كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> المرأة مظلومة في بلادنا .. وهذه حقيقة .. وكان يجب أن يكون لها دور قيادي ودور إصلاحي .. ولكن الأزمات السياسية التي مرت في بلادنا .. جعلت المرأة وكأن الأمر لايعنيها .. لأن الرجل هو الذي أراد لها ذلك.

وهو الذي فرض عليها هذا الموقف السلبي .. وهذا الاستسلام الساذج لأوامر ووصايا الآخرين .

> وبالرغم من الصرعات السياسية والأزمات الاقتصادية.. لا لمسنا للمرأة حساً ولا رأينا لها وجوداً ..فهي لاتستطيع أن تصل إلى أي مكان .. أو تشارك في القضايا والمشاكل والأزمات في بلادنا .. فالرجل هو الذي لم يحقق لها الحرية في الكلام والجلوس والمشاركة في أي دور سياسي أو اجتماعي يقتضي منها الكثير من الجد والاهتمام .

> وكل الذين عرفوا المرأه في بلادنا .. أدركوا شعورها بالمسئولية .. وقدرتها على المشاركة في الحوار .. ثم انزعجوا من هذه السهولة في تجاهلها .. وكأن عليها أن تشعر بأنها نالت جزءاً من الحقوق الهامشية بغير مجهود .. وأن عليها أن تكون زاهدة في حقوق أخرى أجدى وأعظم .

> وطبيعي جداً أن تحمي المرأة نفسها من الذين يحاولون أن يضعوا الحواجز بينها وبينهم.. ولابد أن تفعل أي شيء ينقذها من كلام الرجال ونظرتهم إليها .. والذين قيدوها .. وخنقوا صوتها .. وحرموها من ممارسة حقها في حرية العمل والاجتماع والسياسة .. وهي من أبسط الحقوق التي تكفلها لها مواثيق حقوق الإنسان .

>ومن المؤكد أن المرأة حريصة على أن تخرج من البيت إلى الناس الذين يجب أن يستمعوا إليها.. وأن يفهموا ظروفها .. وأن يعرفوا مشاكلها .. فقد ظلت سنوات طويلة تحاول أن تتحدث إلى الناس .. وأن تسمعهم صوتها من داخل البيت .. السجن .. فلا أحد اهتم بسماع صوتها .. ولاجعل لها قيمة ولا وزناً .. حتى أنها لم تعد تطيق شيئاً في حياتها .. ولا هي قادرة على الكلام .. حتى ولو كان عن أعمال البر والخير والإحسان .

>صحيح أن نسبة المرأة التي لم تحصل على التعليم كبيرة جداً .. ولكن هذا لاينفي أن هناك سيدات مثقفات ومتعلمات ولديهن أعلى الشهادات والدرجات العلمية في بلادنا .. ومن حقهن علينا أن نوفر لهن حرية المشاركة في كل المجالات التعليمية والسياسية والاجتماعية .. حتى المرأة الجاهلة يجب أن يكون لها نصيب في التعليم ومحو الأمية ومعرفة أسرار الحياة .. وأن تستمتع بالحرية .. وأن تصبح مسئولة عما تفعل أو تقول .. وقد تصيب وقد تخطئ .. فإذا أصابت فإنها تعلمت واستفادت .. وإذا أخطأت فلا بد من أن تتعلم من أخطائها .. وهذه هي مسئوليتها وتدبيرها .

> المهم لماذا لانعطي المرأة حريتها لتختار طبيعة الحياة التي تعجبها؟.. ونوع العمل الذي تريده.. ولماذا لانسمح بأن يكون لها مكان في الحياة السياسية أكبر وأوسع؟.. ولماذا لايكون لها حضور في التمثيل النيابي .. ولماذا نتجاهل المرأة ونهملها دائماً؟.. ولا نحاول أن نستفيد من تجاربها وخبرتها ولو كانت بسيطة ومتواضعة ؟.. وأن نجعل لها وجوداً في حياتنا .

> متى نفهم أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت؟.. وأنها كائن حي مثلي ومثلك.. وأنها أمنا حواء التي لولاها ماكان لنا وجود في هذه الحياة !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى