العسكرية حركة تجارية وطريق هام وخدمات مفقودة

> «الأيام» علي صالح الغريب:

>
تعد منطقة العسكرية من أهم مناطق مديرية حبيل جبر، وذلك كونها تأتي بعد حبيل جبر من حيث الحركة التجارية ونسبة الإيرادات التي تستفيد منها المديرية نظرا لموقعها الهام الذي يربط بين مديرية ردفان ومديريات يافع وهذا الموقع الهام جعلها من أهم مناطق الواردات المحلية، وذلك لكثرة المحلات التجارية ومعامل البلك والمحطات وغيرها.

وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة نظرا للإهمال شبه المتعمد من قبل السلطات المحلية ومدراء عموم المديرية الذين تعاقبوا على رأس الحكم في المديرية والمحافظة، ولهذا فهي محرومة من كافة المجالات الخدماتية.. ونوجز أهم احتياجات المنطقة كل مجال على حده.

أولا : الجانب التربوي والتعليمي

يعد الجانب التربوي والتعليمي حجر الزاوية لبناء الأجيال وتطوير المجتمعات ومع أهمية هذا المجال إلا أن المنطقة تعاني من الكثير في هذا ونوجز تلك المعاناة، كما استنتجناه من الشخصيات الاجتماعية في المنطقة الذين كان لهم دور في توضيح معاناة المنطقة ومنهم 1- صالح عقيل طماح 2- فهد أحمد النقيب وكثير من المشايخ وأعيان المنطقة وتتمثل معاناة أبناء العسكرية في الجانب التعليمي مايلي:

1- نقص في المعلمين وعدم توفر معلمين أو كادر تعليمي وتربوي من أبناء المنطقة على الرغم من وجود العديد من خريجي الثانوية العامة الذين يعملون بشكل طوعي منذ الخدمة الإلزامية في عام 91م وحتى يومنا هذا آملين توظيفهم حسب اتفاقهم مع السلطة المحلية ومكتب التربية في المديرية والمحافظة ووعدهم بالتوظيف ولا تزال ملفات أجراءات توظيفهم عالقة في مكتب الخدمة المدنية م/لحج إلى يومنا هذا.

2- عدم توفر الفصول الدراسية الكافية، حيث وأن المنطقة لم تحصل إلى حد اليوم سوء فصلين دراسين على نفقة المجلس المحلي لعام 94م وبجانبها أربعة فصول قديمة آيلة للسقوط بنية على حساب الأهالي.

3- المدرسة إلى الصف السادس ابتدائي فقط وذلك بسبب نقص أو عدم توفر المعلمين وكذلك الفصول الدراسية مما يلجأ الأهالي إلى نقل أبنائهم إلى حبيل الجلدة أو حبيل جبر وذلك بسبب في ترك الدراسة للكثير من أبناء المنطقة واكتفائهم بشهادة الصف السادس نظرا لبعد المسافة بين العسكرية والمدارس في المناطق الأخرى وصعوبة ظروف الناس المادية إلى جانب انقطاع الفتيات عن الدراسة لعدم توفر خطوط نقل التلاميذ بعد الصف السادس.

ثانيا : الخدمات الصحية

لايقل هذا الجانب سوءًا عن الجانب التربوي، حيث تعد منطقة العسكرية أكثر المناطق حرمانا من الخدمات الصحية، حيث لا توجد فيها وحدة صحية، وعلى الرغم من وجود عيادتين خاصة بالمنطقة وفيها أطباء وممرضون فإنه لا يتم تزويد المنطقة حتى بلقاحات التحصين مما يضطر الأهالي تحمل السفر وعناء المواصلات من أجل تطعيم الأطفال إلى مستشفى حبيل الجبر.

كما تعد المنطقة من أكثر مناطق المديرية من حيث الإصابة بالملاريا فلا توجد فرق رش المبيدات ولا أدوية العلاج والوقاية فمن أصيب عليه الذهاب إلى العيادات الخاصة لشراء الدواء، علما أن الدولة توفره مجانا أو يذهب إلى حبيل جبر وسوف ينفق أكثر من قيمة العلاج.

ثالثا :الكهرباء

على الرغم من النهضة العمرانية والتجارية التي تشهدها العسكرية إلا أنها لازالت تعاني من حرمانها من التيار الكهربائي، وهي منطقة شديدة الحرارة وبؤرة لتكاثر البعوض، وبالذات الناقل للملاريا بسبب قربها من الغيول في وادي بنا، مما يجعل الناس يعيشون في ضنك وشقاء، وبالذات في فصل الصيف على الرغم من أن المسافة بيننا وبين آخر عمود إنارة في حبيل الجلدة لا تتجاوز 11-12 كيلو متر فقط.

وعلى الرغم من حصول أهالي المنطقة على وعود من وزير الدفاع عندما زار حبيل الحبر بسرعة إنجازها، وقد وضع لها المسح والدراسة منذ أوائل التسعينات وتم إنزال بعض المواد من الأعمدة والمولدات والكيبلات إلا أنها تمت محايلة أثناء التنفيذ لعرقلة المشروع فبدل من نصب الأعمدة بجانب الخط ليسهل العمل والنقل خطط لها في الجبال مما أدى إلى شبه تعثر المشروع نتيجة صعوبة الحفر والنقل في الجبال ويتم التبرير من قبل الجهات المسؤولة بنقص سبعة إلى تسعة أعمدة.

وما زالت الوعود بتوفيرها مما يتساءل أهالي العسكرية هل عجزت ميزانية الدولة وبنودها الإضافية عن إيجاد الأعمدة المطلوبة حتى يتم إنجاز ذلك الأمل الذي ينتظره الجميع.

رابعا : المياه

ما يزال أهالي العسكرية معتمدين على الحمير والجمال كوسيلة لنقل المياه أو البوز الخاصة عند الأهالي الأحسن حالا ممن يمتلكون الإمكانات لشراء بوز الماء ويملكون الخزانات التي تتسع لبوزة أو نص بوزة، حيث وصل سعر البوزة الماء الواحدة 3500 ريال تقريبا.

وعلى الرغم من وجود مشروع أهلي بكلفة 42 مليون تم اعتمادها إلا أن تنفيذه كان غير موفق للشروط ، حيث تبين أن الخزان يسرب المياه من رداءة العمل.

أما البئر فحدث ولا حرج تم حفر هذه البئر حوالي أربعة عشر متر فقط وتم الحصول على مياه سطحية وتحايل المقاول، حيث لم يجر الضخ إلا في موسم الأمطار وكان نشاف الماطور من البئر 3 هنش وخط النقل إلى الخزان 4 هنش وعود الريش في البمب أقل من المقرر حتى تكون ساعات العمل المضخة طويلة لكي يقال إن الماء كفاية علما أن الماء كان لا يصل إلى الخزان من البئر، وهي فارغة تكاد تملأ خط النقل فقط.

وكذا الشبكة هشة، حيث كانت تسرب المياه وتم تلحيمها بلحام حديد أو الأوكسجين وتم الاعتراض في يومه إلا أنه تم مع الأسف الشديد منح المقاول شهادة الإنجاز، وعليه فإننا نناشد الجهات المتخصصة مساءلة المسؤولين على صرف شهادة الإنجاز، وكيف منحت للمقاول؟، وإحالتهم إلى نيابة الأموال العامة للمحاسبة.

والآن يوجد في المنطقة مشروع آخر ممول من صندوق التنمية أو الصندوق الدولي باسم جمعية، ويجهل معظم الناس عن شكل الجمعية، علما أن هناك محاولة لضم المشروع القديم إليه على الرغم من علمهم بهشاشة المشروع الأول.

في الأخير أتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساندنا وأعطانا المعلومة وتجاوبهم في الرد عن استفساراتنا ونخص بالذكر الأخوين صالح عقيل طماح وفهد أحمد النقيب.

طريق سرار العسكرية:

تربط منطقة العسكرية بمديرية سرار طريق وعرة يبلغ طولها 27 كيلومتر، وعلى هذا الخط يسكن ما يقارب 35 ألف نسمة حسب تصريحات إحدى الشخصيات الاجتماعية وهؤلاء السكان هم من (آل المناصر) وتنقسم هذه المنطقة على محافظتين وهما محافظة لحج ومحافظة أبين وعلى مديريات حبيل جبر محافظة لحج ومديرية سرار محافظة أبين، وهذا التقسيم الإداري الظالم قد حرم المنطقة من المشاريع فهي إلى يومنا هذا بدون كهرباء ومشاريع مياه واتصالات ووحدات صحية وغيرها من المشاريع الحيوية الهامة.

وعليه فقد تحدث إلينا الأخ سعيد راجح سعيد وهو إحدى الشخصيات الاجتماعية وواحد من الذين كان لهم دور في الإشراف عن سير العمل لإنجاز طريق العسكرية سرار حيث قال: «في البداية نشكر صحيفة «الأيام»، تعد هذه الطريق طريق العسكرية سرار الذي تم شقه بجهود ذاتية من قبل الخيرين من أهل المنطقة وبمساندة من الشخصيات الاجتماعية بمديرية سرار على الرغم من وقوف السلطة المحلية ضد هذه الطريق وتم اعتبارها بأنها طريق ضد إنجاز طريق باتيس رصد، التي تعد حلم لأبناء المديرية على الرغم من علمهم أن الطريق ترابية، ويربط الكثير من القرى في وادي قرض بالمديرية، وكذلك قرى أخرى بمنطقة العسكري وربط مديرية سرار بالحبيلين المنطقة التجارية.

وكانت الصعوبات التي واجهت عمل لجنة الأهالي صعوبات كبيرة منها العمل خارج موافقة السلطة والتي تقف حجر عثرة، ولذلك رفض الأهالي مرور الطين في أراضيهم وكذلك خزانات المياه وغيرها من الأملاك الخاصة مما اضطرت اللجنة إلى حفر الخزانات بدل الخزانات من أجل لا يتعرقل العمل بالمشروع وتم تنقيل أراضي بديلا عن الأراضي التي تمر بها الطريق، خصوصا الذي يرفض ملاكها السماح بمرور الطريق عليها، وكذلك تم شراء بعض أشجار العلوب التي اعترض ملاكها بمرور الخط عليها، وتم استمرار على هذا المنوال حتى تم ربط الخط بين سرار والعسكرية.

وقد أصبح هذا الخط هو أفضل خط من حيث تسهيل سفر المواطنين من سرار إلى عدن أو إلى المحافظات الشمالية وكذا ربط سرار بإحدى المدن التجارية مدينة الحبيلين - ردفان إلى جانب أن الطريق لا يتعرض للخراب نتيجة الأمطار لذلك يتم عبور المسافرين ونقل المستلزمات أثناء مواسم الأمطار من الحبيلين إلى سرار ورصد وسباح والعكس.

إثر ذلك تحملنا الكثير من المبالغ الباهظة ولم يدعمنا أحد ولاتزال إلى يومنا هذا ومن عام 93م وحتى الآن لم تغطيه تلك الديون.

وما أريد توضيحه أنه في هذا العام تم مقاولة هذه الطريق من قبل المجلس المحلي مديرية حبيل الجبر تلك من خلال ملاحظتنا لسير العمل فإنه ليس بالعمل المطلوب نتيجة العمل بدون الآليات المتعارف عليها في شق وسفلتة الطرقات لذلك على السلطة المحلية متابعة العمل للمقاول، وسوف تفهم أنها بحاجة إلى مقاول ذي آليات ومعدات سوف تقوم بشق وتوسعة الطريق كما يراد لها، ونؤكد أنه أول مساهمة من قبل السلطة المحلية حبيل جبر لهذا المشروع الهام.

وإذا تحدثنا عن المناطق والقرى لقبيلة المناصر التابعة لمديرية حبيل الجبر فإنها من المناطق المنسية من قبل السلطة المحلية في حبيل جبر وكذا محافظة لحج لا مدارس حديثة ولا وحدة صحية ولا مشاريع مياه أو كهرباء أو اتصالات وغيرها من أبسط الخدمات.

وفي الأخير نطالب محافظي محافظة لحج وأبين بأن ينظروا بعين العدل والمساواة بين مناطق ومديريات المحافظة وندعوهم إلى لفتة كريمة لمنطقة المناصر الواقعة بين المحافظتين، وكفى وعودا عرقوبية ولدينا ما يثبت وعود السلطتين بالمحافظتين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى