شباب وأطفال مديرية فرع العدين في إب بين سندان الفقر والبطالة ومطرقة إدمان القات

> «الأيام» مطيع عبدالعزيز البوكري:

>
طفل يحمل على ظهره القات
طفل يحمل على ظهره القات
هل أصبح القات عدوى فيروسية استوطنت كل أسرة وكل صغير وكبير؟! وهل فعلاً أصبح أبناء مديرية الفرع بكافة شرائحهم لايستطيعون العيش بدون أكل تلك الوريقات؟!

ولماذا لايبحثون عن حلول تنقذهم من هذه الكارثة الاجتماعية؟!! ثمة تساؤلات تحتاج إلى الكثير من التفاعل وقراءة هذه المشاكل الخطرة وإيجاد الحلول الجوهرية للعمل على إنقاذ المجتمع المغلوب المتلوث بالأزمات التي تقف حائلاً دون تحقيق أهداف الشباب، وعندما ابتلي الشباب بهذه المشكلة أصبح كل تفكيرهم وطموحاتهم هي أن ينعموا بتخزينة قات، دون أن يفكروا بالمستقبل المجهول أو يولوه أبسط الاهتمام، بالإضافة إلى مشاكل متعددة تصدرها ورقة القات في المديرية جعلت صحيفة «الأيام» تنقل أوضاعهم على أجنحة هذه السطور.

غياب فرص العمل وصراع دائم مع القات

حياة تعيسة يعيشها أطفال وشباب فرع العدين، تخلوا عن جميع مستلزمات الحياة الرغدة، ومناظر مأساوية تفسح لنا المجال الواسع لمعرفة كيف وصل الأمر إلى هذا الوضع الذي لايحتاج إلى تعليق.

يتتبعون المجالس العامة ليحصلوا على القات
يتتبعون المجالس العامة ليحصلوا على القات
في البداية التقت «الأيام» الشاب بلال أحمد طاهر من الثلث بمديرية الفرع، حيث قال: «تعودت منذ الطفولة على التخزين عندما كان والدي يقيل مع أصدقائه في المجالس، وكان يناولني قليلا من القات، لكنني الآن وبعد أن أكملت دراستي الثانوية لازلت في صراع دائم مع القات، على الرغم من أنني لم أواصل دراستي الجامعية ولم أحصل على عمل يشغل فراغي سوى القات الذي أخذ معظم أوقاتي». واستطرد: «ليس هذا هو حالي فقط، بل زملائي يعيشون نفس السيناريو الذي أعيشه أنا، ولايوجد لدينا حل، لأن الوضع لايسمح ولاتوجد فرص عمل».

واختتم قائلا: «أتمنى من المسئولين في المديرية أن يوفروا لنا أعمالا تأخذنا من هذا الوضع المزري، وأن يعيشوا همومنا ويتلمسوا أوضاعنا».

الحصول على القات بأية طريقة

يمكننا أن نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على الأطفال عندما نراهم مدمنين للقات، ويلتهمونه بشكل رهيب، هنا كان معنا حمدي محمد علي من صمعر بمديرية فرع العدين الذي قال: «أصبحت مدمن قات، ولا يوم يفوتني دون أن أخزن، ليس لأني من أسرة ثرية، بالعكس، أنا من أسرة فقيرة، وكل ما في الأمر أنني أقوم بمساعدة المقوت (مبخوت) من الساعة 11 قبل الظهر إلى الساعة 2 بعد الظهر لأحصل منه على أجرة عملي تخزينة وقيمة حبة سفري». وأضاف: «منذ حوالي عام وأنا أعمل مع (مبخوت)بشكل يومي من أجل الحصول على القات والحبة السفري، وأحياناً الغذاء، وأعتقد أنه أصبح لدي القدرة على التخزين بمجهودي الفردي وبكل سهولة، وهذا شيء جميل بالنسبة لي لأنني أصبحت (رجل) ولا أحتاج إلى أحد».

مقوِّت من أجل القات

قد يكون بيع وشراء القات العامل الرئيسي لدخل الفرد، ولكن عندما يصبح البيع والشراء فقط من أجل القات فهذه كارثة عظمى، في هذا الإطار حدثنا الشاب مرتضى خالد عبده من بني يوسف قائلاً: «أنا مقوت، وهذا هو عملي ومصدر رزقي الوحيد، ولم أحترف أية مهنة أخرى تجعلني أترك هذه المهنة بعدما حرمت من التعليم وأصبحت أميا، وعلى الرغم من هذا كله فإنني لم أكن موفقاً تماماً في هذه الشغلة، على الرغم من أنني أعطيتها كل عمري، فأصبحت غير متزوج وأعيش في منزل والدي الذي هو ملك جدي يرحمه الله». واستطرد: «صحيح أن الرزق بيد الله، ولكن اعتقد أن تناولي للقات وتدخين السجائر بشكل كبير هو ما أثر على حظوظي، فأنا أعترف أنني مدمن للقات بشكل جنوني، بحيث آكل من رأس المال أحياناً، مع أن أسرتي لم تحصل مني على أي شيء من متطلبات وحاجيات المنزل الضرورية». واختتم: «أنصح كل الشباب وشباب الفرع خاصة بأن يتجنبوا إدمان القات، فليس منه إلا الوبال والدمار المحتوم، وأنا أول من خاض تجربة خاسرة في هذا المضمار، لأن الوضع لايسمح، والإدمان على القات بدون وجود دخل موت أحمر، ولايستطيع أحد النجاة من عواقبه غير المحمودة، كما أنني أخاطب المسئولين في المديرية: لماذا لايوفرون فرص العمل لنا ويخرجوننا من هذه المشكلة، أم أننا غير محسوبين عليهم؟ وليس لنا حقوق يجب أن يؤدوها بكل ضمير وبكل إنسانية، إذا كانت هناك ضمائر حية تسمع ما نقول وما نشكو منه».

حتى الأطفال لم يسلموا من هذه الشجرة الخبيثة في فرع العدين
حتى الأطفال لم يسلموا من هذه الشجرة الخبيثة في فرع العدين
أطفال على حافة الخطر

أطفال لايهمهم أن يكون لديهم دخل أو فلوس من الوالدين لكي يشتروا القات، بل يحصلون على القات ولو بالتسول والوقوف بأبواب المجالس الممتلئة بالمخزنين، ويتتبعون مجالس المشايخ والأغنياء، وهي طريقة أصبحت مخيفة كثيراً، وتستدعى أن يتم إعلان حالة الطوارئ، لأن هؤلاء الفتية سيلجأون مستقبلاً لأي وسيلة للحصول على القات، ولو عن طريق الشحت والسرقة.

حول هذا الجانب سألت «الأيام» أحد الأطفال الذين كانوا يتتبعون المجالس الخاصة بالمخزنين، الطفل عبدالرحمن أحمد قائد (10 سنوات) من أبناء عزلة الوزيرة عن طرق الحصول على القات فأوضح بالقول: «كل يوم نخزن ولانخسر ريال واحد، لأن أصحاب العكيشي بالوزيرة كلهم يخزنون، وما يزعلون منا على هذا التصرف، بل هم من يشجعنا على ذلك، ولايظهرون أيا من علامات عدم الرضى». وأضاف بكلامه العامي: «قد احنا موالعة من زمان، الكبير يعطي للصغير والذي عنده يعطي للذي ما عندش.. ولاتوجد أي مشكلة».

من ينقذ هؤلاء الأطفال من شجرة الموت الأحمر؟!
من ينقذ هؤلاء الأطفال من شجرة الموت الأحمر؟!
خاتمة

تصورات مغلوطة لدى الشباب والأطفال، وأفكار يصدرونها، لاتدخل عقلا ولايقبلها منطق حول القات، وما يحقق لهم من معجزات، وكيف يبني لهم صروحاً من الآمال على غير أساس، في ظل غياب السلطة عن دراسة أحوالهم.

«الأيام» تتمنى من المسئولين في المديرية الاهتمام بشريحة الشباب والفتيان لانتشالهم من الوضع الذي وصلوا إليه بطريقة أو بأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى