«الأيام» تنفرد بلقاء حصري داخل أسوار سجن المكلا المركزي مع المتهمين بقتل سيدة في رشيد دوعن

> لقاء/ سند بايعشوت

> اهتزت محافظة حضرموت بعد سماعها بمقتل سيدة عجوز بلغت من العمر عتياً في منطقة الرشيد بمديرية دوعن، وهي صائمة كما هي عادتها في يوم الخميس الموافق 13 مارس الماضي.
"الأيام" التقت بالمتهمين محمد باعويضان وأروى باعويضان داخل أسوار سجن المكلا المركزي وسجلت لقاءات حصرية تنشر لأول مرة في اللقاء التالي.
لم أعترف بالقتل
------------------
التقيت بالشاب محمد محفوظ باعويضان 30 عاماً بعدما نودي عليه من عنبر السجناء، وهو مقيد اليدين، وقد مضى على سجنه نحو 30 يوماً، وقد أجرى الحوار معه في إحدى غرف السجن..
ـ لماذا قمت بقتل السيدة العجوز في منزلها؟
- أنا لم أقتلها.
ـ من قتلها؟
- الله أعلم.
ـ أين كنت وقت الجريمة؟
- كنت في مقر عملي.
ـ وأين مقر عملك؟
- أعمل في معمل بلوك برأس حويرة.
ـ يعني أنك لم تكن موجوداً في المنطقة لحظة وقوع الجريمة؟
- لا، كنت خارج الرشيد.
ـ لكن الأدلة الجنائية تتهمك بقتل السيدة؟
- الشاهد الله وأنا مظلوم.
ـ تقول مظلوم، مَنْ ظلمك؟
- الناس في منطقتي وحتى أهلي.
ـ لكن أهلك تبرؤوا منك؟
- الله الشاهد، وستظهر براءتي بإذن الله.
ـ لكن التحقيقات أثبتت أنك القاتل؟
- لم أعترف بالقتل، وأخبرتهم بأني حينها كنت خارج المنطقة.
ـ لكن كل الإثباتات تدل بأنك أنت الذي طعنت السيدة بالسكين؟
- يا أخي أنا تعرضت للضرب والركل، وعمري وأنا أقسم بالله أنني لم أقم بقتل السيدة.
ـ لكن المتهمة أروى باعويضان قالت في التحقيقات أنك القاتل؟
- كذابة، وأنا لم أعرفها، وهي تفتري عليَّ وتتهمني زوراً وبهتاناً بالقتل.
ـ كيف ألقي القبض عليك؟
- بعد يومين من الحادث أخذوني من منزلي.
ـ هل زارك أحد من أقاربك في السجن؟
- لم يزرني أحد وهم رموني بتهمة لم أفعلها.
ـ ماذا تقول للناس في قريتك؟
- أقول لهم إني بريء كبراءة الذئب من دم يوسف.
خفت من الفضيحة
-------------------
وخرجنا بعد نهاية اللقاء مع الشاب محمد باعويضان المتهم بقضية قتل، الذي يمتلك بنية جسمانية قوية، وظهر في أحد كتفيه نقش لوشم واضح يرمز للقوة، وعلى التو توجهنا إلى عنبر النساء وكان لقاؤنا مع المتهمة أروى التي قابلناها بحضور مشرفة سجن النساء ومع ابنتها الصغيرة ذات 8 أشهر..
ـ أيش القصة يا أروى؟
- والله كله من هذا الظالم المفتري الذي ورطني في جريمة قتل لامرأة تعطف وتحن عليَّ.
ـ بس هو أنكر فعلته؟
- والله العظيم، إنه القاتل لسيدتي.
ـ بس هو قال ما يعرفك؟
- (بدأت بالبكاء) ثم قالت هو السبب في وجودي داخل السجن.
ـ كيف؟
- يعني هو الذي قام بتنفيذ جريمته الشنعاء وهرب.
ـ هل هو قريبك في النسب؟
- لا، ليست علاقة نسب مباشرة وإنما من بعيد.
ـ كيف تعرفتِ عليه؟
- أنا لم أعرفه معرفة مباشرة، ولكن سأحكي لك القصة.
ـ أيش من قصة؟
- تعرَّف عليَّ عندما سقط مني هاتفي المحمول وعثر عليه في أحد طرقات القرية، وكانت في ذاكرة الهاتف صوراً عائلية وشخصية.
ـ وبعدين؟
- تواصل معي بعد فترة من ضياع هاتفي ليس بواسطة هاتف المنزل، وإنما عن طريق أحد أولادي، وطلب أن أقابله عند المقبرة القديمة لشيء مهم وضروري خاص بي.
ـ قابلتيه؟
- نعم وحدثني أن هاتفي معه ولن يعطيني إياه إلا بتنفيذ طلب.
ـ ما هو الطلب؟
- أن أقوم بمساعدته في دخول منزل السيدة العجوز بغرض السرقة.
ـ وأيش كان رده؟
- أخذ يهددني بنشر صوري إن لم أقم بتنفيذ طلبه.
ـ هل شعرت أهلك بالتهديد؟
- لا، خفت من الفضيحة.
ـ أيش من فضيحة؟
- هددنى بنشر صوري بالانترنت، وأني متزوجة ولدي أطفال.
ـ المهم أيش صار بعد ذلك؟
- قمت بمساعدته بترك باب منزل السيدة العجوز مفتوحا لكي يدخل.
ـ وكيف ذهبت للمنزل؟
- أعرف هذا المنزل، ولسيدتي أفضال عليَّ كثير، وهي تكرمني وتطعمني في المناسبات، هي طيبة وكريمة وأهل البيت كرماء.
ـ ثم ماذا حصل؟
- جلست مع سيدتي ولم يكن أحد في المنزل إلا هي لوحدها كانت في ذلك اليوم صائمة.
ـ وهل دخل محمد باعويضان للمنزل؟
- نعم، واتجه لإحدى الغرف، ونحن في غرفة أخرى، ولكن سيدتي سمعت صوتاً غريباً فاتجهت نحو الغرفة وعرفته وقالت: "ولد محفوظ باعويضان"، فارتبك لحظتها وبطريقة هيسيترية استل سكيناً كان يخفيها فطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة في الحال وهي تنطق الشهادة.
ـ وهل قمت من مجلسك لرؤية الحادث؟
- نعم، وصحت فيه بأعلى صوتي، وقلت مش هذا الذي اتفقنا عليه، أنت جئت لتسرق ولم تأت للقتل، فهرب سريعاً إلى خارج المنزل، وجئت لسيدتي وناديتها ستي ستي وهي مضرجة بالدماء فأغمي عليَّ من رؤية الدم في الغرفة.
ـ ثم ماذا حصل؟
- سمع بعض الجيران الصياح، وجاءت بعض النسوة إلى المنزل، وشاهدن سيدتي مرمية على الأرض، والدماء تنزف منها، فمسكوني وقالوا أنت التي قتلتيها، وأخبرتهن والله العظيم إنني بريئة، وأن القاتل هو محمد باعويضان إلى أن وصلت الشرطة وألقت القبض عليَّ.
ـ ماذا تريدين قوله في نهاية اللقاء؟
- إنني بريئة وأن القاتل هو محمد باعويضان، استغل ضعفي وخوفي على سمعتي وورطني في جريمة لم أقترفها، وإنما هو القاتل الحقيقي.
ولنا كلمة أخيرة
-------------
قبل أن ندلف من بوابة عنبر النساء أخبرني أحد ضباط التحري بأن للمتهم باعويضان سجل حافل في النهب والسرقة والاعتداء على الآخرين في منطقته وسجل ضده أكثر من بلاغ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى