أنديتنا الأهلية ووهم الاحتراف!!

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> بين تعميم الاتحاد اليمني العام لكرة القدم الذي يطالب أندية الدرجتين الأولى والثانية بحزمة شروط لا تقدر عليها وبين البقرة التي باعها أحد لاعبي حسان أبين من أجل تأمين مصاريف مباراة حسان أمام صقر تعز.

تعيش الكرة اليمنية في مفارقات عجيبة وغريبة، لم نسمع بها ولا حتى في دولة مثل ميانمار وهو ما يثير لدى الغير حالة من الفضول والدهشة لحال أنديتنا وكرتنا اليمنية التعيس ، فيما يثير عند أصحاب الداخل حالة من الاستغراب والعبط في الإصرار على المطالب الجديدة، التي احتواها تعميم الاتحاد العام لكرة القدم الموجه لأندية الأولى والثانية على ضوء مطالب وشروط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي أراه يعيش على(وهم) من الأمل في أن الأندية في آسيا قادرة في يوم ما أن تناطح مثيلاتها في دول أوروبا لأن بعضها بل جلها لن تنطبق عليها أدنى شروط الاحتراف ولو بعد مئة سنة.

قد لا يتحمل ابن همام وفرقته التي تخوض هذه الأيام حرباً ساخنة من أجل كرسي المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم كل الملامة في المضي وراء وهم الاحتراف أو دوري المحترفين، بقدر ما يكون اللوم والعتاب يقع في المقام الأول على الاتحادات الأهلية التي تأخذ الأوامر من ابن همام وكتيبته على طريقة(كله تمام)،وتوهمه بأن لديها أندية قادرة على تلبية شروط دوري المحترفين الآسيوي ومن ضمنها بلادنا، وتلك بلادة وكذبة كبيرة لا ندري لمصلحة من يتم تسويقها، ولأجل ماذا يتم تصدير الكذبة وإيصالها لابن همام، الذي يعرف تفاصيل ومفاصل الكرة اليمنية ومثيلاتها في الدول الأخرى ، والتي حالتها تصعب على المسكين والتي يتم نقلها إليه عبر تقارير مندوبيه، الذين يأتون لبلادنا أو بلاد الغير في مهام عمل،آخرها تقرير مراقب الاتحاد الآسيوي لمباراة التلال والبسيتين البحريني ، الذي كشف مستور احترافنا وعدد مساوئ ملعب 22 مايو الدولي بعدن الذي يفتقد لأبسط الشروط الدولية، والذي تم شطبه من أجندة الاتحاد الآسيوي، لعدم توفر الأسس والمعايير المطلوبة، فما بالك بالأندية التي لا تملك ملاعب أصلاً باستثناء ثلاثة أو أربعة أندية، التي بالكاد تمتلك هذه الملاعب، والتي هي أشبه بملاعب التدريب لا أقل ولا أكثر.

بالله عليكم كيف يمكننا أن نسوق مثل هذه التعاميم على أنديتنا ونحن سادة العارفين ببواطن الأمور وظواهرها وحالتها التعيسة، والتي لا تقدر على تأمين مصاريف مباراة ما، كما في حادثة حسان وهو أحد أندية النخبة، حينما اضطر أحد لاعبيه لأن يبيع البقرة التي يمتلكها من حر ماله في سبيل إيجاد مصاريف لناديه للعب في الدوري المحلي، وهي حالة كشفت وبجلاء مدى حالة الفقر المدقع الذي تعيشه أنديتنا، والذي من خلاله يستحيل أن تتوفر فيها الشروط المطلوبة كما يريدها ابن همام واتحاده الأصفر.

كان الأحرى بنا قبل إصدار مثل هذه التعاميم أن نعمل أولاً على تأهيل أنديتنا بالصورة المطلوبة من خلال إيجاد موارد ثابتة لها وبناء المقرات النموذجية وإيجاد الملاعب الخاصة بها.

وقبل ذلك تأهيل كادرها وطاقمها الإداري بدلاً من السباق على إرسال المعلومات الخاطئة للاتحاد الآسيوي التي تقول أن عندنا أندية تلبي شروط الاحتراف، ونحن نعلم علم اليقين أن ذلك الكلام غير صحيح، وأن أنديتنا لازالت وستظل (هاوية) وغير قادرة على مجاراة الآخرين لأسباب ومسببات الكل يعرفها، وبالتالي فإنه من غير المقبول أن نسير وراء (وهم الاحتراف) الذي لازال بيننا وبينه آلاف الأميال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى