الخدمات الصحية بالقبيطة بين ضعف الإمكانات وكثافة السكان

> «الأيام» أنيس منصور

>
ماتزال مديرية القبيطة لغزا يصعب إجابته، حيث تنوعت المآسي وارتفعت مطالب الناس وظهرت مشاهد من العسير توصيفها على امتداد مرتفعات الجبال وأعماق الأودية، فهي مديرية ذات كثافة سكانية يقدر تعداد سكان بعض المحافظات الصغيرة.

وفي هذا التحقيق نقف مع الخارطة الصحية للقبيطة والخدمات التي تقدم في جوانب الصحة مع عمل المقارنة والتساؤلات هل تتناسب خدمات الصحة مع الازدحام السكاني البالغ أكثر من مائة وخمسة عشر ألف نسمة؟، نتناول الصعوبات والاقتراحات واشتراك الجهات الرسمية في التحقيق الآتي:

آلام وإصابات وأرقام
يذكر مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية القبيطة علي حازم: «المستوصفات الصحية التي تقدم خدمات الإسعاف الأولية والفحوصات ورعاية الأطفال والرعاية المنزلية واللقاحات والعمليات الجراحية الصغرى وخدمات الصحة الإنجابية والترصد الوبائي وغيرها من الخدمات الصحية وهي مستوصف توجان والرماد وسوق الخميس وظمران ويريم وكرش، تقع في أماكن التجمعات السكانية الكبيرة.

وهناك عدد17 وحدة صحية تتوزع على المناطق والمراكز المحلية، ومن أهم الأمراض المنتشرة في القبيطة الإسهالات والبلهارسيا والالتهابات بأنواعها وفقر الدم والاضطرابات النفسية والعصبية وأمراض الجهاز البولي والإصابات بالكسور والرضوض والجروح والحميات والملاريا وحالات التسمم الغذائي وسوء الهضم».

وقال جازم: «عن طريق مسؤولي الإحصاء الصحي يمكن متابعة عرض المؤشرات الجداول وخرائط ورسوم بيانية من خلالها تستطيع قراءة الوضع الصحي وتحليل هذه البيانات». وأشار علي جازم أنه «توجد بنسبة قليلة من الناموسيات لاتكفي للفئة المستهدفة».

في المقابل تحدث الحاج عبد الرقيب علي هزاع من ساكني عزلة اليوسفين عن وجود نقص وضعف خدمات الصحة خصوصا تقديم العلاجات، فقال: «يقوم كثير من المرضى بالذهاب إلى مستشفيات ومستوصفات خاصة لأن إمكانات الخدمات لاتتناسب مع طبيعة المرض، لكن من إيجابيات مكتب الصحة بالمديرية رعاية الأطفال والأمهات والمتابعة في الحفاظ على صحة الأم والوليد، حيث قلة نسبة وفيات الأمهات والمواليد».

الحاج سالم نصر فارع، يقول: «الحقيقة القبيطة طبيعتها الجغرافية صعبة جدا ناهيك عن مشاكل ومعوقات الطرق الجبلية، فيجد المريض صعوبة في الوصول إلى المراكز الصحية ومشاكل الحالة المادية المتدنية للناس فهم لايقدرون على الإسعافات وتكاليفها الباهظة، ويمكن أن نقول أن إمكانات الصحة للقبيطة لاتستطيع تغطية الحجم السكاني، وهنا نحن بحاجة إلى افتتاح وإنشاء وحدات صحية».

قضايا على الطاولة
في ظل عبارات الثناء والشكر لمدير مكتب الصحة بالمحافظة د.عمر زين محمد، واهتمامه بالخدمات الصحية، فهناك عدد من القضايا العالقة في معاناة أبناء القبيطة أهمها:

انعدام التجهيزات الطبية الحديثة، وإذا وجدت يبقى الكادر الطبي الذي يتعامل مع هذه الأجهزة معضلة ومشكلة أخرى، أيضاً هناك أمراض ومرضى الحالات النفسية لم يجدوا أدنى اهتمام بهم، كما هو حال الوحدة الصحية فهذه المباني لايوجد بها إضاءات ملائمة، إضافة العمل الموسمي لهذه الوحدات التي لاتفتح إلا أثناء اللقاحات والمتابعة، وهناك جوانب غفلت عنها الجهات المسؤولة مثل الصحة المدرسية وانتشار الكثير من الأمراض التي تفتك بحياة العشرات من أبناء مراكز وقرى القبيطة.

برنامج النشاط التكاملي للخدمات الصحية
بين68 مديرية من مديريات الجمهورية تم اختيار مديرية القبيطة لتنفيذ مشروع برنامج النشاط الاتصالي التكاملي للخدمات الصحية المجانية، وذلك في مناطق الدبى والحيدين وادي البردياش حسب حديث د.عمر زين، مدير عام الصحة بالمحافظة أن خدمات هذا البرنامج هي الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة واللقاحات ومعالجة الأطفال دون سن الخامسة ورعاية الحوامل وعلاج الملاريا عن طريق فريق متكامل مزود بوسائل طبية يتنقل بين المناطق البعيدة عن المراكز الصحية بواقع يومين كل شهر، ويشيرد.زكريا محمد غوبر، رئيس لجنة التخطيط والتنمية بمحلي المديرية أن مشروع هذا البرنامج حقق نتائج إيجابية، فقد وصلت خدمات الصحة لتغطية المناطق البعيدة ومساعدة الفئات الفقيرة وهذا البرنامج هو ثمرة جهود وزارة الصحة وتعاون في مجال تعزيز الخدمات الصحية خاصة فيما يتعلق ببرنامج الصحة الأولية الموجهة نحو الأطفال والنساء، وقد تلقت «الأيام» الاقتراحات والانتقادات لهذا البرنامج من قبل عشرات الساكنين الذين قالوا بمعنى واحد ندعو إلى مزيد من الجهد فيومين في الشهر لاتكفي لاستيعاب كل المناطق البعيدة، وهو يتطلب تكثيف فترات وزمن البرنامج نظرا لصعوبة الطرق.

الأستاذ نجيب الجرادي دعا إلى القيام بحملة إعلامية عبر مكبرات الصوت والملصقات والمحاضرات التوعوية بأهمية إنتاج مجتمع خالٍ من المرض والتركيز على الشرائح الفقيرة والمناطق التي تنتشر فيها نسبة الأمراض المستهدفة للبرنامج.

تساؤلات واتصالات
إذا كانت المرافق الصحية بالقبيطة لها آهات وهموم متفرقة بين المباني الآيلة للسقوط التي حولت الأصحاء إلى مرضى من خلال المرور للزيارة العابرة لايستطيع المرء أن يفرق بينها وبين العشش من شدة الروائح العفنة والنظافة المنعدمة، فالجميع يعلم علم اليقين أن المرافق الصحية الحكومية تتلقى دعما رسميا من الموازنة العامة للدولة واعتمادات وزارة الصحة، كونها تقدم خدمات لجميع المواطنين بالتساوي كحق إنساني وأساسي، فهل يعلم وزير الصحة أن مايعطى لمرافق صحة القبيطة لايكفي قيمة صهريج ماء؟!.

اتصالات عديدة تلقتها «الأيام» وأحاديث وجه لوجه بقلب مكلوم وعيون لم تغادرها الدموع تسأل من المسؤول عن مبنى مستشفى كرش الذي تساقط بنيانه وتشققت جدرانه قبل موعد الافتتاح؟!وكيف سيتلقى المرضى علاجهم تحت سقف متساقط.

مضى عام ونصف على وصول ناموسيات تقدر بخمسة عشر ألف ناموسية إلى مكتب الصحة والتي ربما تتلف وتأكلها الأرضة في المخازن قبل التوزيع الذي طال انتظاره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى