وداعا عادل:يخلف ينبوعا من الذكرى ومرتعا من الشجن

> د. هشام محسن السقاف:

> كالنوارس الجملية حين تفرد أجنحتها للريح وتسافر طويلا فينا، يرحل الزميل الجميل عادل الأعسم، مخلفا ينبوعا من الذكرى؛ ومرتعا في القلوب من الشجن.

كان الأعسم الشاب يلفت الأنظار مبكرا، يخرج من بيوت البسطاء في العريش، مواصلا رحلة الإدهاش في بلاد صاحبة الجلالة، بعد رحلة مبكرة من شبوة الأبية.

ولزميله وصديقه الرائع والجميل د. صالح الصائلي يجدان صدى لنهوضهما الأسطوري كطائر الفينق في الصحيفة الرائدة أو قل المدرسة الصحفية صاحبة الامتيار الخبري الصادق «الأيام» الغراء.

ولعل الصائلي الراحل قبل أوانه قد أتى بصديقه الأعسم الذي فاجأنا برحيله باكرا- أيضا- إلى مدرسة «الأيام» ليطل الشاب الأسمر على القراء بمقالاته الرائعة والجريئة، ويتشكل التكوين الإبداعي بمقدرات الموهبة والفطرة مشفوعين بدراسته الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة عدن، وتترسخ صورة الشاب الشبواني الخارج من بيوت البسطاء الكادحين في العريش في مخيلة وعقول القراء الكثر الذين أحبوه من خلال أيامهم التي تزداد شعبية يذهب بالقراء حد التعلق الروحي الذي لاينقطع كل صباح؛ لجسها وملامستها قضايا المواطنين بمهنية وصدق.

حين يفيض عشقه لمهنة المتاعب تتجلى مواهبه في الكتابة الصحفية من المقالة والرأي إلى الخبر والتغطية الصحفية؛ ليكون فارسا من فرسان الصحافة الرياضية، ومساهما لامعا في اللجان الرياضية والنقابية، ومتمرسا في كتابة المقالة الرياضية.

كل ذلك وكان الأعسم الجميل يسابق الزمن بحضور مكثف في الصحافة اليمنية، ومحاولته الجريئة إصدار صحيفة «الفرسان» التي لم تعمر طويلا، خائضا في معتركات عدة بشجاعة ابن شبوة.

لم تكن الرحلة طويلة؛ لكنها مفعمة بالمثابرة والصبر والطموح، فالشاب الكبير قد رسم ملامحه في التزاحم الإنساني الذي شيعه إلى مثواه الأخير بعد تجربة إعلامية لم تكتمل في قاهرة المعز لدين الله أو هي قاهرة الشعب المصري، كما يحب المفكر العربي أبوبكر السقاف أن يقول- أو في الحزن النبيل الذي ارتسم في وجوه محبيه- كل محبيه- الذين عرفوا سحنته الرضية وهي تطل عليهم من ثنايا الصحف وخاصة «الأيام» و«الأيام الرياضي»، والذين خبروا قلمه الجريء في عديد كتاباته المتنوعة.

نتمثل في الرحيل المدوي للزميل العزيز عادل الأعسم إرادة الله سبحانه وتعالى، والامتثال لها، وندعو له بالمغفرة والرحمة، ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى