الأعسم نبل الفارس.. ورحيل الأنقياء

> عبدالقوي الأشول:

> موجعة لحظات وداع الزملاء الأعزاء، قاسية هي الأقدار بشدة وطأتها على النفس.. على الرغم من أن فاجعة الرحيل حتمية حياتية متصلة بلحظة المجيء وفرحتها بسطوة الفراق وحدتها.

فحين كنا في حال من التهيؤ الذهني التفاؤلي بسماع الأخبار التي تشير إلى تحسن حالة الزميل الصحفي عادل الأعسم على سرير المعاناة في إحدى المستشفيات المصرية، يأتي الخبر المباغت والفاجع برحيله.. لحظات لا نمتلك أثناءها إلا التعبير عن عميق حزننا.. ونعيد معها رسم هيئة هذا الزميل العزيز في تلافيف الذاكرة مستجدين ذكريات حميمية جمعتنا لسنوات خلت به وعلى مافي ذاكرتنا الإنسانية من هلع وجزع وضعف إنساني جراء مثل هذا التتابع في رحيل زملاء الحرف والكلمة.. وممن كان لهم حضور لافت في بلاط صاحبة الجلالة.. والأعسم - طيب الله ثراه - أبرزهم وأجلهم مكانة لدى قرائه ومحبيه وكل من عايشوه وعرفوه لسنوات مضت.

الأعسم الفتى الشبواني الذي خاض غمار تجربته مع الحرف باقتدار عجيب وشجاعة نادرة، بل بمنتهى المهنية والحصافة والصدق.. هو دون ريب فارس نبيل كنا نقرأ في ملامحه السمراء قوة الشكيمة وعمق العاطفة والمودة والجرأة والإقدام.

فحين نعود إلى بدايات الأعسم الصحفية قبل مايقارب العقدين من الزمن نجد في ملامح تلك البدايات تفتق مشروعاته الحياتية الطموحة، إذ خاض تجربة البدايات بمهنية وثقة.. ما جعل حضوره يبدو لافتا حتى مع تلك البدايات التي كان حضوره فيها كثيفا خصوصا في مجال الصحافة الرياضية، تدرج بعد ذلك للعمل في مختلف أقسام العمل الصحفي ولم تكن صحيفة الفرسان إلا تتويجا لتلك المقدرة الفذة والثقة بالنفس صفات امتلكها الراحل في سيرة حياة قصيرة من حيث الزمن كثيفة على مسرح الحياة.

عرفته «الأيام» كواحد من أبرز أقلامها ومحرريها وكتابها الرياضيين.. من نافذتها أطل على جمهور قرائه ومحبيه عبر أعمدته ومقالاته التي كانت محط اهتمام هؤلاء ممن اقترب من نفوسهم الأعسم وبادلهم مشاعر الود والوفاء.

حظي بصداقات واسعة أو تلك هي خصال ذاته المشرعة بحب الناس من حوله بشخصيته البسيطة الحازمة في آن بفرط شفافية ذاته المفرطة بحب الناس من حوله معاني يستشفها المرء من وحي تلك الكتابات التي كانت معبرة عن البسطاء وبانحيازية تامة لم يشعر معها راحلنا بالندم قط.

أحقا رحلت أيها الزميل الأعسم؟ فرحيل مبكر على هذا النحو المفاجئ دون ريب مقترن لدينا بعمق الأسى والحزن إلا أن سيرة حياتك العطرة هي عزاء كل من عرفوك، وهكذا هم فرسان الحياة من أبناء جلدتنا.. فوداعا أيها العزيز الأعسم، ولأهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى