مواقف مسؤولة للرئيس علي ناصر محمد في الأعوام 1994 ، 2008 ، 2014 الكلام عن أحمد السركال كان عال العال يا أبا جمال

> نجيب محمد يابلي:

>
الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد حظي بشعبية واسعة على كل الصُّعُد: القُطْرية والقومية والأممية، وقد مارس القيادة السياسية المرنة من خلال موقعين : رئاسة الوزراء خلال الفترة 1971 ، 1980 ورئاسة الجمهورية خلال الفترة 1980 ، 1986، وشهدت سياسة الدولة مرونة وانفتاحاً مع الجيران ومع الجنوبيين المنتشرين في مختلف الأصقاع وتوالت زياراتهم بعدن بعد جسور تواصل معهم أقامها الرئيس علي ناصر محمد..
الحاجة لتقييم تجربة العمل الوطني منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967، ثم يتبع ذلك تقييم آخر لتجربة الحكم في الجنوب حتى قيام دولة الوحدة الفاشلة في 22 مايو 1990م، والحاجة للتقييم سرني أن أسمعها وأقرأها للرئيس علي ناصر محمد والرجل الكبير عبد الله عبد المجيد الأصنج، ولو قيمنا المرحلتين المشار لهما سلفاً لتيسر لنا تقديم تصور علمي وموضوعي وناضج لمستقبل الجنوب.
قدمت مجلة (الشروق) الإماراتية في عددها الصادر يوم 19 ديسمبر 1994م استطلاعاً عنوانه : (اليمن الفيلم الذي نسف خطاب العفو : حوار يفضي إلى الإلغاء والمصالحة.. " حديث خرافة " وورد في الاستطلاع الأسلوب الغريب غير الحضري ـ الحضاري لنظام صنعاء مع آثار حرب صيف 1994م ـ
عقلية القبيلة المتنفذة نتحدث عن حوار بشروط غير منطقية وغير عقلانية منها: إعلان التوبة والإقلاع عن الذنب والمتمثل في الاشتراكية والماركسية اللينينية ونهب الأموال وهتك الأعراض التي مارسها الاشتراكي طول فترة حكمه، وعدم التغني بالأمجاد أي أن كل ما تم تحقيقه في الجنوب إنما تحقق تحت الإرهاب والتعذيب، وأنَّ على الاشتراكي أن لا يعود إلى ذلك إذا وصل إلى السلطة.
كما قيل لقياده الاشتراكي فإن من المستحيل إقامة حوار جاد وصادق لأن شيئا من ذلك لو حدث سيبدأ تدمير اليمن من جديد، وأن إعلام الاشتراكي لا يزال انفعالياً وأن للسلطة الحق في تشظي الاشتراكي إلى (20) حزبا إذا استمر في سياسته الحالية، وقدم نظام القبيلة المتنفذة إلى قيادة الاشتراكي قائمة بـ (20) انفصالياً في عناصره لفصلهم.
من خلال ما عرضته (الشروق) الإماراتية يتبين أن هؤلاء القوم لا يصلحون للتعايش والتسامح والبناء، وإنما يصلحون لخلق الأزمات، وبينت السنوات الـ (20) اللاحقة لحرب صيف 1994م عدوانية وضلالية مراكز النفوذ في صنعاء من خلال مخططهم في السنوات الأخيرة الذي دمروا من خلاله الجنوب عامة وعلى وجه الخصوص عدن، وهو مخطط خارجي يعتبر امتداداً لمخطط تدمير العراق ومصر وسوريا، أما ليبيا فقد تمكن ذلك المخطط من القضاء على نظام القذافي واستبداله بعصابات تارة تسرح وتمرح داخل ليبيا.. وألف سلام وألف رحمة على ملك ليبيا السنوسي.
كلمة الحق التي أطلقها الرئيس علي ناصر في (الشروق)
نشرت (الشروق) الإماراتية حواراً مع الرئيس علي ناصر محمد في نفس العدد المذكور عبر الصفحات 21 ، 22 ، 23 ، والذي آجراه أنيس ديوب، وأطلق صرخته الحكيمة: التسامح والتوازن والمصالحة، وإلا فمثلث الأزمات والحروب.. وفي رده على سؤال بدأه المحاور بعبارة "اليمن السعيد"، قال علي ناصر: "ها أنت تقول اليمن السعيد، نحن نتمنى أن يكون اليمن جديرا بهذا الاسم لا أن نستعيره من التاريخ البعيد".
وفي 24 مارس 2008 نشرت (الشروق) الإماراتية حواراً مع الرئيس علي ناصر محمد أجراه معه كمال عبد المغني ، وافترش الحوار الصفحات 18 و 19 و 20 و 21، ووضع فيها الرئيس ناصر النقاط على الحروف، ومنها: "أن القيادات السبئية التي وقعت على اتفاقية الوحدة عام 1990م بين شطّري اليمن لم تكن في مستوى الحدث، وأساءت للوحدة بالانشغال بالنزوات والأهواء والرغبات الخاصة"، وتحدث عما يجري في الجنوب من اعتصامات ومظاهرات طيلة الأحد عشر شهراً الماضية نتجت عن تراكمات الظلم والإقصاء لعسكريين ومدنيين بعد حرب 1994، وطالبنا بـ"المعالجات السريعة لآثار الحرب وإعادة الجنوب والضباط المدنيين إلى أعمالهم ومنازلهم، وقلنا إن النصر العسكري هو نصر مؤقت".
ورداً على سؤال المحاور بأن "أطراف داخلية وخارجية تقف وراء تلك الاعتصامات والمظاهرات بهدف زعزعة الأمن والاستقرار" قال الرئيس ناصر : "لقد سئم الشعب الاتهامات الجاهزة والهادفة إلى الإساءة لتلك الاعتصامات وللشعب الذي يطالب بحقوقه".
أشار الرئيس ناصر إلى أن الفساد أبعد الوحدة عن أهدافها، وأن الحديث عن الحقوق المشروعة والمطالبة بها لا يمكن تصويره على أنه رفض للوحدة، وإنما هو رفض للسياسات الخاطئة من قبل دعاة الوحدة، وأبناء المحافظات الجنوبية قيادة وشعباً قدموا تضحيات جسيمة في سبيل الوحدة، وكانوا أكثر إيماناً بها وبقضايا الأمة العربية.
والرئيس ناصر محق في هذه النقطة فقد قال الشيخ الأحمر لصالح : "أنت دخلتنا في وحدة مع هؤلاء الناس"، إلا أن القاضي الإرياني طمأنهُ بالقول : " سيذوبون" بيننا يا شيخ عبد الله لأنهم أقلية" وزادهُ صالح اطمئنانا بأنهُ سيقضي عليهم في وقت قصير.
الزميلة جمانة فرحات حاورت الرئيس ناصر في (العربي الجديد) وأعادت الزميلة (عدن الغد) نشرها في عددها الصادر في 29 أبريل 2014م، وورد فيه بأن "المخرج من الأزمة الحالية هو حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ويرضي الشعب في الجنوب"، وتحدث عن تجربة الحكم في الجنوب وقال: "إذا حدث نقص من قبلنا بحق الشعب كانوا يترحمون على عهد أحمد السركال أي الاحتلال البريطاني". وهنا ضرب الرئيس ناصر على وتر الاستقرار والأمن والتنمية وحرية الصحافة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات المهنية وبرزت مكانة مطار عدن الدولي وميناء عدن في حركة الملاحة الجوية والبحرية على مستوى العالم وأن حركة التصدير وإعادة التصدير في عدن انتشت كثيراً تغذت منها السعودية ودول الخليج قاطبة.
إن عبارة أحمد السركال كانت عال العال يا أبا جمال، ولا غرابة في ذلك، لذلك أعدت لعدن لاعتبارها في كتابك الجميل (عدن التاريخ والحضارة).
ومسك ختام موضوعي أنك تبوأت مكانك في التاريخ، والطريق أمامك مليئة بالألغام وخذ حذرك من أولاد الحرام.
والله من وراء القصد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى