هرم العنوسة .. قمته مواصفات العريس وقاعدته احتكار الآباء للبنات وتدهور الاقتصاد

> «الأيام» عبدالملك الشراعي - وئام أبوالغيث:

> تبدأ الحكاية عندما تطرح الفتيات مواصفات لعريسها قد تبدو خيالية وقد تكون واقعية من منظار عائلتها فواحدة تريد موظف يعمل لدى الدول لتامين مستقبل الاولاد واخرى تريد ذاك الوسيم الشبية بالفنان فلان أو الممثل فلان اولربما بوالدةا الذي تراه قدوة حسنة ومثال الزوج الرائع وفق المعاملة مع والدتها واخوتها !!!

وأن اصبحت الفتاة قنوع بما يكتب الله لها فان اجتياز هذا الحاجز إلى اتمام الزواج امر ليس بالسهل حيث يغالي الكثير من اولياء الامور بطلب مهور تفوق وقدرة الشاب المتقدم وان توافقت وجهات النظر وقبل الاب بتزويج ابنته تاتي شروط الامهات التي تقصم ظهر العريس .

«الأيام» تطرح الموضوع على النساء ليتحدثن عن طموحاتهن وشروطهن والصعاب التي ادت إلى العنوسة في المجتمع اليمني:

هو النصيب ...ولا أعترف بالعنوسة

تقول ممثلة المرأة في حزب البعث الاشتراكي الأخت هدى عبدالله سلطان «28» سنة «لا أعترف بشيء اسمه العنوسة فأنا أرى أن الزواج مرتبط بالنصيب، ففي حياتي أنا لا وجود لهذا المطلح»، واعتبرت أن تأخر بالزواج بسبب التدهور الاقتصادي في اليمن.

لازوج مناسب

صباح عبدالمجيد عبدالله «33»عاما ترى أن الدخول في العقد الرابع يعني الدخول بالعنوسة وصباح متزوجة لكنها ترى المشكلة في وجود زوج مناسب، حيث تنحصر الزواجات بين الأقارب وفق الأعراف الأسرية التي لاتقضي على خيارات اخرى.

ويصبح الرفض سبب في البقاء دون زواج، كما ترى أن غياب فرص العمل وظروف الحياة الصعبة تقف كأحد المعوقات في طرق الأبواب لطلب الزواج وترى أن الحل هو تبني مشاريع الزواج الجماعي والقروض الميسرة وإيجاد فرص العمل وخلق وعي اجتماعي لدى الأسرة.

الآباء يحتكرون بناتهم

وإذا كانت الفتاة تؤمن بالنصيب وتنتظر الخطيب هل يعد تقدمه للخطبة سببا في إتمام الزواج؟!.

الشيخ علي القاضي أمين عام فرع جامعة الإيمان بتعز يقول عن أسباب العنوسة: «بعض العادات الوافدة التي تمنع زواج الصغرى مع وجود الكبرى، طمع بعض الآباء في مرتبات بناتهم الموظفات، فيمنع زواجها ليستولي على معاشها وإن كان الثمن مستقبلها، وحب الإرث والممتلكات فيطمع الأب بكل أملاكه ولا يرغب في خروجها لأجنبي.

وعدم فهم الحكم الشرعي في إباحة التعدد، كما تعمل المسلاسلات على ترسيخ فكرة رفض التعدد وهناك أسباب أخرى مثل غلاء المهور وتكاليف العرس وشيوع الترف وحب الجديد وغيره من الأمور التي تعسر وتجعل اليسر والستر والعفاف غير ممكن ».

ماذا عن منظمات المجتمع المدني؟

المحامي توفيق عبدالله الشعيبي رئيس مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني يقول: «يمكن للمنظمات أن تلعب دورا في معالجة هذه الأسباب عن طريق الندوات النقاشية والتوعوية بمخاطر المشكلة وأثرها على المجتمع واقتراح حلول ممكنة لمعالجتها».

ويضيف: «السبب الاقتصاد هو جذر المشكلة الرئيسي فتدهور الاقتصاد يترتب عليه انخفاض في دخل الفرد وعدم القدرة على الوفاء بالمتطلبات الأساسية لتكوين أسرة مما يؤدي إلى العزوف عن فكرة الزواج»، وقال: «كما أن تدني مستوى الوعي لدى البعض يفاقم المشكلة غلاء المهور ».

وإذا عزف الشباب عن فكرة الزواج ماالذي سيحدث حينها؟!».

الدكتور منذر أحمد سيف رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة تعزيقول : «مفهوم العنوسة يتفاوت من مجتمع لآخر وأصبح الغلاء مؤثرا على الزواج ومؤدي إلى العنوسة بين الشباب والشابات على حد سواء وإن كانت الآناث أكثر تضررا ».

ويضيف: «ومن الضروري أن نميز بين عنوسة الماضي عن الحاضر فهذه الظاهرة كانت ذات أبعاد ثقافية واجتماعية ألقت بظلالها على فئة الرجال تجاه الإناث وهن على الأغلب طالبات في الجامعة أو عاملات فلم يكن الإقبال على الزواج بهن مقبولا، أما اليوم فأصبح الإقبال أكثر عليهن في ظل تدني مستوى الدخل المعيشي وتراجع الحالة الاقتصادية على مستوى الفرد والمجتمع».

وعن سن الزواج قال :«يعد الزواج في بعض المجتمعات من الجامعيات زواج مبكر في حين ننظر إليه في مجتمعنا متأخر فليس هناك اتفاق على سن محدد للعنوسة، ولكن هناك تفضيل للسن المناسب وهولايتجاوز الثلاثين عاما بالنسبة للمرأة كحد أقصى لمايرتبط من مفاهيم الخصوبة مثلا والنضج العقلي والجسدي والقدرة على تحمل تبعات العلاقة أو النظام الاجتماعي المتمثل بالزواج».أما الأخت سعاد محمد سعيد العريقي- رئيسة قسم سكرتارية الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بديوان عام المحافظة.

أوضحت قائلة: «بدخولنا حقبة اجتماعية وثقافية واقتصادية جديدة وتعثرنا بمصطلحات غائمة كالعنوسة والعولمة وانفتاحنا على الآخر عبر تقنيات الاتصال المختلفة. فقد أصبح للشباب صورة مختلفة عن الفتاة التي يريدون الارتباط بها فهناك من يرفض الزوج من المرأة المتعلقة، وبالذات الجامعية وأيضا المرأة العاملة لأنه يعتقد بأنها لن تستطيع الحفاظ عليه وعلى أسرته مستقبلا، وهناك من يفكر عكس ذلك فهو يفضل المرأة المتعلقة والعاملة، وهذا الأمر عنده لايشكل عائقا للزواج.

والجدير ذكره أن العنوسة تعد إحدى المشاكل الاجتماعية والتي كان اليمن منذ فترة قريبة لا تعاني منها بينما أصبحت اليوم مشكل ملفتة للنظر وهي بتزايد مستمر، حيث أن الاحصائيات تشير إلى أن نسبة العنوسة في اليمن وصلت إلى 30 % تقريبا وقد تزداد هذه النسبة في السنوات القادمة.

العنوسة وفوات قطار الزواج.. حديث بين القدر وأسباب من نسج البشر

المستقبل قد يبدو مظلما وتارة رمادي اللون.. ولكنه تحد صعب على الفتيات في اليمن

وهناك عدة عوامل لرفع هذه النسبة ومن هذه العوامل: اجتماعية اقتصادية ثقافية وغلاء المهور والتفاخر إلخ.

أما خطر هذه الظاهرة على المجتمع فهي فعلا خطيرة لأن الكثير من الشباب من كلا الجنسين قد ينحرف بسبب الفراغ، فالفراغ قاتل للفكر والعقل فالإنسان بطبعه يحبذ الحركة والعمل وتحمل المسؤولية.

وهناك ظاهرة على مجتمعنا انتشرت بين الشباب اليوم وهي تعاطي المخدرات والقات، وعند سؤال الشباب عن اسباب ذلك. يكون الرد دائما وبكل بساطة بأن هذا نوع من الهروب من الواقع والمنغصات وأن العمر يمضي وهو لم يستطع أن يكمل نصف دينه لذا يلجأ إلى تعاطي مثل هذه المحظورات وذلك لإشباع رغباته المكبوتة.

ونحن لا نستطيع تعميم هذه الظاهرة على كل الشباب، فهناك شباب مستقيم يعرف حقوقه وواجباته، لذا يتوجب على كل المعنيين ووسائل الإعلام بأنواعها القيام بحملات توعية للشباب أولياء الأمور بمخاطر هذه الظاهرة والعمل على إزالة كل المعوقات التي تحول دون تمكن الشباب من الزواج مثل تخفيض المهور وتقنين نفقات الزواج، وإتاحة فرص العمل للشباب».

من جانبها اعتبرت المحامية عفاف بجاش - عازبة 23 عاما الزواج بمواصفات واستطردت بالقول: «إن بحث المرأة عن معايير ومواصفات في شريك الحياة يعد واحدا من أهم أسباب العنوسة. كما أن عدم وجود الشخص المناسب الذي يتحمل أعباء الحياة الزوجية ويقدره.

بالإضافة إلى رفض الأهل باختبار ابنتهم للزوج الذي تراه مناسبا، كما أن هناك أسباب تعود إلى الشخص ذاته أو الأهل واحيانا إلى المجتمع المحيط (فالرجال ليس لهم أمان)» داعية إلى ضرورة اختيار شريك الحياة.

وسائل الإعلام صنعت في مخيلتها

(عريس بمواصفات)

القاضي إبراهيم صالح مثنى - محكمة غرب تعز (الأحوال الشخصية) سألته «الأيام» عن دور القضاء في محاربة العنوسة، أجاب قائلا: «أولا الدور التشريعي وذلك من خلال سن القوانين التي تمنع الشبب الرئيسي للعنوسة وهو عضل الأولياء (تمنعهم عن إجراء عقد النكاح للرجل الكفء) فقد كان دور الشريعة في معالجة هذه القضية أن جعل الولاية تنقل إلى القاضي لإجراء عقد النكاح بدلا عن الولي العضل».

ومن ضمن الأسباب هناك سبب ثان وهو زيادة المهور وجعل أولياء المرأة سلعة للتكسب المادي والتغاضي عن راحة وسعادة ابنتهم بتزويجها بالرجل الكفء الصالح وإن كان قليل المال لذلك بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم(إن أكثر النساء بركة أيسرهن مهرا).

وقد يكون التفاخر دور في تغالي المهور والتباهي في إقامة الحفلات حتى لا يستطيع مسايرتهم قليلو الدخل السبب الثالث أن المرأة في العصر الحديث نظرا لتأثير الإعلام بوسائل المختلفة فإنها تصطنع في مخيلتها أحلامها بعريس ذي مواصفات ومعايير مثالية تنتقيها من الأفلام وغيرها ونسبة حصولها على ذلك ضئيلة يترتب على ذلك مرور قطار الزواج عليها».

من خلال معايشتكم للقضايا الشخصية هل يمكن أن تحدد لنا العنوسة وما تعليقك؟ أجاب قائلا: «سن مجلس النواب تشريعات يقضي بمنع عقد النكاح للفتاة قبل (17) عاما، بالنسبة لسن تشريع يحدد سن الزواج نؤيد ذلك.

وذلك كون المرأة في هذا السن تكون مؤهلة عقليا وجسمانيا لأن تتحمل أعباء الزواج والحمل والولادة والواقع أن أكثر مرتادي المحاكم بالعلاقات الزوجية الفاشلة هم غالبا ما يكونون من الفتيات صغيرات السن اللاتي لا يقدرن على تحمل مصاعب الحياة الزوجية، وبالنسبة لحد العنوسة تختلف من امرأة إلى أخرى من حيث العمل والوظيفة لها في الحياة وهي تتراوح مابين 25 عاما إلى 30 عاما».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى