«الأيام» تستطلع أوضاع محو الأمية وتعليم الكبار.. أوضاع قاسية وصعبة لطالبي العلم في محو الأمية

> «الأيام» محمد عبدالعليم

>
اطلب العلم ولو كنت.. في السجن
اطلب العلم ولو كنت.. في السجن
إدارة محو الأمية في محافظة شبوة تعاني من صعوبات كثيرة من ضمنها عدم إقبال الدارسين على محو الأمية، شحة الموارد، عدم الفهم الجيد لأهداف محو الأمية.. «الأيام» التقت المدير واستطلعت الوضع الحالي لمحو الأمية ولخصته في قادم السطور.

> متى تأسست إدارة محو الأمية بالمحافظة؟

- تأسست الإدارة العامة في المحافظة بموجب قانون محو الأمية لتعليم الكبار رقم (28) لعام 1998، وبصدور هذا القرار سعينا جاهدين إلى تأسيس الإدارة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة شبوة وبإدارتها المختلفة، وتأسيس إدارة محو الأمية وتعليم الكبار في المديريات، حيث كان محو الأمية قسم إدارة تابعة لمكتب التربية والتعليم سابقا إلى حين صدور القانون، ونحن نسعى جاهدين إلى خلق ثقافة تنشر التعليم للمجتمع في المحافظة بعد عدة أعوام، ونحن نحاول أن نطور من إداء عملنا بين أوساط المجتمع في المحافظة.

> كم عدد المتخرجين والملتحقين للعام الجاري؟

- بلغ عدد الملتحقين والملتحقات للعام الدراسي 2008 - 2009 (2890) وهم موزعون على 10 مديريات.. أما عن عدد المتخرجين لهذا العام فهذا الأمر متعلق بإجراء الامتحانات النهائية في آخر شهر مايو للعام 2009.

تعليم الأعمال اليدوية في محو الأمية
تعليم الأعمال اليدوية في محو الأمية
> هل صحيح أن الدراسة في محو الأمية تخضع للمحسوبية والوساطة؟

- في الحقيقة إن هذا السؤال قاسٍ إلى أبعد الحدود علينا، ونحن دائما في الإدارة العامة نسعى مبادرين إلى فتح مراكز محو الأمية في كل المديريات من خلال تواصلنا المستمر مع أعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المناطق.

ونحن نتعامل دائما بحسب طبيعة السكان المختلفة، آخذين بعين الاعتبار العادات والتقاليد لدى بعض السكان.. صحيح أن هناك دارسات أردنا أن يلتحقن بمراكز محو الأمية بمديرية عتق في نصف العام الدراسي ورفضنا هذا الأمر وهذا في مصلحة الدارسات أنفسهن لأن الكشوفات قد رفعت في بداية العام.

> هل صحيح أنه توجد فصول وهمية في بعض المديريات؟

- لاتوجد عندنا فصول وهمية، والحقيقة أنه عندنا خطة ستوزع بداية العام الدراسي على المديريات على حسب عدد عقود العمل الممنوحة للمكتب، ولدى البعض فكرة أنه عند توقيع عقد العمل لايوجد متابعة وإشراف ولا توجيه من قبل المكتب، وهذا كلام غير صحيح، فهناك متابعة وإشرف.. علما أن هناك عقودا للعمل مع المعلمات في المديريات تخضع لرقابة المجالس المحلية وكذلك يوجد توقيع وتعميد مدير عام المديرية على عقود العمل، بالإضافة إلى النزول من قبل المكتب على مراكز محو الأمية وهناك حالات نجدها لا تعمل أثناء النزول ويتم توقيفها واستبدالها.

> هل يوجد اهتمام بالعنصر النسائي؟

- إن كل اهتمامنا في محو الأمية يصب على المرأة وكل الجهود المبذولة من أجل القضاء على الأمية عند المرأة والرجل وإن كانت المرأة تحتل نسبة كبيرة من اهتمامنا وأنشطتنا نظرا لارتفاع نسبة الأمية في المحافظة، خاصة في الإناث، وهذا يرجع إلى مخلفات الاستعمار وحصر التعليم على فئة دون الأخرى وما ترتب عليه من العادات والتقاليد السابقة التي تحد من تعليم الفتيات.

ومن هذا المنطلق فإننا في الإدارة العامة نعي كل الوعي أن المرأة هي في المقام الأول الأم، فإذا أرضعت أولادها الجهل أصبح أولادها أميين.

عشش تتعلم فيها الملتحقات بمحو الأمية
عشش تتعلم فيها الملتحقات بمحو الأمية
> هل يوجد دور للتوجيه في المكتب؟

- بالتأكيد هناك دور كبير وأساسي تقوم به إدارة التوجيه وفريق التوجيه في المكتب من خلال النزول الميداني المستمر إلى مراكز محو الأمية والاطلاع على سير أداء المعلمات وما مدى استفادة الدارسات وإرشاد المعلمات بما يصاحب عملهن من قصور وسلبيات أثناء سير الدراسة والحرص الشديد على تطوير إداء المعلمات في الميدان وصولا إلى تعلم القراءة والكتابة والحساب في السنة الأولى.

> هل يوجد دعم من الدول المانحة؟

- حقيقة لا يوجد أي دعم من الدول المانحة عدا مشروع تطوير التعليم الأساسي للوكالة الأمريكية الذي يعمل في ثلاثة محاور صغيرة في المحافظة هما محور عتق قوبان محور خورة ومحور بيحان ويشمل تمويل 14 فصلا دراسيا لمحو الأمية وتعليم الكبار فقط لا غير، وسينتهي هذا المشروع مع نهاية شهر مايو 2009.

> هل توجد صفوف محو الأمية مستقلة في المديريات وهل تعانون من الاختلاط؟

- بالتأكيد جميع صفوف محو الأمية مستقلة في المديريات ولا يوجد اختلاط بين الذكور والإناث والاختلاط انتم تعرفون في الفترة السابقة كان أحد الأسباب لنفور الإناث من التعليم علما بأن صفوف محو الأمية في المحافظة تتوزع على المدارس التي لا تعمل للفترة المسائية وفي بيوت المواطنين وفي الساحة أيضا.

وهناك بعض الإشكاليات التي تظهر من وقت إلى آخر نظرا لعدم وجود الفصول المستقلة للنساء كي يتعلمن فيها دون أي مضايقات ومن أهمها عدم توفر الوسائل الدراسية والمواقع المهيأة للدراسة، فهذا أهم المسببات في انقطاع بعض الدارسات عن مواصلة تعليمهن.

معلمة تقدم درسا في فصل محو الأمية
معلمة تقدم درسا في فصل محو الأمية
دور المرأة في التعليم في محو الأمية

تقول الأخت سلامة عبداللة عبيد مديرة إدارة المرأة بالإدارة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار: «إن أنشطة محو الأمية في المحافظة تقوم على فتح فصول محو الأمية في القرى لتعلم المرأة الريفية على القراءة والكتابة وتحسين مستواهن التعليمي ومستوى الأسرة، وقد تم فتح العديد من الفصول في المدينة والقرى في المديريات المستهدفة لخطة هذا العام واستمرار بقية الفصول العاملة من الأعوام السابقة، والتحقت العديد من النساء في هذه القرى بفصول محو الأمية، وأيضا تم اختيار المعلمات أكثر من بنات القرى لمواصلة تعلم المرأة واستمرارية الفصول في العمل على مدار ثلاثة أعوام، وأيضا من الأنشطة الإشراف على الفصول من قبلنا والنزول الفصلي لهذه الفصول ومتابعة سير العمل فيها، وما قطع من منهج محو الأمية في المراحل الثلاث، وتم عقد جلسات توعية صحية ومواضيع دينية تخص المرأة والطفل بالتعاون مع الهلال الأحمر.

ومن أنشطة محو الأمية التعاون مع المشروع اليمني الأمريكي للدعم والتدريب فتح فصول جديدة في محاور عتق وبيحان وخورة.

وكانت التجربة تقام لأول مرة في اليمن، وهي تطبيق منهجية رفد التعليم بالمشاركة، ونجحت هذه التجربة في العام السابق، وهذا العام حققت نجاحا كبيرا في تمكين المرأة الريفية من القراءة والكتابة وحفظ القرآن والتعبير في خلال ستة أشهر فقط، وكان دعم الفصول من قرطاسية وحوافز المعلمات من المشروع، وتعلم المرأة الريفية بعض الإسعافات الأولية داخل المنزل من خلال إنزال الكتيبات الصغيرة لبعض الفصول، واستفادوا استفادة كبيرة من هذا السلسلة المكونة من كتيب وتحتوى على مواضيع مختلفة مفيدة للمرأة والطفل.

بعض من طلاب محو الأمية
بعض من طلاب محو الأمية
إن عملنا محصور على بعض المديريات والقرى، وأيضا عدم التوسع في الأنشطة، لكون الدعم المادي مفقودا لدينا، أن الصعوبات التي تواجهنا كثيرة، ومنها عدم وجود دعم مادي من أي منظمة مانحة أو مؤسسة حكومية داخل المحافظة والميزانية التشغيلية الإدارية (إدارة المرأة)، ولاتوجد مواصلات ودورات تأهيلية للكادر الإداري، والمعلمات قليلات جدا، و لايوجد كمبيوتر لحفظ المعلومات الخاصة بإدارة المرأة والأدوات الأخرى، أي نفتقر إلى كل الوسائل الحديثة لتسهيل عملنا الإداري والمكتبي، وما زلنا نستخدم التقارير اليدوية، أي نعاني من صعوبات كثيرة ولا نلاقي من يسمعنا أو يدعمنا، ولكن نعمل بكل جهودنا الذاتية لمواصلة العمل وتقديم كل خبراتنا للمعلمات داخل الميدان التعليمي، والتأجيل من الجهات المعنية بدعم قطاع محو الأمية لكونه قطاعا مهما يقدم الخدمات للمجتمع ويحسن من المستوى التعليمي للمرأة».

وتقول الأخت جميلة حسن مديرة مركز عزان للتدريب المنزلي التابع لمحو الأمية: «إن مركز عزان تتم الاستفادة منه في تدريب المرأة الريفية على العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة، وكذلك تعليم القراءة والكتابة، وأهم ما تواجهه المتعلمات الصعوبات في الرياضيات، ولكن الحمداللة الاستفادة كبيرة من المركز فقد تعلمنا أشياء كنا نجهلها في السابق».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى