة تنذر بكارثة
حي الشهيد عبدالقوي الداخلي أحد الأحياء الواقعة في ضواحي مدينة الشيخ عثمان محافظة عدن.. غالبية سكانه من ذوي الدخل المحدود ويعيشون في فقر مدقع.

هذا الحي بحاجة ماسة إلى اهتمام من قيادة المحافظة والسلطة المحلية، وهو يفتقد إلى الكثير من الخدمات الأساسية والضرورية مثل خدمة الصرف الصحي والسفلتة والإنارة وضعف قوة ضخ المياه وضعف التيار الكهربائي في بعض المنازل «البراقات» وهبوط وتدلي خطوط أسلاك الكهرباء وانتشار البيارات الراشحة وكذا الأغنام..

كل هذا كان محور حديثنا المتبادل مع سكان الحي ووضعنا همزة الوصل بأنفسنا وكتبنا عما رأيناه ولمسناه في هذه السطور.

خطوط الكهرباء متدنية وأسلاك مكشوفة وخدمات ناقصة

في بداية تحقيقنا الصحفي التقينا بالمواطن: أحمد نصر حسن، وقال لنا: «يا أخي الكهرباء هي إحدى الخدمات الضرورية في البلاد، وأصبحت في عصرنا الراهن عامل لا يمكن الاستغناء عنه، ومؤسسة الكهرباء في بلادنا أصبحت لا تبحث إلا عن الفواتير والقطع على الناس الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة». وأضاف: «أما من ناحية مهامها الأساسية الخدماتية فهي مقصرة في ذلك، والواقع خير شاهد على ذلك، ونحن في منطقة حي الشهيد عبدالقوي إحدى مناطق الشيخ عثمان.. أصبحنا نعاني من كثرة الانقطاعات شبه اليومية.. أما من جانب الأسلاك الخراجية المربوطة بالأعمدة الخشبية فهي منخفضة ولا تستطيع أي شاحنة المرور من تحت هذه الأسلاك إذا كانت الشاحنة محملة .. وخطوط أسلاك الكهرباء بعضها مكشوفة والبعض الآخر في حالة يرثى لها عند مشاهدتها، و خدمتها قد تجاوزت الخدمة الافتراضية، وكل ما تقدم يا أخي يدل على أن هناك تقصير وعدم اهتمام بهذا الجانب الحيوي العام المرتبط بحياة الناس اليومية».

حتى الأغنام تقاسم الأهالي معيشتهم
حتى الأغنام تقاسم الأهالي معيشتهم
ويضيف: «كما أن هناك خطورة على المواطنين من هذه الأسلاك إذا حدث أي طارئ - لاسمح الله - وعبر صحيفة «الأيام» ننبه مؤسسة الكهرباء لتفادي أي كوارث من هذه الخطوط والأسلاك الكهربائية ونرجو الإسراع في معالجة هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن».

أسلاك تيار الكهرباء مثل شبكة العنكبوت، ولا نرى الماء إلاعند طلوع الفجر، وعند مروري في أزقة حي عبدالقوي التقيت الأخ كمال حسن علي، الذي وصف لنا وضع معاناة الأهالي في هذا الحي قائلا: «كما تشاهد معي وترى بأم عينيك هذه الأسلاك والأعمدة التي لا نرى النور فيها مضاءًَ إلا عند قرب الانتخابات بشكل عام، وعدم صيانة أسلاك الكهرباء ما فيها من الألعاب الورقية وتدخل الأسلاك مع بعضها وكأنك ترى شبكة العنكبوت ضخم.. وأما ضعف تيار الكهرباء عندنا فالمحطة التحويلية التي تم تركيبها من فترة طويلة ذات قدره «10.000kw» والتي تغذي المربع (3) والكيبل الممتد لايغطي الأحمال المطلوبة لجميع المساكن مما يسبب ضعف وانقطاع في التوصيلات الكهربائية أو تلف المصهرات مما يسبب تلف لأجهزتنا الكهربائية التي لا يقوى المواطن على شرائها، فالظروف صعبة جدا لنا نحن الأهالي».

وأضاف: « ومن معاناة هذا الحي المحروم من بعض الخدمات هناك ضعف في شبكة المياه وعدم قوة ضخ الماء إلى منازل المواطنين لدرجة أننا لا نرى الماء إلا عند طلوع الفجر، وبشكل ضعيف ومتقطع.. فهل يعقل أن نصبر على هذا الحال ونحن نرى المناطق المجاورة لنا فيها من الخدمات.. فيشق لها الطرقات وتعبد بالأسفلت وتضيء بالإنارة وفيها وحدات صحية وبعضها مناطق غير مأهولة بالسكان»، مضيفا: «وأما عن جانب النظافة فقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن عملية النظافة تشكل حالة جيدة مما كانت عليه في السابق، ولكن نطالب بإضافة البراميل الخاصة بالنفايات العامة كون القديمة متهالكة ولا تستخدم للنفايات.. فنرجو من الأخ المحافظ النظر إلينا وتلمس معاناتنا و أملنا في الله ثم فيه كبير بتدارك الوضع المتردي».

شبكة من خيوط العنكبوت
شبكة من خيوط العنكبوت
رمي القمامة داخل الأحياء وانتشار الأغنام..خطورة الأسلاك وضعف الماء هم يؤرقنا

والتقينا بالمواطن: محمد أحمد عبدالله حاضر فقال: «أكثر ما يعانيه هذا الحي هو رمي القمامة داخل الأحياء وأمام المنازل، وهذه مشكلة المواطنين، فهم لا يكلفون أنفسهم عناء التخلص منها في الأماكن المخصصة لذلك، وكذا انتشار الأغنام التي باتت منتشرة بشكل فظيع وكأننا في منطقة ريفية.. وهمنا أيضا هو أسلاك التيار الكهربائي فنحن نعيش في براقات وكل براق مكون من خمسة أو ستة منازل وتصور أن أسلاك المنازل الأخرى كلها تمر وسط منزلي وبعضها مكشوف وتنذر بخطورة لا تحمد عقباها.. وضعف ضخ المياه هم يؤرق الأهالي ونحن قادمون على فصل الصيف فيا ترى كيف سيكون وضعنا!».

وأثناء جولتنا وعندما هممنا بتصوير أحد السيارات الراشحة بجوار أحد المنازل خرجت إحدى النساء من منزلها وهي تصرخ أنت صحفي فأجبتها: نعم: حتى بدت لي أنها في حالة تشنج جراء ما لحقها من ضرر من مياه المجاري الطافحة بجوار منزلها التي بدأت تأكل الأساس و(البردين).

وعندما دنت مني قالت:«يا أخي نحن نعاني طفحا في المجاري، فقد وصلت مياه المجاري إلى داخل منزلنا ونحن أسرة ذات دخل محدود، فمن أين لنا المال حتى نقوم بإصلاح الجدار الذي أفسدته مياه المجاري؟، ومن أين لنا المال لربط مجاري المنزل بالشبكة الرئيسية الموجودة.. فنحن أناس فقراء؟».

انتشار القمامة خلف المنازل
انتشار القمامة خلف المنازل
حي عبدالقوي بحاجة إلى توفير الخدمات

أما المواطن: محمد سعيد اللحجي، فيقول: «حي عبدالقوي بحاجة ماسة إلى توفير خدمات من مركز صحي وقوة ضخ المياه، ومعالجة مشكلة الصرف الصحي أسوة ببقية مناطق المحافظة، بالإضافة إلى سفلتة الطرقات الترابية وغير المعبدة بالأسفلت، ونتمنى أن يدرج هذا الحي المغلوب على أمره في خطط المحافظة وإعطاء مشاريع تلبي احتياجاته وتشغيل شبابه الذين تنتشر البطالة بين أوساطهم».

وفي نهاية التحقيق الصحفي التقينا الأخ بدر حسين نشطان، عضو المجلس المحلي ممثل دائرة الشهيد حي عبدالقوي ورئيس فرع المؤتمر وطرحنا عليه سائر أوضاع المنطقة، فأجاب:«بالنسبة لشبكة الكهرباء فقد طرحنا هذه المعاناة على مسؤول التوزيع بالمنطقة الثانية الأخ المهندس توفيق غانم بصيانة الخطوط وشد التيارات الكهربائية المتدنية، ولكن كل هذا الكلام بات وعود في وعود ولم ينفذ بعد»، وقال: «أما مشكلة المياه فهي مشكلة تحتاج إلى حلول، فالمياه في هذا الحي وغيره من الأحياء يضعف فيه ضخ المياه وبعض الأوقات ينقطع الماء وخاصة في وقت الظهيرة، وكذا وقت العصر.. وقبل حوالي شهر قال مدير مياه محافظة عدن سنقوم بتغيير شبكة الشيخ عثمان القديمة بشبكة جديدة».

وأضاف: «لا نملك في حينا هذا خزانات للمياه كون الأهالي يعيشون في فقر مدقع وذوو دخل محدود»، ويضيف: «وعن المجاري والحفر الراشحة قمنا بعدة تقارير وتوفقنا فيها بعد عناء طويل ونشكر مدير عام مديرية الشيخ عثمان الأخ أحمد ناصر الشيري والمهندس نيازي والمهندس محمد باخبيرة بالاهتمام بنا وصرف البينات للمجاري الرئيسية وما ينقصنا إلا توفير حفار بوكلين وهو الذي أعاق المشروع للتنفيذ.

ونرجو من الجهات المعنية البت والتعاون في القضاء على معاناة أهالي المنطقة، وأما سفلتة الشوارع الترابية غير المسفلتة فحي عبدالقوي ضمن خطة سفلتة شوارع غير المعبدة بالإسفلت، وفي جانب النظافة فعمال النظافة ليسوا مقصرين، ويعملون بكل جهد، ولكن اللوم يعود على المواطنين الذين لا يكلفون أنفسهم رمي القمامة والمخلفات في أماكنها، ولكن يرمونها بجانب جدران المنازل، وعبر «الأيام» أنصح المواطنين في كل الأحياء أن يضعوا القمامة في المقالب والأماكن الخاصة بها ولا يرمونها بجوار الجدران».

بيارات مكشوفة تنشر البعوض
بيارات مكشوفة تنشر البعوض
مقتطفات وآخر اللقطات

الكثير من المناظر الموجعة تشاهدها في حي عبدالقوي الداخلي من (طفح مياه المجاري، البيارات الراشحة الشعوائية، وممرات خلفية تنتشر منها روائح كريهة، أطفال لم يجدوا مكانا للعب إلا على القمامة أو بالقرب منها.. والأغنام تقاسم البشر معيشتهم وتنتصب زرائبها في كل مدخل ومخرج.

وشباب عاطلون عن العمل يحملون شهادات ثانوية، وآخرون يحملون شهادات جامعية قد مر على تخرجهم الخمس والسبع سنوات، طرقوا جميع الأبواب، حتى (الكتيبات) في الجيش أو الشرطة، لكن دون فائدة.. تراه على شكل مجموعات، البعض منهم يمضغ القات،والبعض الآخر يتسكع في الشوارع لقضاء أوقات الفراغ.. صحيفة «الأيام» برصدها هذا التحقيق إنما تقدم صورة واضحة لتدارك أوضاع حي الشهيد عبدالقوي الداخلي، والمبادرة من قبل الجهات ذات الاختصاص لوضع الحلول العملية المناسبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى