«الأيام» ترصد معاناة أهالي جحاف بالضالع .. ظروف معيشية قاسية ومشاريع خدمية غائبة

> استطلاع/ غازي النقيب:

> يعتمد أهالي مديرية جحاف إحدى مديريات محافظة الضالع، على حرفتي الزراعة وتربية الحيوانات، إلا أن الزراعة ما زالت تمارس بالطرق البدائية القديمة كحرث الأرض بواسطة الثيران والحمير.
رغم قسوة الطبيعة وشحة المياه وغياب أبسط الخدمات ووعورة التضاريس، إلا أنها لا تخلو من لمسات جمال الطبيعة وخصوصاً أيام الصيف عند نزول المطر، فنلاحظ أنها تلبس حُلة خضراء تسر الناظرين.
«الأيام» زارت هذه المديرية لترصد همومها وخرجت بالحصيلة الآتية..
معاناة الناس في جحاف
يعاني الإنسان الجحافي من تعطل غالبية الخدمات، حيث تخلت الدولة عن واجبها تجاه المواطن في هذه المديرية، فالمجلس المحلي رحل منذ أعوام ولم يتبقَ سوى المدير العام للمجلس الذي يدير المديرية من مديرية أخرى (المديرية التي يعيش فيها)، أي أنه تم تعيين مدير عام للمديرية من مديرية أخرى. وقد تعرض المجمع الحكومي للمديرية للنهب والسرقة، فقد أقدم مجهولون على سرقة جميع محتوياته من أثاث وأبواب ونوافذ.
في الكشوفات فقط!
أما حال فروع المكاتب التنفيذية بالمديرية فهي غير موجودة إلا على كشوفات المخصصات.
شحة المياه
الزائر للمديرية يجد منظراً يدمي القلب ويبعث الحسرة في النفس، حيث تجد قطعاناً من الحمير وخلفها النساء والأطفال في مشهد يومي لجلب المياه من مسافات طويلة .. فالدولة أوقفت العمل في مشروع مياه حجر - جحاف منذ أعوام، وأصبح المشروع من المشاريع المتعثرة.
(الإيفاد) حل جزئي للمياه
أول مشروع يدخل المديرية هو مشروع إدارة موارد المجتمع (الإيفاد)، وهو مشروع مشترك بين وزارة الزراعة والري اليمنية ومنظمة الإيفاد الإيطالية، حيث قام بعدة أنشطة في المديرية ومنها بناء عدد كبير من الخزانات الفردية لتجميع مياه الأمطار من أسقف المنازل.. وهذه لفتة كريمة قام بها المشروع بقيادة المدير العام للمشروع المهندس عبدالله سالم الدقيل.

طرق وعرة
الطريق شريان الحياة، فهذا الطريق الذي يربط عاصمة المحافظة بمديرية جحاف عبارة عن طريق جبلي وعر، فسائق السيارة يغامر بحياته بين الصخور والحفر، فقد كانت هناك طريق قديمة شقت على حساب المواطنين، وفي عام 2000م قامت الدولة بالبدء بسفلتة الطريق، إلا أنها توقفت عن استكمال العمل فيه وأصبحت الطريق أكثر تعقيداً من السابق، أما بعض المناطق في المديرية فما زالت تعيش في القرون الوسطى، فما زال يحمل المرضى بواسطة الأعواد الخشبية وعلى أكتاف الرجال، مثل قرى المصنعة والجبل وقرنعلا وسيلة أبو عروق وبعض القرى في بني سعيد والعزلة، فهي بحاجة ماسة لشق طرق إليها.
فانوس وشموع
الكهرباء بالمديرية موجودة، ولكن لا يستغني الإنسان الجحافي عن الفانوس والشمع بسبب كثرة الانقطاعات، واضطر بعض الناس إلى جلب مولدات كهربائية، وعند سؤالنا للقائمين على الكهرباء يقولون يوجد خلل والبعض الآخر يربطها بتسديد الفواتير.
وحدات صحية مهجورة!
يوجد في المديرية وحدات صحية ولكنها غير مؤهلة للعمل، وهي بحاجة إلى ترميم، مما اضطر الأطباء إلى هجرانها، فعند نزولنا للوحدة الصحية بعاصمة المديرية (السرير) وجدنا عامل المختبر يعمل فيه وبجانبه ثلاث ممرضات وطبيب قديم هو الأخ محمد قائد علي، وسألنا أحد المرضى، فرد علينا بأن الأطباء غادروا الوحدة الصحية وانتقلوا إلى مديريات أخرى ومستشفيات خاصة ليعملوا فيها، أما رواتبهم فهي على حساب المديرية. أما مركز الأمومة والطفولة بالمديرية فهو يعمل بسبب أن هناك عاملات مازال الضمير حيا عندهن، فهن ينتقلن إلى القرى أثناء عملية التوليد.

حياة مهددة بالهلاك
مديرية جحاف مهددة بانهيار الصخور عليها التي تتربص بحياة الناس، وخصوصاً مناطق المصنعة والجبل والعدينة والزنان وبلس والحيفة وبعض قرى مناطق العزلة وبني سعيد.. والسكان يطالبون عبر صحيفة «الأيام» الدولة بإزالة هذه الصخور، من خلال إرسال فريق جيولوجي متخصص وعمل دراسات لتلك الصخور تمهيداً لإزالتها.
حكاية نجاح بحاجة للدعم
يعتمد الأهالي في مديرية جحاف على زراعة الذرة الرفيعة والدخن، وتوجد في المديرية مدرجات زراعية قديمة، وهي بحاجة إلى إعادة التأهيل لكي تقيها من خطر السيول.
وهناك الكثير من الطلاب والطالبات حازوا على مراتب علمية كبيرة في عدد من الجامعات في البلدان العربية والأجنبية، فالمعلم الجحافي يستحق التكريم والثناء، فقد استطاع المعلمون في المديرية أن يبنوا جيلاً متسلحاً بالعلم والمعرفة.
وختاما نؤكد في استطلاعنا هذا على وجوب إيلاء الاهتمام المطلوب لجحاف ومناطقها، واستئناف العمل في المشاريع المتعثرة، وعودة المكاتب التنفيذية إلى المديرية ليسهل تقديم المشاريع، وكذا المطالبة بإعادة محكمة المديرية والنيابة اللتين نقلتا إلى عاصمة المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى