15 عاما على مأساة عمارة (حسين) بخورمكسر المحترقة في حرب 94

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
سكان العمارة المحترقة يتوسطون موقع عمارتهم
سكان العمارة المحترقة يتوسطون موقع عمارتهم
كابات وساعات المياه شاهد عيان مأساة عمارة (حسين) بحي السعادة في مديرية خور مكسر تدخل عامها الخامس عشر ولاتوجد يد تغيثها..

عمارة (حسين) احترقت في حرب صيف 94م بكل ما فيها من آثاث، وبين ليلة وضحاها وجد ساكنو العمارة- الذين فروا من شدة القصف في الحرب إلى مناطق متفرقة- أنفسهم دون مأوى، أطفال كانوا يبكون ونساء ترعاهم، ورجال أشداء ذهبوا إلى لجنة الأضرار والتعويضات ومتابعة المسؤولين لبناء العمارة.

فقد أصبحت بعض النساء ثكالى، والرجال منهم من أعياه المرض ومنهم من توفي ومنهم من بلغ من العمر عتيا ولا يقوى على المتابعة، ومن كنا نسميهم بالأطفال أصبحوا رجالا فحملوا ما سموها قضية آبائهم، وتوجهوا من محافظ إلى آخر ومن عدن إلى صنعاء، وعلى الرغم من مرور خمسة عشر عاما من الوعود إلا أن عمارة (حسين) مازالت كما هي، لاترى فيها سوى ساحة كبيرة في وسطها كابات وساعات المياه لتكون شاهد عيان، وتقول لمن يمر بجانبها «هنا كانت عمارة (حسين)».

أساسات العمارة المحترقة
أساسات العمارة المحترقة
لم يتم تعويضنا أو بناءها ونسكن في منازل للإيجار

> المواطن حسين علي حسين (75 عاما) قال: «سكنت هذه العمارة في عام 1968م واسمها عمارة (حسين) بحي السعادة بجانب القرية الروسية وعمارات الأحمدي بخور مكسر، وفي ذلك الوقت كنت في سن صغير، وسكنت فيها وعائلتي المكونة من 9 أفراد، وقد كبرت وتزوجت في منزل عائلتي بهذه العمارة.

وفي حرب صيف 94م وحينما اشتد القصف هربنا إلى عدن (كريتر)، وقبل انتهاء الحرب بيومين أصابت قذيفة العمارة واحترقت بالكامل، وعندما عدنا وجدناها عبارة عن رماد، فقد احترق كل مافيها من آثاثنا وملابسنا وكل ما كنا نملكه وأصبحنا بين ليلة وضحاها في الشارع. وبعد الحرب تم تشكيل لجان للأضرار وتعويضها برئاسة الزنداني، وذهبنا إلى قاعة فلسطين، وتم تسليم مبالغ للذين دمرت واحترقت منازلهم جزئيا أما الأربع العمارات التي احترقت في الحرب، فقد قرروا تعميرها من جديد وقد تم تعمير عمارتين في عمر مختار وحي السلام منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، أما نحن من كان يسكن بعمارة (حسين) فلم يتم إعادة إعمارها منذ انتهاء حرب 94م إلى يومنا هذا، فقد تعبنا ونحن نتابع من محافظ إلى آخر ونحن نعيش الآن في منازل للإيجار».

المناقصة رست و لا نعلم سبب التأخير ولصالح من؟

> طارق سالم عمر (36 عاما) قال: «عائلتي مكونة من 10 أفراد ولدت في عمارة (حسين) وعشت فيها فترة إلى أن احترقت في حرب 94م، ومنذ ذلك الحين ونحن نتلقى الوعود تلو الوعود من أجل تعمير العمارة، وقد علمنا أن المناقصة قد رست على أحد المقاولين منذ فترة طويلة، ولكن لا نعلم سبب هذا التأخير ولصالح من؟، فأهلي يعيشون في منزل إيجار وأنا وزوجتي وابنتي أيضا نعيش في منزل إيجار، وقد أنهكت كاهلنا ولكن لا يوجد بديل».

موقع العمارة أصبح شارعا وموئلا لمخلفات البناء
موقع العمارة أصبح شارعا وموئلا لمخلفات البناء
العمارة لاتحتاج إلى بنية تحتية

> أحمد صالح بن نجيل (29 عاما) قال: «حينما احترقت العمارة كنت أدرس في الصف السادس الابتدائي، أما الآن فأنا متزوج ولدي طفلة ومازلت أنتظر تعمير العمارة، كل تلك السنوات.

ونحن ننتظر وعود كاذبة من محافظ إلى آخر ومن عدن إلى صنعاء وهكذا، لا نعلم ما هو سر تأجيل بناء العمارة، على الرغم من أن المجاري موجودة وساعات المياه والكهرباء موجودتان أيضا، فهذه ليست عمارة جديدة تحتاج إلى بنية تحتية، فكل شيء متوفر، نحن تعبنا من الإيجارات والظروف لا تسمح بها أيضا».

عوضونا ببطانيات وموقد صغير للطبخ فقط

> أما محمد أحمد علي فقال: «كنت أسكن في العمارة منذ عام 1968م وأولادي ولدوا فيها، وأثناء الحرب هربنا إلى كريتر، وعندما عدنا إلى منزلنا وجدناه رمادا، وكل ماتم تعويضنا هو بطانيات وموقد صغير للطبخ، وقد مضى العمر ونحن في متابعات ونحن اليوم أحياء وغدا لا نعلم ما يجرى لنا، وهناك من كان يتابع معنا وقد توفوا وأصبح أولادهم يتابعون، فنرجو من المسؤولين أن يهتموا بنا رأفة بكبر سننا، ارحمونا يا مسؤولين أولادنا كانوا أطفالا حينما احترقت العمارة والآن قد تزوجوا وأنجبوا ومازال الحال كما هو عليـه».

نريد الموت في منازلنا معززين مكرمين

أما النساء المسنات فقد أجمعن على أن لا مكان لهن سوى العمارة، فمنهن من يعيش عند أقربائهن، ومنهن من توفي زوجها وكبر أولادها وشقوا طريقهم، ومازالت العمارة كما هي، ونساء يصرخن قائلات: «لا نريد سوى بناء العمارة، كفانا وعودا كاذبة، ارحموا سننا فلا نريد سوى الموت في منازلنا معززين مكرمين بدلا من بقائنا في بيوت أقاربنا أو بيوت للإيجار».

وقد تسلمت «الأيام» نسخا من المتابعات التي قام بها سكان العمارة منذ أن كان الأخ طه غانم محافظ عدن، مرورا بـ د. يحيى الشعيبي والأخ أحمد الكحلاني وصولا بـ د.عدنان الجفري محافظ عدن الحالي.

ما بقي من العمارة المحترقة عداداتها
ما بقي من العمارة المحترقة عداداتها
كما تسلمت نسخة من المتابعات مذيلة بتوقيع الأخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الوزراء في عام 1997م مفادها «إلى الأخ محافظ البنك المركزي المرفق بهذا توجيه الأخ رئيس الجمهورية رقم (11) وتاريخ 1_1_1997م المؤشر به على الرسالة المرفوعة لفخامته من ساكني العمارات الأربع التي احترقت وتهدمت بالكلية بجميع محتوياتها أثناء حرب الردة والانفصال، عنهم الأخ صالح قائد محمد، وقد نص توجيه الأخ رئيس الجمهورية بتوجيه محافظ البنك المركزي اليمني بصرف ماهو معتمد بالفعل في الميزانية لهذا الغرض».

كما أفاد الأهالي بأن العمارات التي احترقت قد تم بناؤها ماعدا عمارة (حسين)!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى