ورحل عاشق «الأيام»

> «الأيام الرياضي» فؤاد باضاوي:

> أبا محمد..أحقاً أزف الرحيل الأبدي ولم نعد لنراك ثانية أو نقرأ مقالاتك الجميلة الساخنة على صفحات معشوقتك «الأيام» وصومعتك «الفرسان» .. لقد آلمنا خبر دخولك في غيبوبة إثر خطأ طبي جسيم على يد من نفترض أنهم ملائكة الرحمة.

وزلزل كياننا وأدخلنا في حالة اللا وعي والجمود نبأ وفاتك عشية يوم الأحد المؤلم..وأسكت فينا الكلام وتوقفت الدموع في مآقينا..عادل الأعسم في ذمة الله..هكذا جاءنا الخبر الصدمة تمنيت حينها لو أن الخبر كذبة ليس إلا..لكن وآه من لكن، لقد فاضت روحك إلى بارئها ولا نملك إلا أن نقول:الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه..آه ياصديقي أي خبر هذا وأي مصيبة حلت بنا ياعادل الفرسان وماذا عسانا نكتب في هذا المصاب الأليم.. هل نبكي الرحيل أم نبكي الفاجعة؟أم نبكيك ياحبيبنا الغالي؟ رحيلك سلب مني كل المفردات ولم تعد قادرة على نسج كلمات العزاء والوداع الأليم ..تعطلت فينا لغة الكلام وذابت كل حواسنا في اللا وعي و الصمت الرهيب..آه ياصديقي ياسليل الود والوفاء يا صاحب القلب الكبير..لم يطاوعني قلمي على رثائك ولم تسعفني ذاكرتي بانتقاء المفردات.. كل تفاصيل لقاءاتنا وحكاوينا وتواصلنا عبر أثير الهاتف تجول بخاطري في هذه اللحظة العصيبة تهزني من أعماقي كأنها تحدث الآن..ياالله على هذا (الزمان الرديء)..هكذا كنت ياصديقي تردد دائماً وها أنا أستحضر هذه الجملة الآن أحسست معناها وما كان يدور بخاطرك وفي داخلك وخوفك من غدر الزمان، وقد كان وغادرتنا غريباً بعيداً عن الديار.

نعم ياصديقي الوفي سنبكيك ونرثيك وسنفتقدك ونفتقد كتاباتك الصادقة ونقدك اللاذع ودفاعك عن الحق ونصرتك للمظلومين..نعم ياعادل يا صحفي (العريش) من لها بعدك ومن حقها أن تبكيك وتنتحب وقد كنت إبنها البار ونصيرها وحبيبها، بكتك عدن كلها وهي تودعك إلى مثواك الأخير فهي عشيقتك وسر إبداعك وأنت عشيقها وفارس في محراب حبها السرمدي..نعم بكتك وستبكيك مسقط الرأس شبوة وكل عشاقك وعشاق قلمك أيها الشبواني الأصيل في حضرموت وصنعاء والحديدة والمهرة وكل اليمن..لأنك امتلكت ناصية الإبداع وحفرت الصخر ليكون لقلمك كل هذا الصدى والسمعة الطيبة.

و«ما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت»..ودعناك مسافراً إلى أرض الكنانة لتتسلم مهمتك الوطنية مديراً للمركز الإعلامي بسفارتنا بجمهورية مصر الشقيقة ولم نعلم إننا نودعك الوداع الأخير،كنت مفعماً بالحب والأمل والطموح قبل السفر فكان القدر أسرع من أمانينا ومن طموحاتك وعزاؤنا إنك رحلت إلى قلوبنا وإلى ذاكرتنا وعشاقك وأهلك وناسك يافارس الفرسان ويا زعيم البسطاء..ستفتقد الصحافة اليمنية وسنفتقدك نحن وكل الزملاء.ولا نملك إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة و أن يسكنك جل علاه فسيح جناته ويلهم رفيقة دربك وزوجتك العزيزة أم محمد وأولادك وأهلك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى